وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" مفضلة عدم نشر اسمها، أن النظام السوري استقدم تعزيزات عسكرية من الفرقة التاسعة التابعة له إلى موقعي حاجز التابلين وتل خضر الواقعين شمال غرب درعا. وبحسب المصادر، فإن الحاجزين يقعان بالقرب من طريق دمشق ــ درعا الواصل أيضاً بين بلدتي داعل وعتمان، ويقعان شرق بلدة المزيريب وجنوب غرب بلدة خربة غزالة وبلدة الغارية الشرقية.
ووفق المصادر، فإن تلك التعزيزات ليست الأولى من نوعها إلى تلك المنطقة، خاصة بعد أيام من التوتر الذي حصل في بلدة المزيريب عقب عملية قتل طاولت عناصر من قوات النظام السوري.
وكان النظام قد حشد مجموعات كبيرة من قواته في السادس من الشهر الجاري عند مداخل بلدة اليادودة بريف درعا الغربي، وذلك تزامناً مع عملية تفاوض برعاية روسية مع وجهاء في بلدة المزيريب من أجل الكشف عن مكان اختباء أحد القياديين السابقين في فصائل المعارضة، والذي يتهمه النظام بقتل تسعة عناصر من قواته في بلدة المزيريب.
وجاء مقتل عناصر النظام -وفق ما نقلته مصادر من المنطقة لـ"العربي الجديد"- بعد مقتل الشابين شجاع قاسم الصبيحي، ومحمد أحمد موسى الصبيحي، اللذين كانا يعملان سابقاً ضمن فصيل محلي مسلح، قبل خضوعهما لاتفاق التسوية والمصالحة، حيث اختطفا، ومن ثم وجدت جثتاهما على طريق جعيلة إبطع في الريف الأوسط من المحافظة.
وأضافت المصادر، بأن القيادي محمد قاسم الصبيحي اتهم قوات النظام بالوقوف وراء مقتل الشابين وأحدهما ابنه، حيث قام بالهجوم على مركز الناحية كعملية انتقام لمقتل الشابين، مشيرة إلى أن الصبيحي ما زال متوارياً عن الأنظار ووجهاء بلدة المزيريب يؤكدون عدم معرفتهم بمكان اختفائه.
وكانت قوات النظام قد سحبت أمس جزءاً من قواتها من مواقع تل الخضر العسكري، والمطار الزراعي شرق بلدة اليادودة على طريق طفس درعا، لكنها عادت اليوم بتعزيزات جديدة. وكانت تلك التعزيزات قد استقدمت إلى المنطقة عقب مقتل عناصر النظام التسعة في المزيريب، وذلك بهدف اقتحام البلدة أو الضغط على الأهالي من أجل تسليم القيادي المطلوب للنظام، إلا أن المفاوضات التي تدخل الجانب الروسي فيها أفضت إلى عدم اقتحام البلدة حتى اليوم.
وتسود المنطقة بحسب المصادر حالة من التوتر وسط تخوف من الأهالي بإقدام النظام على محاولة اقتحام المزيريب ما قد يؤدي إلى انفجار في المنطقة خصوصًا وأنّ مقاتلين سابقين وقياديين في "الجيش السوري الحر" أبدوا تضامنهم مع المقاتلين في المزيريب. وتعيش محافظة درعا منذ سيطرة النظام على كاملها بدعم روسي حالة من التوتر رافقها فلتان أمني مستمر، وشهدت مقتل وجرح العشرات جراء الهجمات التي طاولت عناصر النظام والعناصر السابقين في المعارضة المسلحة.