وسعت قوات النظام من نطاق سيطرتها في الجنوب السوري، وتتجه لاستعادة ريف درعا الغربي وما بقي من أحياء داخل مدينة درعا تحت سيطرة المعارضة، فيما يؤكد الروس عودة نازحين إلى ديارهم في إطار التسويات التي تتم، في وقت سيطر فيه فصيل متشدد على بلدة كانت تحت سيطرة "الجيش الحر".
وقالت وسائل إعلام تابعة للنظام إن قوات الأخير توصلت إلى اتفاق مع المعارضة السورية داخل مدينة درعا، يشمل أحياء درعا البلد، وطريق السد، والمخيم، وسجنة، والمنشية، وغرز، والصوامع، وينص على تسوية أوضاع الراغبين في التسوية، وخروج الرافضين للاتفاق وتسليم سلاحهم الثقيل والمتوسط.
وأشارت إلى أن سيارات للشرطة العسكرية الروسية دخلت الأربعاء بلدة طفس في ريف درعا الغربي، مؤكدة أن 4 بلدات في ريف درعا الشمالي الغربي وافقت على دخول قوات النظام بناء على اتفاق مع الوسيط الروسي.
وأضافت أن الجانب الروسي اشترط على المعارضة السورية تسليم التلال الاستراتيجية، ومنها تل الحارة وتل الكبير والصغير وتل السمن وتل الجابية والتلول الحمر.
بدوره، قال القيادي في الجيش السوري الحر إبراهيم الجباوي لـ "العربي الجديد" ان كل بلدات الجنوب السوري "تتجه للمصالحة مع النظام".
وفي حين أشار إلى أنه "يمكن القول إن مؤسسات النظام ستعود الى كامل الجنوب"، إلا أنه أوضح أن الاتفاقات تنص على عدم عودة قوات النظام الى المناطق التي كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر.
وأكدت مصادر محلية لـ "العربي الجديد" ان المعارضة في حي درعا البلد اتفقت أمس مع الجانب الروسي على تسليم السلاح، ودخول مؤسسات النظام، ورفع علمه وتسوية أوضاع المنشقين والمتخلفين عن قوات النظام، وانسحاب الأخيرة من المناطق السكنية، يليها انتشار قوات عسكرية روسية، وتهجير الرافضين عقد تسويات الى الشمال السوري.
وأفاد المركز الروسي للمصالحة في سورية بأن القافلة المكونة من 800 شخص، بينهم 40 عنصرا سابقا من المعارضة، قرروا ترك سلاحهم، تحركت من بلدة بصرى الشام بمرافقة الشرطة العسكرية الروسية.
وأثار انهيار المعارضة السورية المفاجئ في الجنوب السوري استياء الشارع السوري المعارض، وخاصة بعد بث شريط فيديو يظهر كميات كبيرة من الأسلحة النوعية سلمتها فصائل المعارضة للجانب الروسي.
بموازاة ذلك، أكدت مصادر محلية أن "جيش خالد بن الوليد" الموالي لتنظيم "داعش" سيطر، صباح الخميس، على بلدة حيط في حوض اليرموك بريف درعا الغربي، عقب انسحاب "الجيش السوري الحر" من البلدة بعد هجوم شنه الفصيل يُعد الأعنف منذ بداية القتال في البلدة بين الطرفين.
ويسيطر "جيش خالد" على 16 قرية وبلدة في منطقة حوض اليرموك في أقصى ريف درعا الغربي، عند ملتقى حدود سورية والأردن وفلسطين المحتلة، إذ لا يبعد عن الحدود السورية الأردنية والسورية الإسرائيلية سوى بضعة كيلومترات، وأبرز هذه البلدات سحم الجولان، وبيت آرة، وكويا، ومعربة، ونافعة، والشجرة، وجملة، وجلين، وعدوان، والشبرق، وتسيل، وعين ذكر، وتمتد على نحو 250 كيلومتراً مربعاً.