جاء ذلك، في وقتٍ أعلنت فيه مصادر قوات النظام أنها "سيطرت على بلدة حلفايا بريف حماة الشمالي"، بينما أعلنت فصائل المعارضة عن تمكنها من صدّ محاولة اقتحام البلدة بعد اشتباكات عنيفة دارت من جهة بلدتي سنسحر ومحردة، وسط قصف مدفعي وصاروخي متبادل، في ظلّ غارات متلاحقة لطيران النظام على بلدتي اللطامنة وطيبة الإمام.
بدورها، أكدت "حركة أحرار الشام الإسلامية" مقتل وجرح عدد من عناصر قوات النظام جراء هذه الاشتباكات. وأفادت الحركة على حسابها في تطبيق "تيلغرام"، بأنها والفصائل الأخرى، تصدت لمحاولة تقدم قوات النظام عند قرية سنسحر، جنوب حلفايا، فيما أعلن "جيش العزة"، التابع للجيش الحر، مقتل اثنين من كوادره خلال الاشتباكات.
غير أن مصادر محلية أفادت، لـ"العربي الجديد"، بأن "قوات النظام والمليشيات حققت تقدماً داخل طيبة الإمام، وسط اشتباكات عنيفة دارت داخل المدينة". وكانت قوات المعارضة قد سيطرت على طيبة الإمام في 30 أغسطس/آب الماضي إلى جانب مدينة حلفايا المجاورة من الجهة الشمالية الغربية، والتي تشهد أيضاً محاولات لاقتحامها من جانب قوات النظام. كما هاجمت قوات النظام في الريف الشمالي من محورين بشكل أساسي، الأول من طيبة الإمام، والثاني مدينة كرناز باتجاه بلدتي كفربنودة والهبيط المجاورة، شمال غربي حماة.
من جهته، ذكر "جيش النصر" على حسابه في "تيلغرام"، أنه "قصف مواقع لقوات النظام برحبة خطاب في الريف الشمالي، بقذائف المدفعية والرشاشات الثقيلة". كما قُتل ستة عناصر لقوات النظام وجُرح ثلاثة آخرون جراء تفجير سيارتهم في قرية المجدل شمال غربي حماة، بينهم ضابط برتبة عميد، وعنصران من مليشيا الحرس الثوري الإيراني. وأتت هذه المعارك عقب سيطرة قوات النظام على بلدة صوران قبل بضعة أيام، في إطار سعيها للتوغل في الريف الشمالي لحماة. وأفاد مركز "حماة الإعلامي أن "أكثر من 200 صاروخ وسبعين غارة جوية بعضها بالقنابل الفوسفورية وقنابل النابالم الحارق والقنابل العنقودية، استهدفت ريف حماة الشمالي خلال الأيام الثلاثة الأخيرة، تحديداً كلاًّ من طيبة الإمام وحلفايا وكفرزيتا".
وقد صعّدت قوات النظام والطائرات الروسية الهجمات على ريف حماة الشمالي، وصولاً إلى خان شيخون منذ الهجوم الكيميائي على الأخيرة. وأحصى المرصد العسكري التابع للمعارضة، العامل في ريف حماة الشمالي، تعرّض الريف الشمالي وريف إدلب الجنوبي منذ ذلك الهجوم إلى أكثر من 3000 غارة بالقنابل الفراغية والفوسفورية، في تصعيد غير مسبوق على المنطقة. وأفادت مصادر في المعارضة السورية بأن "قوات النظام بالتعاون مع روسيا تشنّ هجوماً منسقاً في ريف حماة الشمالي على محاور عدة، وربما تستهدف الوصول إلى بلدة خان شيخون في ريف إدلب الجنوبي، لطمس معالم ضربها بالسلاح الكيميائي في الرابع من الشهر الحالي". وأشارت إلى أن "تلك القوات التي تساندها نحو عشر مليشيات محلية وأجنبية، تحاول اقتحام مدينة طيبة الإمام بعد سيطرتها على صوران المجاورة، والوصول إلى مدينة مورك، التي تُعدّ البوابة الجنوبية لخان شيخون". وذكرت مصادر محلية أن "الطائرات الحربية استهدفت بأربع جولات من القصف مدينة خان شيخون، وفتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على المدينة وأطرافها".
في شرق العاصمة دمشق، أعلنت فصائل المعارضة السورية صدّ محاولة لقوات النظام والمليشيات التقدم إلى حي القابون وسط قصف مكثّف، بالبراميل المتفجرة ومئات قذائف المدفعية، إضافة إلى صواريخ أرض - أرض.
في جنوب البلاد، استأنفت فصائل المعارضة هجومها على مواقع قوات النظام والمليشيات في آخر معقل لها في حي المنشية بدرعا البلد، وأعلنت سيطرتها على كتلة الصلخدي في الحي المذكور، فضلاً عن قتل 11 عنصراً من قوات النظام.
