منعت قوات النظام السوري أهالي مخيم اليرموك، جنوبي العاصمة دمشق، من زيارة مقبرة الشهداء القديمة في أول أيام عيد الأضحى، وتداول عدد من الأهالي أنباء عن انتشار جنود يعتقد أنهم تابعون للجيش الروسي في المقبرة التي تضم رفات من قضوا في حروب مع إسرائيل خلال العقود الماضية.
وذكرت "مجموعة العمل من أجل فلسطيني سورية" أن عشرات العائلات عادت أدراجها بعد منعها من قبل قوات النظام السوري من الوصول إلى المقبرة، بحجة أنها "تقع في منطقة تحت الرقابة العسكرية"، ونقلت عن مدنيين أنهم شاهدوا جنودًا روساً على بوابة وفي محيط المقبرة.
ورجح البعض استمرار نبش القبور بحثًا عن رفات جنود اسرائيليين قتلوا في لبنان سابقًا، ودفنوا في مقبرة المخيم، وأعلنت إسرائيل، في إبريل/نيسان 2019، استعادة رفات جندي قتل في معركة السلطان يعقوب، التي جرت مع الجيش السوري أثناء اجتياح لبنان في 1982، وكشف الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أن استعادة الجثة تمت من خلال عملية مشتركة بين شعبة الاستخبارات الإسرائيلية والجيش الروسي في سورية استمرت لعامين.
وأعلنت روسيا حينها أن "الجيش السوري ساعد في استخراج رفات الجندي الإسرائيلي، وكان مشاركًا إلى جانب القوات الخاصة الروسية في العملية"، لكن النظام السوري قال وقتها إنه لا علم لديه بموضوع رفات الجندي الإسرائيلي، وإن ما جرى هو "دليل جديد يؤكد تعاون المجموعات الإرهابية مع الموساد".
لكن رواية النظام السوري تكشّف كذبها بعد إفراج إسرائيل عن أسيرين سوريين "كبادرة حسن نية على خلفية تسلّم إسرائيل رفات الجندي الإسرائيلي الذي كان مدفونا في سورية"، بحسب الإذاعة الإسرائيلية.
وطرحت قضية مقبرتي مخيم اليرموك خلال عيد الفطر الماضي، نتيجة ممارسات النظام وروسيا المتمثلة في إحراق إحدى المقبرتين، ومنع الدخول إلى الثانية.
وحسب مصدر تحدث لـ"العربي الجديد"، شريطة عدم ذكر اسمه، فإن "منع الوصول إلى المقبرة القديمة الواقعة وسط المخيم متواصل منذ سيطرة قوات النظام عليه قبل عامين، حيث تقوم القوات الروسية بنبش قبور الشهداء، وإخراج الرفات ليتم فحصه في مقر كان يتبع لجيش التحرير الفلسطيني داخل المقبرة، بعد أن تم تحويله إلى مختبر".
وأضاف المصدر أن المقبرة الجديدة القائمة في نهاية المخيم، والتي أقيمت في مطلع الثمانينيات نتيجة اكتظاظ المقبرة الأولى، تتعرض لمحاولات "طمس وتدمير"، وأن "جميع شواهد القبور في المقبرة تعرضت للتكسير والتخريب المتعمد، وبات يصعب على أي زائر التعرف على قبر أحد. العبث بالقبور متعمد ضمن السياسة التي ينتهجها النظام السوري حيال المخيم، والتي تهدف إلى محوه، وإقناع الأهالي بعدم التفكير مجددا في العودة إليه بعد عامين من طرد تنظيم داعش منه، رغم تبرع السلطة الفلسطينية بمبلغ مليوني دولار لتمويل عمليات رفع الركام والأنقاض لفتح الطرق الرئيسية داخل المخيم".
وسيطرت قوات النظام على منطقة الحجر الأسود ومخيم اليرموك، في مايو/أيار 2018، بعد عملية عسكرية استمرت شهرًا، وانتهت بطرد تنظيم "داعش" باتجاه بادية السويداء، وجرى خلالها تدمير واسع للمخيم.
#التقرير التوثيقي لأوضاع #فلسطيني_سورية السبت 01-08-2020 ... العدد: 2838 "الأوضاع الاقتصادية في سوريا تجعل من العيد...
Posted by مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية on Friday, 31 July 2020