غير أنّ وكالة "سبوتنيك" الروسية، نقلت عمن وصفته بـ"مصدر عسكري سوري" قوله إنّ الجسم المستهدف "كان طائرة استطلاع إسرائيلية اخترقت الأجواء السورية عبر الحدود اللبنانية، في منطقة دير العشائر غربي دمشق".
وأضافت الوكالة أنّ "الدفاعات الجوية أطلقت صاروخين باتجاه الهدف، ما أدّى إلى إسقاطه"، مشيرة إلى أنّ "العمل جار حالياً للتحقّق من ماهية الهدف، بعدما توجهت الوحدات المختصة إلى موقع الإسقاط الذي يتسم بوعورته، لوقوعه بين الجبال والتلال الحدودية بين سورية ولبنان".
ورفضت متحدثة باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس الإسرائيلية"، التعليق على الأنباء.
وكانت حادثة مماثلة قد وقعت في 2 أغسطس/ آب الجاري، حين ذكرت وسائل إعلام تابعة للنظام السوري أنّ الدفاعات الجوية دمّرت "هدفاً معادياً" غربي العاصمة دمشق.
وتوازياً مع ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنّ قواتها "دمّرت طائرتين مسيّرتين تم إطلاقهما من مناطق سيطرة المسلحين في محافظة اللاذقية السورية، باتجاه قاعدة حميميم".
وقالت الوزارة، في بيان أصدره مدير "مركز مصالحة الأطراف المتناحرة في سورية" اللواء ألكسي تسيغانكوف، مساء الجمعة، أكّد فيه "استمرار عمليات إطلاق الطائرات المسيرة المزودة بذخائر ضاربة، باتجاه قاعدة حميميم من الأراضي الخاضعة لسيطرة التشكيلات المسلحة غير الشرعية".
وأضافت الوزارة أنّ "الوسائل النارية النظامية للدفاع الجوي دمّرت الهدفين الجويين على مسافة بعيدة عن المطار".
وقال تسيغانكوف، في بيانه، إنّ "الحادث لم يسفر عن إصابات أو أضرار مادية"، داعياً "قادة التشكيلات المسلحة غير الشرعية إلى التخلي عن الاستفزازات، وسلك سبيل التسوية السلمية للأوضاع في مناطق سيطرتهم"، على حد قوله.
وتعرضت قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية الساحلية لهجمات متكررة في الأشهر الأخيرة، بواسطة طائرات من دون طيار، مصدرها غير معروف، لكن روسيا تقول إنّها تنطلق من مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، في ريف اللاذقية ومحافظة إدلب.
إلى ذلك، حققت قوات النظام تقدماً في ريف محافظة السويداء جنوب البلاد ضد عناصر تنظيم "داعش"، الذين انسحبوا باتجاه أقصى الريف الشرقي للمحافظة باتجاه قاعدة التنف الأميركية وسط أنباء عن مفاوضات تجري بين النظام والتنظيم للسماح لعناصر الأخير بالتوجه إلى ريف حمص الشرقي.
وذكرت محطة "الإخبارية السورية"، التابعة للنظام، أن "الجيش السوري بدأ عملية القضاء على إرهابيي داعش في السلسلة الشمالية الشرقية للسويداء، وبهدف رئيسي نحو سلسلة تلال الصفا حيث انطلقت الوحدات المشاركة من ثلاثة محاور وسط تمهيد مدفعي مكثف" .
بدورها، أفادت وكالة "سانا" بأن قوات النظام واصلت تقدمها في عمق بادية السويداء و"أحكمت سيطرتها على مساحات ومناطق وتلال حاكمة جديدة فيها، ووصلت إلى الحدود الإدارية مع محافظة ريف دمشق".
وأضافت أن "العمليات أسفرت عن تحرير سد الزلف والقلعة القديمة وتلول القنطرة وسوح النعامة وأرض الكراع وواصلت وحدات الجيش تقدمها مدعومة بالقوات الرديفة باتجاه تلول الصفا وتل علم والهبيرية وبئر الشيخ حسين، بالتوازي مع قصف تحركات ومقرات وتحصينات إرهابيي داعش بمختلف الوسائط النارية وتكبيدهم خسائر فادحة بالأفراد والعتاد".
غير أن مصادر محلية لـ"العربي الجديد" قالت إن "قوات النظام تحاول دفع عناصر داعش للتوجه إلى قاعدة التنف الأميركية على الحدود العراقية السورية التي طالما طالب النظام بتفكيكها، في محاولة كما يبدو لإحراج قوات التحالف ودفعها للاشتباك مع عناصر داعش".
ولفتت المصادر إلى أن "معلومات تتحدّث عن مفاوضات تجري بين النظام وتنظيم داعش طالب خلالها الأخير بالسماح لعناصره بالتوجه إلى ريف حمص الشرقي مقابل الإفراج عن المختطفين من محافظة السويداء"، مبينةً أن "عناصر داعش انسحبوا من مناطقهم الوعرة من دون قتال يذكر مع قوات النظام، فيما يشبه التسليم ضمن تفاهمات مسبقة كما يبدو".
وتابعت أن هناك "ارتباطاً بين معركة السويداء ومعركة إدلب"، مشيرة إلى أن "قوات النظام سوف تتمكن من سحب جزء كبير من قواتها باتجاه الشمال السوري حالما يتم الانتهاء كلياً من معركة السويداء".