سيطرت قوات النظام السوري، مساء الإثنين، على العديد من الأحياء في مدينة دير الزور شرقي البلاد، كما سيطرت على خمس مدن وبلدات تقع على طريق دير الزور الميادين بعد انسحاب تنظيم "داعش" الإرهابي منها، ما يعني اقترابها من بسط السيطرة على كامل المدينة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أنّ قوات النظام تقدّمت إلى مدن وبلدات موحسن والبوعمرو والبوليل والطوب على الضفاف الجنوبية من نهر الفرات، بعد انسحاب "داعش" إلى الضفة المقابلة، في محيط بلدة خشام.
وأوضحت المصادر أنّ قوات النظام باتت تسيطر بشكل تام على ضفة نهر الفرات الممتدة على مسافة 40 كيلومتراً بين مدينة الميادين ودير الزور، إثر سيطرتها بشكل كامل على مدينة الميادين، وقطع الطريق مع البوكمال.
وتشنّ قوات النظام هجوماً على جيوب تنظيم "داعش"، في الأحياء الجنوبية والشرقية والشمالية الشرقية بمدينة دير الزور، وذلك بعد سيطرتها على كامل الضفة الشمالية المقابلة للمدينة، وفرض حصار مطبق على التنظيم.
وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ قوات النظام سيطرت على أحياء المطار القديم وخسارات وكنامات شمال شرقي مدينة دير الزور، إثر انسحاب عناصر "داعش" منها، كما سيطرت على أحياء شارع بورسعيد والرصافة والطحطوح والعمال، بعد اشتباكات عنيفة.
وأضافت أنّ قوات النظام السوري باتت قريبة من إعلان سيطرتها الكاملة على مدينة دير الزور، وذلك بعد ثلاث سنوات من سيطرة "داعش" على معظم المدينة، إثر انتزاعها من مقاتلي "الجيش السوري الحر".
في غضون ذلك، شنّ الطيران الحربي الروسي، عدّة غارات على مدينة البوكمال، ومناطق في محيطها قرب الحدود السورية العراقية، حيث طاول القصف حي الصناعة في المدينة، ومناطق في بلدة الصالحية وبلدة البحرة بمحيطها، موقعاً أضراراً مادية.
إلى ذلك، أعلنت مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، عبر مركزها الإعلامي، عن سيطرتها على أحياء حارة البدو، والسخاني، والأندلس وشارع المطار وشارع المطحنة ودوار النعيم والمشفى الوطني في مدينة الرقة، مشيرة إلى أنّ تنظيم "داعش" يتحصّن في الملعب البلدي.
وذكر "المركز الإعلامي لقوات سورية الديمقراطية" على موقعه الرسمي، أن المرحلة الأخيرة من حملة تحرير الرقة دخلت يومها الثالث، حيث سيطر المقاتلون على المستشفى الوطني، وقتلوا 22 عنصرا أجنبياً من عناصر التنظيم.
وأضاف المركز أن المقاتلين سيطروا على منطقة دوار النعيم، في حين تستمر الاشتباكات مع عناصر تنظيم "داعش" في محيط الملعب البلدي.
ويذكر أن منطقة دوار النعيم اشتهرت كثيراً باسم "دوار الجحيم"، وهي الساحة التي كان تنظيم "داعش" ينفذ فيها الأحكام التي يقضي بها من قطع للرؤوس والأيدي وصلب للمدنيين والمعتقلين.
المعارضة تصد النظام في ريف دمشق
على صعيد آخر، صدت المعارضة السورية المسلحة، فجر اليوم الثلاثاء، محاولة تسلّل من قوات النظام في الغوطة الشرقية بريف دمشق، بينما قُتل عناصر من تنظيم "داعش" باستهدافهم من تنظيم "هيئة تحرير الشام" في ريف حماة الشرقي.
وأعلن فصيل "جيش الإسلام" المعارض للنظام السوري عن تمكّنه من إحباط محاولة تسلل لقوات النظام، على جبهات بلدة الزريقة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، حيث دارت معارك عنيفة بين الطرفين.
وفي سياق متصل، قال "مركز الغوطة الإعلامي"، إنّ معارك وقعت بين فصيل" فيلق الرحمن"، وقوات النظام، على جبهات مدينة عين ترما بالغوطة الشرقية، تزامنت مع استهداف أطراف البلدة بصواريخ أرض أرض.
وتشنّ قوات النظام السوري هجمات ضد فصائل المعارضة، بشكل متكرر، على الرغم من خضوع الغوطة الشرقية لاتفاق "خفض التصعيد"، الموقع بين الفصائل وروسيا، الضامن للاتفاق.
وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر محلية أنّ ستة من عناصر تنظيم "داعش"، قُتلوا جراء استهدافهم بصاروخ موجه من "هيئة تحرير الشام"، خلال مواجهات بين الطرفين على جبهة قرية أبو الغر في ناحية الرهجان بريف حماة الشرقي، وسط البلاد.
وجاء الاستهداف تزامناً مع محاولة تقدّم من عناصر "داعش" في محور قرية المستريحة، حيث وقعت معارك، قُتل وجرح خلالها عناصر من الطرفين.
من جهة أخرى، ذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أنّ رجلاً وابنه قُتلا، جرّاء قصف من قوات النظام على الأحياء السكنية في مدينة اللطامنة بريف حماة الشمالي، بينما قصف طيران النظام أطراف بلدة حيش وبلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي، شمالي البلاد، موقعاً أضراراً مادية فقط.
وفي ريف حمص وسط البلاد، تجدّدت الاشتباكات بين تنظيم "داعش" وقوات النظام السوري في منطقة الرميلة شرق مدينة القريتين بريف حمص الجنوبي الشرقي، تمكّن خلالها التنظيم من تدمير دبابة لقوات النظام بصاروخ موجه.
وفي السياق نفسه، قالت مصادر محلية إنّ "داعش" استهدف بعربة مفخخة رتلاً لقوات النظام في منطقة الوعر بأقصى ريف حمص الشمالي الشرقي، موقعاً خسائر في صفوفها.