وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام السوري جددت قصفها بالمدفعية والصواريخ على محور قرية الفطيرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، موقعة أضرارا مادية في ممتلكات المدنيين.
وتركز قوات النظام السوري قصفها على الفطيرة والمحاور المحيطة بها قرب خطوط التماس في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، ويتخوف السكان في المناطق القريبة من نية النظام استئناف الهجوم البري على المنطقة الواقعة جنوب الطريق الدولي "أم 4".
ووفق مصادر "العربي الجديد"، ما يزيد التخوف من استئناف العمليات العسكرية هو استمرار النظام في خرق الاتفاق في تلك المنطقة وارتفاع وتيرتها في الأيام الخمسة الأخيرة، بالإضافة إلى محاولات عدة لإقامة نقاط متقدمة من قبل قوات النظام أدت إلى اشتباكات عنيفة مع الفصائل.
كذلك واصلت قوات النظام استقدام التعزيزات العسكرية إلى جبهات ناحية سراقب شرقي إدلب، وجبهات معرة النعمان في جنوب شرق إدلب المحاذية لجبل الزاوية من الجهة الشرقية أيضا.
وتحدثت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" عن قيام قوات النظام السوري مساء أمس بحرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية في محيط مدينة سراقب، موضحة أن تلك الحرائق نشبت بفعل تدريبات عسكرية تقوم بها قوات النظام والمليشيات الموالية لها في المنطقة.
من جهته، قال فريق "منسقو استجابة سورية" أمس إن قوات النظام خرقت اتفاق وقف إطلاق النار في منطقة إدلب خلال مايو/ أيار الجاري 139 مرة، تنوّعت ما بين الاستهداف بالقذائف المدفعية والصاروخية والطائرات المسيرة.
وأضاف الفريق في تقرير له أن وقف إطلاق النار غير مستقر بشكل كامل إلا أنه يعتبر صامداً حتى الآن، وطالب كافة الجهات الدولية المعنية بالشأن السوري بالعمل على تثبيته في شمال غرب سورية، وإيقاف الخروقات المستمرة من أجل السماح للمدنيين بالعودة إلى مناطقهم.
إلى ذلك، تحدثت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" عن وقوع قصف من طائرة مسيرة على مواقع للفصائل في قريتي الرويحة وبنين في ريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى أن الأضرار اقتصرت على المادية.
وذكرت المصادر أن القصف من الطائرة المسيرة جاء بالتزامن مع استمرار التحليق المكثف من قبل الطيران الحربي الروسي وطيران النظام فوق المنطقة، لكن من دون تنفيذ غارات.
ويدخل اليوم اتفاق وقف إطلاق النار يومه الثامن والثمانين منذ توقيعه في الخامس من مارس/ آذار الماضي بين روسيا وتركيا في موسكو.
ولا يزال الاتفاق صامدا رغم الخروق المستمرة من قوات النظام السوري وسط تكهنات فيما ستؤول إليه الأمور لاحقا، خاصة أن شكوكا تدور حول حقيقة دخول المناطق الواقعة جنوب طريق "أم 4" ضمن الاتفاق، وهي المناطق التي لم تشهد عودة فعلية للنازحين والمهجرين على غرار المناطق الواقعة شمال الطريق.
النظام يعزز قواته بريف درعا
من جانب آخر، نشرت قوات النظام السوري، مساء أمس الأحد، عشرة حواجز وعزّزتها بالمقاتلين والآليات، وسط حالة تخوف في المنطقة من نية النظام شن حملة اقتحام أو اعتقالات على الطرق في المنطقة التي تشهد توترات مستمرة منذ شهرين بين النظام وعناصر فصائل التسوية والمصالحة.
وذكر الناشط محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" أن قوات النظام السوري، متمثلة بالفرقة الرابعة، نشرت عشرة حواجز على الطرق الرئيسية في محيط بلدات طفس واليادودة والمزيريب وخراب الشحم في ريف درعا الشمالي الغربي.
وبحسب المصادر، فقد عززت قوات النظام تلك الحواجز بآليات مصفحة ومدرعة وسط تخوف من نيتها تنفيذ عمليات اقتحام وحملة اعتقالات في المنطقة، خاصة أنها قامت في وقت سابق بنشر تعزيزات على الحواجز الموجودة هناك.
وتحدثت مصادر أخرى لـ"العربي الجديد" عن أن قوات النظام كانت قد زادت من انتشارها في الآونة الأخيرة في ريف درعا الشمالي الغربي، وفي ريف القنيطرة المجاور.
وأضافت أن معظم التعزيزات التي نشرت تتبع للفرقة الخامسة والفرقة الرابعة وفروع المخابرات الجوية، وهي القوات التي تتغلغل فيها المليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني.
وبحسب المصادر، فإن انتشار تلك القوات، وخاصة في ريف درعا الغربي وريف القنيطرة المجاور له، قد يكون غطاء للمليشيات الإيرانية التي تحاول التمركز هناك، لكنها تخشى الاستهداف الإسرائيلي.
وأكدت المصادر على أنه وعلى الرغم من أن روسيا هي المتحكمة بالمنطقة والراعية لاتفاق المصالحة والتسوية بين النظام وفصائل المعارضة، إلا أن سلطتها في ريف درعا الغربي ليست كسلطتها في ريف درعا الشرقي، إذ إن النظام ينشر تعزيزات ويعتقل ويقوم بمحاولات اقتحام، وذلك يلاقي ممانعة خفيفة من الجانب الروسي، بينما لا يجرؤ النظام على القيام بأي حركة في ريف درعا الشرقي من دون إذن مسبق من الروس.
وشهدت منطقة ريف درعا الغربي مؤخرا حالة من التوتر عقب مقتل عناصر من قوات النظام السوري على يد قيادي سابق في فصائل المعارضة، بعد اتهامه للنظام بالوقوف وراء مقتل أفراد من عائلته كانوا أيضا ضمن صفوف فصائل المعارضة السورية المسلحة.
ودخلت درعا في صيف عام 2018 في اتفاق تسوية ومصالحة مع النظام السوري برعاية روسيا ودول إقليمية، وذلك بعد شروع النظام وحلفائه بعملية عسكرية عنيفة على المنطقة.