وقالت مصادر محلية، إن أربعة مدنيين بينهم امرأة قتلوا وجرح آخر بقصف بالصواريخ العنقودية على قرية موقة بريف إدلب الجنوبي من مقارّ قوات النظام المحيطة، مشيرة إلى تعرض القرية لقصف بالمدفعية الثقيلة واستهداف بالرشاشات من قبل طائرات النظام الحربية.
كما استهدف الطيران الحربي بالصواريخ، محيط مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت مدفعية النظام قريتي الحويجة والحواش بريف حماة الغربي، ومدينة كفرزيتا بريف حماة الشمالي.
كما استهدفت قوات النظام المتمركزة في حاجز الكريم، فجر اليوم، نقطة المراقبة التركية في قرية شير مغار غرب حماة، بأكثر من ثماني قذائف مدفعية أسفرت عن وقوع انفجارات وحرائق داخل النقطة التركية، وإصابة ثلاثة جنود أتراك، وفق مصدر عسكري من فصيل "فيلق الشام" التابع للجيش السوري الحر، والمدعوم من تركيا.
وذكرت مصادر محلية، أن رتلاً عسكرياً تركيّاً توجه إلى النقطة العسكرية بعد القصف، وتعتبر هذه المرة الرابعة التي تتعرض فيها النقطة التركية للقصف المباشر، كما استهدف القصف محيط النقطة، ما تسبب بمقتل وجرح مدنيين نازحين.
وكانت النقطة المستهدفة قد نشرت في وقت سابق رادارات محملة على مدرعات، من مهامها رصد وتتبع حركة صواريخ قصيرة المدى وتحديد نقطة إطلاقها. ودأبت قوات النظام خلال الأسابيع الماضية على استهداف نقطة المراقبة التركية في شير مغار وخيم النازحين في محيطها، ما أدى لوقوع قتلى وجرحى من المدنيين وجنود الجيش التركي.
وعلى ضوء الاستهداف الجديد، أعرب وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي، عن اعتقاده بأن تلك الهجمات متعمدة.
وأكد الوزير أن تركيا ستقوم بما يلزم في حال استمرت الهجمات ضد نقاط المراقبة في مناطق خفض التصعيد بإدلب.
ورد جاووش أوغلو على سؤال حول ادعاءات التوصل إلى هدنة، بالقول: "حتى الآن لا يمكننا القول إن وقف إطلاق النار تحقق بشكل كامل".
وبشأن تفاصيل الحادثة، ذكرت وزارة الدفاع التركية في بيان لها أن نقطة المراقبة التابعة لها في ريف حماة تعرضت إلى قصف من قبل قوات النظام السوري، ما أدى إلى إصابة عدد من جنودها.
وأوضح البيان أن قوات النظام في منطقة الشريعة بسهل الغاب قصفت بـ 35 قذيفة هاون نقطة المراقبة رقم 10 في ريف حماة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة جنود أتراك، إضافة إلى تعرض بعض المنشآت والمعدات والموادّ إلى أضرار جزئية. وأكدت وزارة الدفاع التركية أنه تم "اتخاذ إجراءات ضرورية مع روسيا في ما يتعلق بالهجوم، مشيرة إلى مراقبة الوضع عن كثب في المنطقة".
في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائرات روسية قصفت "مواقع للمسلحين في محافظة إدلب، بطلب من تركيا وذلك بعد أن استهدفوا نقاط مراقبة للجيش التركي".
وزعم بيان للوزارة اليوم الخميس، أن "التنظيمات المسلحة شنّت مساء أمس هجوماً على نقطة مراقبة للجيش التركي، في جبل الزاوية بمحافظة إدلب السورية، وأن الجانب التركي طلب من الجانب الروسي، المساعدة في ضمان أمن الجنود الأتراك ومهاجمة مواقع المسلحين".
وأضاف البيان: "وفقاً للإحداثيات التي أشار إليها الجانب التركي، نفذ سلاح الجوّ الروسي 4 غارات استهدف من خلالها مواقع تابعة للمسلحين". وأكدت وزارة الدفاع الروسية أن "التعاون الوثيق بين القيادتين الروسية والتركية في مكافحة الجماعات الإرهابية في سورية سيستمر".
وكانت موسكو قد أعلنت التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في ريفي إدلب وحماة برعاية روسيا وتركيا. وقال رئيس مركز المصالحة الروسي في سورية، الجنرال فيكتور كوبتشيشين، إنه تم التوصل إلى "اتفاق ينص على الوقف التام لإطلاق النار في كامل أراضي منطقة إدلب ابتداءً من منتصف ليلة الـ12 من حزيران (يونيو)"، مشيراً إلى "تسجيل انخفاض كبير في القصف من قبل الفصائل في المنطقة بفعل الهدنة".
وكانت مصادر عدة في المعارضة العسكرية قد نفت علمها بوجود هدنة، وأكدت استمرار القتال، محذرة من الحيل التي يتبعها النظام وروسيا لتعزيز صفوفهما في ضوء التقدم الذي أحرزته الفصائل على حساب قوات النظام خلال الأيام الأخيرة.
ولم يعلن النظام السوري بشكل رسمي التهدئة.