عاد النفط الصخري مجدداً إلى الساحة لتهديد منظمة البلدان المصدرة للنفط "أوبك"، إذ هبطت أسعار النفط يوم الجمعة مع ارتفاع عدد منصات الحفر الأميركية الذي أجج مزيداً من المخاوف من وفرة المعروض، وسط شكوك في النمو الصيني وتداعيات محتملة من أزمة اليونان على اقتصاد منطقة اليورو.
وفتحت الهيئات التنظيمية في الصين تحقيقاً في ما يشتبه أنه تلاعب بالبورصة بعد هبوط الأسهم بأكثر من 20% منذ منتصف يونيو/حزيران.
وتضررت السوق أيضاً من عزوف المستثمرين عن التداول بشكل نشط قبل الاستفتاء الذي سيجرى في اليونان اليوم الأحد، والذي قد يقرر مستقبل البلاد كعضو في منطقة اليورو.
وقالت شركة "بيكر هيوز" لخدمات الطاقة، وفقاً لرويترز، إن عدد الحفارات النفطية قيد التشغيل في الولايات المتحدة زاد بمقدار 12 ليصل إلى 640 حفارة، في أعقاب تباطؤ خفض العدد من ذروة بلغت 1609 في أكتوبر/تشرين الأول إلى أدنى مستوى في حوالي خمس سنوات الأسبوع الماضي.
وقال كارستن فريتش، كبير محللي النفط في "كوميرتس بنك" في فرانكفورت، "هذه هي الزيادة الأسبوعية الأولى في 30 أسبوعاً؛ وهي مؤشر إلى أن التباطؤ في نشاط الحفر انتهى". وأضاف قائلا "أسعار النفط تراجعت بفعل تلك الأنباء".
وهبطت عقود مزيج برنت لأقرب استحقاق 1.75 دولار أو ما يعادل 2.79% ليسجل عند التسوية 60.32 دولارا للبرميل، موسعا اتجاها نزوليا بدأ منذ أواخر مايو/أيار هبطت فيه الأسعار حوالي 13%.
وتراجعت عقود الخام الأميركي 1.41 دولار أو 2.48% إلى 55.52 دولاراً، لتهبط عن نطاق تداولها منذ أوائل مايو/أيار الذي تراوح من 57 دولاراً إلى 62 دولاراً.
والأمل الوحيد في زيادة الأسعار في ظل ظروف اقتصادية غير مواتية هو خطط الدول لزيادة مخزوناتها الاحتياطية. وتعتبر خطط تخزين النفط من السياسات التي اتبعتها الدول المنتجة والمستهلكة في سبيل إدارة الأسواق، وتأمين الإمدادات للمستهلكين في مواقعهم، في الوقت الذي ارتبطت مؤشرات انتعاش هذه السياسة بارتفاع مستويات الطلب بمعدلات كبيرة في وقت قصير.
وبات من المؤكد أن لسياسات التخزين أهمية وتأثيرا إيجابيا كبيرا على الدول التي تنتهج هذه الاستراتيجية، يأتي في مقدمتها الولايات المتحدة؛ والتي وصل حجم النفط المخزن لديها كاحتياطي استراتيجي ما يقارب 700 مليون برميل، ليتم استخدامه في حالات الطوارئ، فيما تبدو أهداف التخزين مختلفة لدى إندونيسيا؛ والتي تسعى إلى التوسع في عمليات التخزين رغبة منها في التحول من شراء البنزين والديزل من السوق الفورية إلى إبرام عقود ثابتة طويلة الأجل.
اقرأ أيضاً: النفط الصخري يفرض نفسه ويحرج أوبك