وقال ناشطون إن "الاشتباكات تدور على أطراف حي سجنة"، إثر اعلان "غرفة عمليات البنيان المرصوص"، في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي استهداف ما تبقى من قوات النظام والمليشيات بخراطيم متفجرة، وتدمير دبابة على جبهة حي سجنة، ضمن معركة "الموت ولا المذلة" التي تستهدف السيطرة على كامل أحياء درعا البلد. وبعد التقدم الذي حققته قوات المعارضة في الأيام الاخيرة لم يتبقّ بيد قوات النظام في درعا البلد سوى "الوحدة الإرشادية" وحي سجنة المجاور. ومع تراجع قواته في الميدان، صعّد النظام من قصفه الجوي على درعا البلد، واستهدفها بأكثر من 28 غارة جوية و25 برميلاً متفجّراً. ما أدى إلى مقتل طفل واصابة العشرات، اضافة إلى وقوع دمار واسع في الأحياء السكنية. وقال ناشطون إن "قوات النظام في سعيها لإيقاف تقدم قوات المعارضة، استقدمت ليلة الأربعاء تعزيزات عسكرية كبيرة وحشدتها في درعا المحطة التي تسيطر عليها".
في شرق البلاد، تواصلت المعارك بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في الريف الشمالي لمدينة الرقة، وسط قصف متبادل، وغارات جوية من جانب طائرات التحالف الدولي ضد مواقع التنظيم. وكشفت تلك القوات عن أنها "سيطرت على قرى جديدة في ريف الرقة الشمالي، ضمن المرحلة الرابعة من حملة غضب الفرات". وأوضحت على حساب الحملة في تطبيق "تيلغرام"، أنها "سيطرت على قرى المزرعة الحكومية وريال وكبش غربي، بعد اشتباكات مع داعش"، فيما ذكرت مصادر محلية أنها "سيطرت أيضاً على قرى خلوة عبيد والحفير وحتاش في ريف الرقة الشمالي".
من جهته، شنّ "داعش" فجر الأربعاء هجوماً على مواقع (قسد) في ريف الرقة الشمالي. وقالت مصادر محلية إنه "تمكن من السيطرة على مزرعة قرب مدينة الطبقة". كما شنّ هجوماً موازياً على قرية العايد الكبير التي تسيطر عليها "قسد" جنوب مدينة الطبقة. وأعلن التنظيم أنه "استهدف مواقع (قسد) بعربة مفخخة في قرية حتاش، وسط اشتباكات عنيفة وقصف مدفعي وصاروخي متبادل".
وأفادت مصادر محلية بأن "قوات (قسد) تعاني في محاولاتها للتقدم بالمنطقة من كثرة الألغام والمفخخات واستخدام داعش القناصة بشكل مكثف، ما يعيق تقدمها، على الرغم من المساندة الجوية المكثفة التي تتلقاها من طيران التحالف الدولي والذي شن مساء الأربعاء غارات عدة، على أطراف مدينة الرقة".
من جهة أخرى، شنّت طائرات حربية "مجهولة" غارات جوية، أمس الخميس، على مواقع تابعة لقوات (قسد)، قرب مدينة أعزاز في ريف حلب الشمالي. وقال ناشطون إن "الطائرات التي يرجّح أن تكون تركية قصفت مواقع عسكرية لوحدات حماية الشعب، غرب جبل برصايا، المطل على مدينة أعزاز".
إلى ذلك، تأجلت عملية تبادل القافلتين في المرحلة الثانية من عملية الإخلاء، ضمن اتفاق "المدن الأربع"، بسبب خلاف حول بند الإفراج عن الأسرى. وكانت قد وصلت، مساء الأربعاء، قافلة مدنيين ومقاتلين من مدينة الزبداني ومحيطها بريف دمشق، إلى مناطق سيطرة النظام في حي الراموسة بحلب، في حين وصلت قافلة أخرى من قريتي الفوعة وكفريا في إدلب، إلى حي الراشدين، الذي تسيطر عليه الفصائل العسكرية.
ولفتت مصادر المعارضة إلى أن "القافلتين لا تزالان في المنطقتين، بانتظار حل خلاف حول إخلاء النظام لمئات الأسرى لديه ضمن أحد بنود المرحلة الثانية". وكان قد وصل في المرحلة الأولى نحو 2400 مهجر من بلدتي مضايا وبقين إلى محافظة إدلب، مقابل خروج نحو 5000 شخص من قريتي الفوعة وكفريا، ضمن اتفاق "المدن الأربع"، الذي توصل إليه "جيش الفتح" وإيران، في مارس/آذار الماضي.