النحلة زينة طليقةً.. ثورة الفرد على القفير

07 مايو 2015
شعار الفرح والحرية (Getty)
+ الخط -
أربعون عاماً مضت على بثّ أوّل حلقة من مسلسل الكرتون الياباني، "مغامرات مايا نحلة العسل"، التي نعرفها باسم "النحلة زينة". لكن مطلع مايو/أيار من عام 1975 ليس المولد الحقيقي لأشهر نحلة على الشاشة الصغيرة، فهي ولدت عام 1912، حين أصدر كاتب الأطفال الألماني، والدمار بونسيلر (1880 - 1952)، كتاباً في أقلّ من 200 صفحة، بعنوان "مايا نحلة العسل"، لاقى نجاحاً عالمياً لاحقاً.

وقد حوّلت مؤسسة "زويو" ("نيبون للتحريك" اليوم)، في اليابان، قصّة الكتاب إلى مسلسل تحريك من 52 حلقة، عرضت على شاشة تلفزيون أساهي، NET سابقاً، ثم تمّت دبلجتها إلى الإنكليزية ولغات عالمية عدّة.

عام 1979، أُنتجت سلسلة جديدة من المسلسل بعنوان "المغامرات الجديدة لمايا نحلة العسل"، بشراكة يابانية نمساوية ألمانية، وتعتبر في ألمانيا رمزاً فنّياً. وعام 1990 بدأ بثّ المسلسل بدبلجة أميركية وموسيقى تصويرية مختلفة، على شاشة نيكولوديون، ضمّ الجزأين معاً.
ويذكر أنّ شخصية "نحول" لم ترد في الكتاب، بل أضيفت لتكون إلى جانب النحلة مايا، كحلّ درامي لتحاشي المونولوغ وتحويله إلى حوار فعّال.
 
ثم انقطعت أخبار مغامرات النحلة عقوداً، كانت محطات تلفزيونية كثيرة حول العالم تعيد حلقاتها القديمة خلالها، واستمرت العروض المسرحية والترفيهية المستوحاة من هذه الشخصية والمسلسل أيضاً، حتى أنتجت شركة "ستوديو 100" البلجيكية، عام 2012، 78 حلقة جديدة من "مغامرات النحلة مايا"، مدّة الحلقة 13 دقيقة، بتقنية ثلاثية الأبعاد، دُبلجت إلى لغات عالمية، ثم تمّ الارتكاز عليها في إنتاج فيلم بالعنوان نفسه عام 2014، باللغة الفرنسية.

حين كتب بونسلير الكتاب كان هدفه إيديولوجياً تعليمياً، رمز إلى النحلة مايا بالمواطن، والخلية هي المجتمع المنظّم المتماسك، وكان هروب النحلة من القفير جريمة لا تغتفر، لكنّ طموحها باكتشاف العالم وحدها والتحليق خارج سرب النحل كان كبيراً. أصرّت النحلة على اختبار الحياة والحرية في الخارج، فتعرّضت لمخاطر كثيرة، وليست "مغامرات" كما حوّرتها السلسلة اليابانية المصوّرة، ولكنّ إنقاذ مايا للقفير من هجوم مباغت للدبابير غفر لها جريمتها، فمنحتها الملكة العفو، وكلّفتها بتعليم النحلات الصغيرات، وهي رضيت بهذا، وعادت تحت جناح الملكة!

في النسخة الأخيرة، إعادةٌ للحكاية الأولى وليست متابعة لمغامرات مايا، وفي الحلقة الأولى تُبدي ملكة النحل تفهّماً لرغبة مايا في اختبار الحياة البرية وحدها، وتسمح لها بترك القفير، وهو ما يتناسب مع مسار الحريات الفردية الذي تطوّر خلال غفوة مايا الأخيرة.

النحلة الثائرة صارت مغامِرة فقط. تقوم بمغامرات لطيفة، غير خطيرة، تشبه مغامرات شخصيات أخرى قلّدتها، وقد جنحت شخصيها إلى السلام، ربما، بعدما ثبت ما قد يكون للرسوم المتحركة من تأثير على الأطفال، المؤهلين للتحوّل إلى ثوار وربما متمرّدين.

ليس هذا فقط، النحلة زينة، كانت من أولى الشخصيات الكرتونية الأنثوية الشجاعة والقوية، التي تملك التحكّم بمصيرها، بعكس أميرات القصص الخرافية اللواتي ينتظرن قبلة الأمير، وإنقاذ الفارس لهن، أو تدخّل العرّافة لسحر مصيرهن رأساً على عقب.

اقرأ أيضاً: فنان ياباني يحوّل الورق المستعمل إلى أعمال فنية
دلالات
المساهمون