وقالت مصادر محلية إن عددا من المدنيين أصيبوا واندلع حريق في منزل سكني، من جراء قصف مدفعي لقوات النظام على مدينة كفربطنا، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، من مواقعها المحيطة.
كما قصفت قوات النظام بـ16 صاروخ "أرض-أرض"، المنطقة الممتدة بين حي جوبر ومدينة زملكا وبلدة عين ترما، من مواقعها في ثكنة كمال مشارقة.
وكان "فيلق الرحمن" أعلن عن التوصل إلى اتفاق مع روسيا يقضي بوقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، على أن يدخل حيز التنفيذ اعتبارا من الساعة التاسعة مساء يوم أمس الجمعة.
وقال الفيلق، في بيان، إن مفاوضات مع ممثلي الجانب الروسي جرت في جنيف واستمرت 3 أيام، أسفرت عن توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في الغوطة الشرقية، الذي يشمل أيضا فك الحصار عن الغوطة الشرقية، مع الحفاظ على استحقاقات العملية السياسية، مشيرًا إلى أن بنود الاتفاق سوف يتم الإعلان عنها يوم الاثنين المقبل في مؤتمر صحافي.
من جهته، قال المتحدث باسم "فيلق الرحمن"، وائل علوان، في تصريحات صحافية إن الاتفاق مع الجانب الروسي يتضمن وقفاً لإطلاق النار في الغوطة الشرقية وحي جوبر الدمشقي، ويشمل وقف عمليات القصف بجميع أنواع الأسلحة، ودخول المساعدات الإنسانية.
وأضاف علوان أن الاتفاق يشمل أيضاَ "فتح معابر إنسانية وتجارية، لدخول المواد الغذائية ومواد الإعمار من دون أية معوقات أو إتاوات من قبل نظام الأسد، إضافة إلى تشكيل لجنة لدراسة ملف المعتقلين والمغيبين والمختطفين في سجون وأقبية نظام الأسد".
وأوضح أن الاتفاق الجديد كان مباشراً مع الروس من دون وسطاء، في إشارة إلى رئيس "تيار الغد" السوري، أحمد الجربا، عرّاب اتفاق "خفض التصعيد" في الغوطة الشرقية، بين "جيش الإسلام" ووزارة الدفاع الروسية ورعاية الحكومة المصرية، الذي تم التوصل إليه في القاهرة يوم 22 من الشهر الماضي.
وكان "فيلق الرحمن" قال، في وقت سابق، إن الجهات الراعية لاتفاق القاهرة لم توجه الدعوة له للتوقيع عليه، واقتصر تطبيقه على المناطق التي يسيطر عليها "جيش الإسلام".
وفي موسكو، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن فصيل "فيلق الرحمن" من المعارضة السورية المسلحة التي تنشط في غوطة دمشق الشرقية، انضم إلى الهدنة في سورية.
وقالت الوزارة إنه بتوقيع الفيلق على الاتفاقية، أصبحت جميع الفصائل المعارضة التي تنشط في الغوطة الشرقية مشاركة في نظام الهدنة، مشيرة إلى أن الاتفاق يقضي بتوقف الفيلق عن أي عمليات قتالية، بما في ذلك منع عمليات قصف تستهدف البعثات الدبلوماسية في دمشق.
وذكر بيان وزارة الدفاع الروسية أن "فيلق الرحمن" أبدى استعداده لمحاربة تنظيم "داعش" و"جبهة النصرة" (التي تشكل أكبر فصيل في هيئة تحرير الشام) "بلا هوادة".
وينتشر "فيلق الرحمن" في حي جوبر ومناطق واسعة من القطاع الأوسط في الغوطة الشرقية، وتمكن من إحباط جميع محاولات قوات "الفرقة الرابعة" التي تعتبر القوة الضاربة في قوات النظام السوري، للتقدم في المنطقة، بعد أكثر من شهرين من المعارك المتواصلة على محاور عين ترما وجوبر.
وفي آخر تلك المعارك يوم أمس الجمعة، قال "فيلق الرحمن" إن عشرات العناصر سقطوا في معارك جوبر، التي دارت منذ ليل الخميس-الجمعة، في حين رد النظام بقصف بيوت المدنيين في المنطقة.
وفي الغوطة الشرقية أيضا، أفرج "جيش الإسلام" عن عشرات المقاتلين من "فيلق الرحمن"، الذين احتجزهم الخميس الماضي في قريتي الإفتريس والمحمدية.
وقال ناشطون إن المحتجزين وعددهم 59، جميعهم من "اللواء 45"، أحد مقرات "فيلق الرحمن" التابع لـ"لجيش السوري الحر"، في قرية المحمدية.
وكان "فيلق الرحمن" اتهم "جيش الإسلام"، باقتحام مقراته في الافتريس والمحمدية واعتقال أربعين مقاتلا على خطوط التماس مع قوات النظام السوري.
من جانب آخر، أطلق "جيش أحرار العشائر" معركة تحت اسم "رد الكرامة"، لاستعادة المواقع التي انسحب منها مؤخرًا لصالح قوات النظام على الحدود مع الأردن.
