أحرزت قوات النظام تقدما في الجهة الغربية من مدينة داريا المحاصرة منذ نحو أربع سنوات، في الغوطة الغربية للعاصمة السورية دمشق، عقب قصف مكثف من مختلف الأسلحة الثقيلة، إضافة إلى غارات الطيران.
وقال عضو المكتب الإعلامي في المجلس المحلي، شادي مطر، في حديث مع "العربي الجديد"، إن "قوات النظام تستهدف المدينة عبر جسر جوي من الطيران المروحي، الذي لا يفارق سماء المدينة، بحيث تم رمي أكثر من 20 برميلا حتى ظهر اليوم، إضافة إلى القصف المدفعي وقذائف الهاون".
وأضاف أن "قوات النظام حققت تقدما على الجبهة الغربية للمدينة، بعدما تعرضت لقصف عنيف، ضمن سياسة القضم التي تنتهجها في التضيق على أكثر من 8 آلاف مدني محاصرين في المدينة"، لافتا إلى أن "الوضع الإنساني يتدهور بشكل متسارع، بعد قضم النظام أغلب المنطقة الزراعية، ما تسبب في نزوح جميع العائلات إلى وسط المنطقة السكنية، حيث تعيش العائلات في أقبية المباني، في حالة من الرعب الدائم بسبب القصف المتواصل على المنطقة السكنية".
وأوضح مطر أن "هناك شحا في المواد الغذائية؛ فالمدينة المحاصرة منذ عام 2012 دخلتها أول شحنة مساعدات مع بداية الشهر الماضي، عبر الأمم المتحدة، إلا أن القافلة لم تكف ربع العائلات المحاصرة، ما اضطر الجهات المسؤولة إلى أن تقوم بإعادة تقسيم المواد التي دخلت إلى حصص صغيرة حتى تكفي الجميع لفترة محدودة"، مضيفاً أنه "كان من المفروض دخول قافلة جديدة في بداية الشهر الجاري، حسب وعود الأمم المتحدة، لكن إلى اليوم لم تدخل أي وفود أو مساعدات جديدة".
من جهته، نفى عضو مجلس مدينة داريا، حسام عياش، في حديث مع "العربي الجديد"، ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الموالية للنظام السوري حول وجود تنسيق مع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، لكسر الحصار عن داريا، قائلا إن "هذه السيناريوهات الخيالية هي أساس إعلام النظام منذ بداية الثورة".
وقال إن "هجوم النظام على داريا شرس جدا، ولكن لن يتمكن من اختراق المناطق السكنية، وسنبقى صامدين في مدينتنا".