تتواصل المفاوضات بين روسيا وممثلي الأهالي والفصائل العسكرية المعارضة جنوب دمشق، وسط تعزيزات من جانب النظام السوري في محيط المنطقة، استعداداً لاقتحام محتمل للمناطق التي يسيطر عليها تنظيم "داعش" في مخيم اليرموك والحجر الأسود وأجزاء من منطقتي التضامن والقدم.
وقال الناشط الإعلامي، رامي السيد، الموجود في جنوب دمشق، لـ"العربي الجديد": "إن المفاوضات لم تسفر عن أي نتيجة حتى الآن"، وسط تهديدات من جانب روسيا والنظام باللجوء إلى الحل العسكري في حال لم تقبل فصائل المنطقة بالشروط المعروضة عليهم للتسوية، والتي تشمل تسليم السلاح ومغادرة من لا يرغب بـ"المصالحة" إلى الشمال السوري.
وأوضح السيد أن "النظام حشد المزيد من قواته في محيط المنطقة، كوسيلة للضغط على المفاوضين"، مشيرا إلى مشاركة مقاتلين من فصائل فلسطينية موالية للنظام في هذه الحشود.
وتوقع الناشط الإعلامي أن يتم الاتفاق على الخروج خلال الأيام المقبلة، معربا عن اعتقاده بأن "ما يعيق الاتفاق هو انشغال النظام وروسيا بملف دوما".
في المقابل، قالت وسائل إعلام تابعة للنظام إن الأخير يتعامل مع المنطقة بطريقتين مختلفتين، ففي حين يلجأ إلى التفاوض المقرون بالحشد العسكري مع فصائل المعارضة الموجودة في يلدا وببيلا وبيت سحم، لم يفتح، بشكل رسمي، أية مفاوضات مع تنظيم "داعش" الذي يسيطر على الحجر الأسود، ومعظم أجزاء مخيم اليرموك، فضلا عن أجزاء من منطقتي التضامن والقدم.
وتوقعت وسائل إعلام النظام أن تنتهي الأمور إلى تسوية في مناطق سيطرة فصائل المعارضة، وإلى عمل عسكري في مناطق سيطرة تنظيم "داعش"، مشيرة إلى أن "أغلبية المسلحين بدأوا بالتراجع عن تعنتهم" بعد سيطرة قوات النظام السوري على الغوطة الشرقية.
وكان تنظيم "داعش" قد سيطر، في منتصف مارس/ آذار الماضي، على المناطق التي خرجت منها فصائل المعارضة في حي القدم عبر هجوم شنه عقب خروج الأهالي والمقاتلين من المنطقة نحو الشمال السوري، وقتل خلاله أكثر من مائة من قوات النظام.
وفي منطقة القلمون الشرقي، انسحبت "اللجنة المدنية" لمدينة جيرود من المفاوضات مع الجانب الروسي وقوات النظام حول المدينة، بسبب الاعتداء عليها.
وقال ناشطون إن مجهولين أطلقوا النار على منازل أعضاء "اللجنة المدنية"، كما أحرقوا مقر بلدية جيرود الليلة قبل الماضية، ما دفعهم للانسحاب.
ولا تعترف فصائل المنطقة بهذه اللجنة كونها تمثل مدينة جيرود فقط، وليس جميع مدن وبلدات منطقة القلمون الشرقي الخارجة عن سيطرة قوات النظام السوري، في حين يعمد الأخير إلى عرقلة تشكيل لجنة موحدة تمثل مدن جيرود والرحيبة والضمير.
وتنتشر في منطقة القلمون الشرقي قوات محدودة لفصيلي "جيش الإسلام" وحركة "أحرار الشام"، إضافة إلى ثلاثة فصائل من "الجيش السوري الحر"، هي "جيش تحرير الشام" و"قوات الشهيد أحمد العبدو" و"أسود الشرقية".
وكانت الفصائل العسكرية في مدن القلمون الشرقي أعلنت، الثلاثاء الماضي، عن تشكيل "قيادة موحدة" لها، بالتزامن مع مفاوضات تجري مع روسيا حول مستقبل المنطقة، وسط تهديدات باجتياح المنطقة عسكريا ما لم يتم تسليمها للنظام.
وقالت مصادر محلية إن المفاوضات بين الجانبين تأجلت الى أجل غير مسمى، وذلك، كما يبدو، بسبب انشغال النظام وروسيا بالتطورات في الغوطة الشرقية.