وبحسب وكالة "سانا" السورية، فقد تم تسليم السفارة الليبية لـ"الحكومة" الموقتة التابعة لحفتر، بعد أن وقّع الطرفان، في العاصمة دمشق، مذكرة تفاهم لإعادة افتتاح السفارات في كلا البلدين. ومع توقيع المذكرة، أصبح النظام السوري أول من يعترف بحكومة حفتر غير الشرعية في ليبيا.
وقالت مصادر إعلامية محلية إن افتتاح السفارة تم اليوم بحضور نائب وزير خارجية النظام السوري فيصل المقداد، ووفد دبلوماسي ليبي برئاسة عبد الرحمن الأحيرش، نائب رئيس مجلس الوزراء في الحكومة التابعة لحفتر.
وكان الوفد الليبي قد التقى، يوم أمس الاثنين، برأس النظام السوري بشار الأسد في دمشق.
وعُقد لقاء، أول من أمس، في دمشق، جمع ممثلين عن حكومة طبرق غير المعترف بها دولياً بمسؤولين في النظام السوري. وأشار الخبر الرسمي، الذي نشر عبر وكالة الأنباء التابعة للنظام السوري "سانا"، إلى لقاء جمع وزير خارجية النظام وليد المعلم بنظيره في الحكومة الليبية غير المعترف بها عبد الهادي الحويج، جرى خلاله بحث قضايا مختلفة، كان من بينها التدخل التركي في كلا البلدين.
وتم عقب اللقاء التوقيع على مذكرة تفاهم "بشأن إعادة افتتاح مقرات البعثات الدبلوماسية والقنصلية، وتنسيق مواقف البلدين في المحافل الدولية والإقليمية، وعلى وجه الخصوص في مواجهة التدخل والعدوان التركي على البلدين، وفضح سياساته التوسعية والاستعمارية، بالإضافة إلى العمل على تعزيز التعاون في كل المجالات". كما تحدثت "سانا" أمس عن لقاء الوفد الليبي برئيس النظام السوري بشار الأسد.
وبقدر ما يبدو واضحاً أن موقف الطرفين من تركيا يشكل عاملاً أساسياً في تسريع التقارب بينهما، إلا أن فصوله كانت قد بدأت تظهر منذ فترة، وتحديداً منذ شهر يناير/كانون الثاني الماضي، عندما كشفت مصادر برلمانية وعسكرية مقرّبة من معسكر حفتر عن بدء نشر الأخير عدداً من المقاتلين التابعين للواء "الفاطميين" في محاور جنوب طرابلس، ومنها محور السبيعة.
وكشفت معلومات سابقة أن نقل المقاتلين الأفغان، الذين يشاركون في القتال إلى جانب النظام السوري، إلى ليبيا، يتم عبر شركة "أجنحة الشام" السورية بشكل أساسي، التي تسيّر رحلاتها من دمشق إلى بنغازي منذ يونيو/حزيران الماضي، بحجة "تنشيط التبادل التجاري بين البلدين".
وكانت السفارة الليبية في سورية قد توقفت عن العمل منذ بداية عام 2012، وذلك بعد شهرين من سقوط نظام معمر القذافي في ليبيا.
وكانت العديد من الدول، من بينها الإمارات، قد أعادت فتح سفارات وقنصليات أو ممثليات لها في دمشق، بعد أعوام من إغلاقها على خلفية الثورة الشعبية في البلاد ضد النظام السوري.