وأصيب، صباح اليوم الأربعاء، عدد من المدنيين نتيجة استهداف بلدة أوتايا وحزرما والنشابية بأكثر من 100 قذيفة، في اليوم الرابع للحملة العنيفة التي يقوم بها النظام وحلفاؤه على الغوطة.
وقتل 20 شخصا وأصيب العشرات في مدينة كفربطنا في الغوطة الشرقية بريف دمشق نتيجة قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة. كما قتل خمسة مدنيين بينهم طفلان وأصيب العشرات جراء غارات جوية وقصف مدفعي وصاروخي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية.
وقتل شخصان جراء القصف الجوي الروسي على بلدة جسرين، فيما جرى انتشال جثة طفلين من تحت الأنقاض جراء القصف الجوي الروسي على مدينة سقبا. كما قتل شخص وأصيب خمسة جراء القصف الجوي الروسي على بلدة حمورية.
وذكر الدفاع المدني أن مدنيين جرحوا إثر غارتين جويتين وقصف بعشر قذائف هاون على بلدة أوتايا، إضافة لجرح آخرين بغارات متجددة وقصف ببرميلين متفجرين على بلدة حمورية.
وفي جنوب البلاد، قتلت سيدة وأصيب 6 مدنيين آخرين جراء قصف مدفعي استهدف مدينة داعل في ريف درعا.
وردت فصائل المعارضة بقصف نقاط تمركز قوات النظام في كل من مبنى أمن الدولة، والمخابرات الجوية، وحاجز المجبل، وحاجز الشرع، وحاجز البانوراما في مدينة درعا بالمدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ، إضافة إلى استهداف مواقع النظام في مدينة ازرع وبلدة خربة.
وفي شمال البلاد، قتل طفل وجرح مدنيون اليوم جراء قصف جوي روسي على قرية معراته جنوب إدلب.
وقال الدفاع المدني على صفحته في "فيسبوك"، إن طائرات حربية روسية قصفت منازل سكنية في القرية ما أدى لمقتل طفل وجرح عدد آخر، نُقلوا إلى مشفى قريب، فيما أشار ناشطون محليون إلى أن الجرحى بينهم طفلان.
وكانت حصيلة ضحايا الهجمات الجوية والمدفعية والصاروخية التي يشنها النظام وروسيا على الغوطة بلغت، أمس الثلاثاء، 119 قتيلاً مدنياً بينهم نساء وأطفال جرّاء 137 غارة جوية ومئات الصواريخ والقذائف وإلقاء المروحيات 44 برميلاً متفجراً، كما قُتل الإعلامي عبد الرحمن ياسين بالقصف على بلدة حمورية.
وتسبب القصف أيضاً خلال الأيام الأخيرة بخروج مستشفيات عدّة عن الخدمة آخرها مستشفى دار الشفاء في حمورية، نتيجة استهدافه بأكثر من ثلاثة براميل متفجرة، بالإضافة إلى المستشفى الميداني في كفربطنا، ومستشفى سقبا – مركز توليد سقبا، ومستشفى المرج، ومستشفى إحياء نفس، ومستشفى عربين، ومستشفى الأنوار، ومركز إسعاف (إنقاذ روح) ومستشفى جوبر ومركز الأمل للعلاج الفيزيائي، ومستشفى الحياة، ومستشفى ريف دمشق في دوما.
ويتزامن هذا التصعيد مع وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام إلى الغوطة بقيادة العميد سهيل الحسن الضابط البارز في قوات النظام، ومع تصريح لوزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، بأنّ "عملية مدينة حلب واتفاقات انسحاب المسلحين منها قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية".
قلق دولي
بدوره، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الثلاثاء، عن "قلقه العميق" من تصاعد العنف في الغوطة الشرقية، داعياً جميع الأطراف إلى التزام المبادئ الأساسية للقانون الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، إن "الأمين العام يشعر بقلق عميق من تصعيد الوضع في الغوطة الشرقية والأثر المدمر لذلك على المدنيين"، مشيراً إلى أن "نحو 400 ألف شخص في الغوطة الشرقية قد تعرضوا لضربات جوية وقصف بالمدفعية".
وأضاف أن سكان الغوطة الشرقية، الذين تحاصرهم قوات النظام، "يعيشون في ظروف قاسية، بما في ذلك سوء التغذية".
كما أشار غوتيريس إلى أن "الغوطة الشرقية هي إحدى مناطق خفض التوتر في الاتفاق الذي تم التوصل إليه سابقاً، برعاية موسكو وطهران وأنقرة"، مذكراً جميع الأطراف "بالتزاماتهم في هذا الصدد".
وكان مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، قد حذر من أن تصعيد القتال في الغوطة الشرقية المحاصرة، قد يؤدي إلى وقوع مجازر ويحولها إلى حلب ثانية.
ويأتي ذلك فيما تتواصل المفاوضات في مجلس الأمن، حول مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً، للسماح بتسليم مساعدات إنسانية عاجلة وبإجراء عمليات إجلاء طبي.
من جهتها، دعت وزارة الخارجية البريطانية، النظام السوري إلى وقف العمليات العسكرية في الغوطة الشرقية وفتح ممر لإيصال مساعدات إنسانية إلى المنطقة.
ورأت الخارجية البريطانية، أن الحصار المفروض على الغوطة الشرقية والقصف، والمعلومات حول استخدام السلاح الكيميائي في المنطقة، تسببت في معاناة للمدنيين لا مثيل لها.
كما طالب وزير شؤون الشرق الأوسط البريطاني، أليستر بيرت، نظام الأسد وداعميه بوقف حملة العنف على الغوطة الشرقية، وحماية المدنيين، والسماح بدخول المساعدات سريعاً وبلا عراقيل، حسب تعبيره.
وأوضح بيرت، أن عمليات القصف الجوي والمدفعي والهجمات الصاروخية التي تنفذها قوات للنظام تعتبر من أكثف المستويات التي شهدتها هذه المنطقة المحاصرة منذ سنوات، وتسببت بعشرات الإصابات بين المدنيين.
بدورها، أعربت وزارة الخارجية الأميركية، عن قلقها "البالغ" حيال الهجمات التي يشنها النظام السوري في الغوطة الشرقية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية، هيذر ناورت في تصريحاتٍ نقلتها "الأناضول" "نشعر بقلق بالغ حيال ما تشهده الغوطة الشرقية. التقارير الأخيرة توضح أن الغارات الجوية تستهدف مباشرة المناطق التي يوجد فيها المستشفيات والمدنيون، ما نتج عنه مقتل أكثر من 100 شخص خلال آخر 48 ساعة".
وكان منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية في سورية، بانوس مومتزيس، قال إن استهداف المدنيين في الغوطة الشرقية "يجب أن يتوقف حالاً"، في وقت "يخرج الوضع الإنساني عن السيطرة".
من جهتها، أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بياناً حول ما تشهده الغوطة الشرقية عبارة عن جملة واحدة مفادها "ليس هنالك كلمات بإمكانها أن تنصف الأطفال القتلى وأمهاتهم وآباءهم وأحباءهم".
وتضمن البيان الصادر عن المدير الإقليمي لـ"اليونيسف" لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، خيرت كابالاري، ملاحظة إلى الصحافيين، قالت فيها "تصدر اليونيسف هذا التصريح، لأننا لم نعد نملك الكلمات لوصف معاناة الأطفال وحدّة غضبنا"، متسائلة: "هل لا يزال لدى أولئك الذين يلحقون الأذى كلماتٍ لتبرير أعمالهم الوحشية"؟