وقال "جيش أحرار العشائر"، في مقطع مصور بث على قناته الرسمية في "يوتيوب"، إنه قتل وأسر عدداً من عناصر قوات النظام السوري بعد ساعات من إعلانه المعركة في بادية السويداء، والتي تستهدف استعادة النقاط والمواقع التي خسرها عقب تقدم قوات النظام، قبل نحو أسبوعين.
وجاء في المقطع الصوتي أن مقاتلي "جيش العشائر" شنوا هجوماً على مواقع قوات النظام والمليشيات الأجنبية المساندة لها في البادية، أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وأسر 15 عنصراً للنظام بينهم ضابطان.
وكانت قوات النظام سيطرت في العاشر من الشهر الجاري على جميع النقاط والمخافر في الريف الجنوبي الشرقي للسويداء، على الحدود السورية – الأردنية، بعد انسحاب "أحرار العشائر" منها.
بموازاة ذلك، تدور اشتباكات بين قوات النظام وفصيلين من الجيش الحر" شرق السويداء، هما "جيش أسود الشرقية" و"قوات الشهيد أحمد العبدو"، حيث يحاول النظام انتزاع مناطق من المعارضة، بينما تسعى الأخيرة إلى السيطرة على المناطق التي انسحب منها "جيش العشائر"، وأعلنت الثلاثاء الماضي إسقاط طائرة للنظام في البادية واعتقال قائدها.
وكان انسحاب "جيش العشائر" من منطقة الحدود دون تنسيق مع فصائل المعارضة وتسليم مواقعه لقوات النظام، قد أثار استياء واسعا لدى فصائل الجيش الحر في المنطقة، التي اتهمت "جيش العشائر" بالتنسيق مع قوات النظام.
غير أن ناطقاً باسم "جيش العشائر" قال إن الانسحاب جاء بسبب شراسة الهجمة، واستخدام سياسة الأرض المحروقة من جانب قوات النظام، متعهدا باستعادة المناطق التي تم الانسحاب منها.
وكان جيش العشائر تشكل قبل أكثر من عامين بدعم وتمويل من الحكومة الأردنية، بهدف محاربة تنظيم "داعش" وحراسة الحدود الأردنية من الطرف السوري من الحدود.
في غضون ذلك، عيّن "جيش خالد بن الوليد" المرتبط بتنظيم "داعش" الإرهابي قائداً جديداً له، بعد يومين على مقتل قائده السابق، وائل العيد (أبو تيم أنخل)، جراء استهداف موقع للتنظيم في بلدة الشجرة الواقعة في حوض اليرموك غربي محافظة درعا في الجنوب السوري.
وقال ناشطون إن القائد الجديد هو نادر الذياب (أبو علي)، وهو من أبناء بلدة "فريخة" في ريف القنيطرة.
وكان مقاتلو المعارضة أسروه قبل أكثر من عام في بلدة حيط غرب درعا، حيث بقي في السجن ستة أشهر قبل أن يخلى سبيله ضمن عملية تبادل مع "جيش خالد"، خرج بموجبها ستة من مقاتلي المعارضة.
وكان تفجير "غامض" وقع الخميس في مبنى المحكمة الشرعية، الذي تحوّل إلى سجن، ما أدى إلى مقتل 12 شخصا، بينهم أمير التنظيم وقائده العسكري وبعض الحراس، فضلا عن عدد من المساجين من آل البريدي من أقارب مؤسس التنظيم "أبو علي البريدي"، الذين جرى اعتقالهم بتهمة التخطيط للانقلاب على قيادة التنظيم.
وتضاربت الأنباء بشأن مصدر الانفجار، وما إذا كان ناتجا عن غارة جوية للتحالف أو للطيران الروسي، أو أنه حدث نتيجة سقوط صواريخ أرض – أرض على المكان.
ويعتبر القائد الجديد لـ"جيش خالد" هو الخامس منذ تأسيسه قبل أكثر من عام، فقد قتل قائده الأول وهو أبو هاشم الإدلب، جراء تفجير عبوة ناسفة بسيارته في شهر أكتوبر/ تشرين الأول من العام المنصرم، بينما قتل ثلاثة من قادة الجيش خلال الشهرين الماضيين باستهداف الطيران الحربي أو بانفجارات غامضة، وهم أبو محمد المقدسي وأبو هاشم الرفاعي وأبو تيم أنخل.
وقد استهل القائد الجديد لجيش "خالد" عهده بشن هجوم على مواقع المعارضة في بلدة مساكن جلين، محاولا السيطرة على الحاجز الرباعي بين ريف درعا الشرقي وريف درعا الغربي.
وقال ناشطون إن القوة المهاجمة سيطرت على عدد من النقاط في محيط بلدة مساكن جلين، لكن سرعان ما تمكنت كتائب المعارضة من استعادتها بعد وصول المؤازرات، إضافة إلى قتل ستة من مقاتلي "جيش خالد" وإصابة تسعة آخرين.