واصلت قوات النظام السوري، مدعومةً بمليشيات محلية وعربية وأجنبية، حملتها العنيفة على أحياء حلب الشرقية المحاصرة، تحت وطأة قصف جوي ومدفعي، أدى إلى مقتل 30 مدنياً، بالتزامن مع استمرار نزوح الآلاف، نحو أحياء للمعارضة.
وقال الناشط الإعلامي أبو يمان الحلبي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات النظام مدعومة بمليشيات طائفية سيطرت، فجر الخميس، على أحياء جب القبة وباب الحديد وأقيول والبياضة والنيرب، بعد معارك عنيفة مع الفصائل العسكرية، وسط قصف جوي روسي وآخر للنظام، مكثفَين طاولا كافة الأحياء الخاضعة لسيطرة المعارضة".
وأوضح أن "حملة النظام على الأحياء الشرقية قسّمتها إلى قسمين، شمالي تحت سيطرة قوات النظام، وجنوبي ما زال بيد المعارضة"، مشيراً إلى أنّ "قوات النظام باتت تسيطر على نصف أحياء حلب القديمة، التي كانت خاضعة بشكل كامل لسيطرة المعارضة".
كما لفت إلى أنّ، "القوات تحاول التقدّم من ثلاثة محاور، وسط حركة نزوح كثيفة للمدنيين، باتجاه الأحياء الأخرى التي مازالت خاضعة لسيطرة المعارضة"، في وقت وثّق الدفاع المدني بحلب، "مقتل أكثر من 30 مدنياً، في الغارات التي استهدفت القسم الشرقي المحاصر، أمس الأربعاء".
ولفت الناشط إلى أنّ، "عشرات القتلى من النازحين الفارّين من المعارك مُلقون في الشوارع، من دون أن يتمكّن أحد من الوصول إليهم، بسبب استمرار القصف على المدينة، وعجزِ فرق الدفاع المدني عن تغطية كل أماكن الضربات، وتعطّل معظم سيارات الإسعاف".
وقال مدير برنامج سورية في منظمة "أطباء بلا حدود"، كارلوس فرانسيسكو، أمس الأربعاء، إنّ "الأحياء المحاصرة في القسم الشرقي من مدينة حلب، والتي تتعرّض للقصف العنيف، أصبحت خالية من الدواء أو المشافي".
وكانت المعارضة قدّمت، أمس الأربعاء، مبادرة إنسانية، تهدف إلى إنقاذ آلاف المدنيين المحاصرين، من خلال الدعوة إلى "هدنة إنسانية فورية لمدة خمسة أيام"، يتمّ خلالها إخلاء الحالات الطبية الحرجة التي تحتاج إلى عناية مستعجلة والمقدر عددها بـ500 حالة، تحت رعاية الأمم المتحدة، و"إخلاء المدنيين الراغبين في ترك حلب الشرقية المحاصرة إلى ريف حلب الشمالي".
وتتعرّض مدينة حلب، منذ أكثر من نحو عشرين يوماً، لقصف غير مسبوق من قبل النظام السوري وروسيا، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، ودمار منشآت خدمية وطبية ونزوح عشرات الآلاف.