وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ "قوات النظام استهدفت أحياء برزة والقابون وتشرين، بصواريخ ثقيلة متوسطة المدى، ما أسفر عن حدوث أضرار مادية واسعة"، مشيرةً إلى أنّ "قصفاً بقذائف الهاون طاول حي جوبر شرقي العاصمة".
ويخرق القصف التهدئة الروسية التي أعلنت عنها موسكو في غوطة دمشق الشرقية، بدءاً من السابع من مارس/آذار الحالي وحتى العشرين منه.
في غضون ذلك، قصفت قوات النظام المتمركزة في مدينة حمص، حي الوعر المحاصر، بالعديد من الصواريخ متوسطة المدى وقذائف الهاون، ولم يسفر القصف عن إصابات.
واستأنف النظام قصف الحي بعد فشل المفاوضات بين الوفد الروسي ولجنة التفاوض، حيث طلبت روسيا إخراج 300 شخص من الحي وإجبار البقية على التسوية.
وحمّل كبير المفاوضين السوريين، محمد علوش، في تصريحات سابقة لـ"العربي الجديد"، موسكو مسؤولية عدم التزام قوات النظام بوقف إطلاق النار، باعتبارها "ضامناً للنظام".
وخرجت تظاهرات اليوم الجمعة، في محافظات حلب وإدلب وريف دمشق، تحت عنوان "ثورة حتى النصر"، للتأكيد على الاستمرار في الثورة على النظام السوري، التي انطلقت في مارس/ آذار عام 2011.
ورفع متظاهرون، لافتات تطالب بإسقاط النظام وتندد بحلفائه وأكدت على استمرار الثورة رغم المصاعب والقصف الجوي والمدفعي، وعدم الاكتراث الدولي.
وطالب المتظاهرون السوريون بإطلاق سراح المعتقلين في سجون النظام، ومعتقلات الفصائل العسكرية، مؤكّدين على ضرورة تمسك المفاوضين الذين يمثّلون المعارضة بمبادئ الثورة وأهدافها.
وفي مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، ندّد المتظاهرون بالفيتو الروسي - الصيني، الذي حال دون فرض عقوبات على النظام، وطالبوا بخروج المليشيات الطائفية من سورية.
وفي منينة معرة النعمان، بريف إدلب الجنوبي، أعلن المتظاهرون تضامنهم مع أهالي مدينة كفرنبل القريبة، التي تتعرّض لحملة قصف عنيفة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.
من جهة أخرى، استأنفت فصائل المعارضة المسلحة، صباح اليوم الجمعة، معركة استكمال السيطرة على حي المنشية في مدينة درعا، جنوبي سورية، بعد توقفٍ استمر نحو ثلاثين يوماً.
وقال الناشط الإعلامي، ياسر الخطيب، لـ"العربي الجديد"، إنّ "الفصائل العسكرية ضمن غرفة عمليات "البنيان المرصوص" شنّت هجوماً بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، على مواقع قوات النظام، داخل حي المنشية من عدّة محاور، ما أدّى إلى مقتل وجرح العديد من عناصر الأخيرة.
وأضاف أنّ "الفصائل دمّرت بصاروخ حراري موجّه، عربة (شيلكا) على أطراف حي المنشية، كانت تستهدف منازل المدنيين في الأحياء المجاورة".
وأشار الناشط ذاته إلى أنّ "قوات النظام استهدفت الأحياء السكنية في درعا البلد، بعشرات الصواريخ وقذائف الهاون، ما أسفر عن أضرار مادية كبيرة".
وكانت المعارضة قد أطلقت قبل نحو شهر، معركة للسيطرة على حي المنشية، آخر الأحياء التي يسيطر عليها النظام، ضمن أحياء درعا البلد.
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" بمقتل مدنيين اثنين جراء قصف مدفعي من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) على حي الجورة في مدينة دير الزور، بينما قتلت امرأة بقصف جوي من طيران التحالف الدولي على منطقة الهري على الحدود السورية العراقية في محيط مدينة البوكمال شرق دير الزور.
وفي سياق متصل، أعدم تنظيم "داعش" ثلاثة أشخاص في ريف دير الزور الغربي بتهم تهريب السلاح والتعاون مع التحالف وتهريب المدنيين من مناطق سيطرته، في حين قتل عناصر من التنظيم جراء غارة استهدفت سيارة لهم على طريق صبيخان بريف دير الزور الشرقي.
وفي حلب أفاد الدفاع المدني السوري "العربي الجديد" بمقتل مدني وجرح آخر جراء انفجار لغم بهما من مخلفات تنظيم "داعش" في مدينة الباب بريف المحافظة الشرقي.
من جانب آخر، أكد مدير المكتب الإعلامي للدفاع المدني في حلب، إبراهيم أبو الليث، في حديث لـ "العربي الجديد"، جرح ثلاثة مدنيين بينهم طفلة بقصف مدفعي من قوات النظام السوري على قرية اسطبلات بريف حلب الجنوبي، مضيفا:" الإصابات خطرة، وقامت فرق الدفاع المدني بانتشال الجرحى من تحت الانقاض، ونقلتهم إلى مستشفى سراقب في ريف إدلب".
كذلك قصف طيران النظام السوري الأحياء السكنية في مدينة دارة عزة غرب حلب، بصواريخ وقنابل عنقودية ما أدّى لأضرار مادية.
وفي حمص، أفاد الناشط جلال التلاوي، "العربي الجديد" بإصابة مدني جراء قصف من قوات النظام استهدف منطقة طريق الملعب البلدي، الخاضعة لسيطرته، نافيا ما نقلته مصادر موالية للنّظام السوري بأن القصف مصدره حي الوعر المحاصر.
وكانت مصادر موالية للنظام السوري قد زعمت أن المعارضة في حي الوعر استهدفت منزل محافظ النظام في حمص بقذيفتي هاون، ما أدى لإصابة اثنين من مرافقيه.
من جهة أخرى، سيطرت مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" على قرية تل المنخر الغربية، في ريف الرقة الشرقي، بعد معارك مع "داعش".