لم تكن قصة الفنان المصري خالد أبو النجا في نقده لحكم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أو عسكرة السياسة القضية السياسية الوحيدة لنجم احتل في الفترة الأخيرة المراتب الأولى كممثل، وفاز مؤخراً بجائزة أفضل ممثل في حفل اختتام مهرجان القاهرة الدولي للسينما.
لا يقتصر ذلك على الوضع السياسي والأمني المستجد في القاهرة أي منذ اندلاع الثورات العربية، بل يتعداه لتطال الشظايا كل البلدان العربية التي عانى نجومها من مواقف سياسية أعلنوها بعد هذه الثورات، ولا سيما النجوم الأكثر تأثيراً بين الناس. فالجميع يعلم أنّ المغنية السورية أصالة نصري كانت من أكثر الفنانات اللواتي دفعن ثمن مواقفها السياسية في تأييد الثورة السورية ضدّ بشار الأسد. أصالة المنفية قسراً من بلدها بسبب موقفها السياسي تعيش في القاهرة اليوم، بعدما شُطب اسمها من نقابة الفنانين السوريين. وبعد مرور ما يقارب السنوات الأربع على انطلاق الثورة السورية، خفّت حدّة مهاجمتها للنظام، لكنّها لا زالت تقف في صفوف المعارضة هي وقسم من عائلتها بانتظار فرج قريب.
ربما تعول أصالة نصري على التغيير وستنتظر الوقت في استكمال خطة تغيير النظام لتعود إلى مسقط رأسها من دون أي مهادنة أو وصاية من أحد. إلى حين وصول ذلك الوقت، فقد شجّع شطب اسم أصالة من النقابة، نقيب الممثلين السوريين زهير رمضان على إعلان موقف مشابه لما ارتكب بحق نصري سابقاً. اذ أعلن النقيب عن شطب أسماء كثيرة من نقابة الفنانين السوريين ومنهم جمال سليمان ومكسيم خليل نظراً لموقفهما المؤيد للثورة السورية، وهما اليوم مهجران قسراً من سورية ويقيمان أيضاً في القاهرة. من دون أدنى شك، فإنّ رمضان مجبر على اتخاذ مثل هذه القرارات القمعية بحق ممثليْن أثبتا قدرتهما في التأثير على جمهور واسع، وعبّرا عن رأيهما بكل حريّة. لكن مهما كان الاختلاف بالرأي، وخصوصاً على الصعيد السياسي، عميقاً، فإنّ ذلك لا يستدعي شطب اسمهما من النقابة المحسوبة على النظام السوري.
أمّا في لبنان، فربما تختلف الصورة قليلاً بسبب الانقسامات السياسية الداخلية، إلّا أنّ الفنان اللبناني لا يدفع ثمناً كبيراً لموقفه السياسي كما يدفع السوريون. ويعتبر خوض النجوم في القاع السياسي أو إبداء الرأي مضموناً قياساً أمام ما يحصل في سورية، وربّما يشبه موقف النجوم اللبنانيين في التعبير عن آرائهم السياسية الحالية في مصر.
الفنان جورج وسوف المحسوب على النظام السوري والذي قابل قبل شهرين الرئيس السوري بشار الأسد، لا زالت شعبيته في أوجّها على الرغم من تشبثه بالموقف المؤيد للأسد نفسه. ولو أنّ وضعه الصحيّ أفضل ممّا هو عليه، لكان من أكثر النجوم اليوم إقامة للحفلات. اذ لم يحَاسب الوسوف على موقفه الداعم لنظام سورية ورئيسها، بل على العكس، فقد استطاع أن يحيد نفسه كفنان في أمسيته الأخيرة التي أقامها في بيروت بالاشتراك مع سوليدير الشركة التابعة لـ آل الحريري أي المحسوبة على فريق سياسي لبناني معارض للنظام السوري. يؤكد البعض أنّ شعبية وشهرة الوسوف تشفع له عند محبيه، خصوصاً أنّ هناك إجماعاً على استثنائه من البازار أو الحكم عليه بسبب موقف سياسي معيّن مهما كان المعارض شرساً في حكمه.
أمّا الفنانة رغدة، فقد شهدت في السنتين الأخيرتين مقاطعة من قبل المنتجين المصريين والسوريين نظراً لموقفها السياسي من النظام السوري الذي تسانده علناً. كما حُظّرت أفلامها أو مسلسلاتها من بعض المحطات الفضائية بسبب مواقفها طبعاً. وهذا ما يجعلنا نتساءل حول كيفية تقبل الجمهور العادي لهذا الفنان وغيره، ووفق أي من المعايير التي يتقبل فيها البعض الوسوف الذي لا يتخلّف عن دعمه للنظام وبين رغدة التي توصف أحياناً بمواقفها المتشددة أو الحازمة تجاه القضية التي تساندها.
كما يُعتبر الإجماع الفني تجاه الفنانة جوليا بطرس وموهبتها الغنائية، هي المعروفة بتأييدها أيضاً للنظام السوري، استثناءً في الظروف التي يمر بها لبنان تحديداً. فهي تجاهر بتأييدها لفريق الثامن من آذار اللبناني المؤيد بدوره للنظام السوري أي حزب الله والتيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه زوجها وزير التربية اللبناني الياس أبو صعب. لكن ترى اللبنانيين من جميع الفئات والتيارات السياسية يتحضرون بشوق إلى حضور أمسياتها الغنائية. هؤلاء يفصلون بين رؤية جوليا ومواقفها السياسة وأغنياتها. لا بل يتحضرون بشغف لحفلاتها ويعلنون عن ذلك عبر صفحات الميديا البديلة الخاصة بهم. ولا فرق بين مؤيد ومعارض لبطرس. الكل في الحفل متساوون. جميعهم حاضرون للاستماع والاستمتاع بأمسية غنائية مميّزة وخاصة، وصوت وطني بامتياز.
من دون شك، فإنّ هذا التباين في الموقف بين الجمهور والفنان تحكمه العلاقة أو التفرقة التي يحاول نافذون من سياسيين أو متضررين من نجاح الفنان في تحويل أي موقف سياسي يتخذه هذا الأخير إلى شاهد إثبات ضده. كما أنّ المنافسة الفنيّة تدفع بالكثيرين إلى انتظار الفرصة المناسبة للنيل من النجوم على خلفية اتخاذ موقف سياسي مؤيد لفلان أو معارض لآخر. وتلعب على الوتر العنصري أو الطائفي والمذهبي، تحديداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي المفتوحة من دون ضابط أو رادع.
بعض الفنانين اتخذوا مواقف محايدة أو التزموا الصمت بعد مواقف متشنجة لم تدم إلّا أشهراً قليلة. ومعظم هؤلاء الفنانين هم لبنانيون نأوا بأنفسهم عن حال السياسة واتخاذ المواقف تجاه أي دولة تعيش الثورة أو مؤيدة ومعارضة لها. فالتزم عاصي الحلاني وفارس كرم ونجوى كرم الصمت تجاه الأزمة السورية، ولم يعد بمقدورهم الاستماع إلى النقد تجاه مسايرتهم لنظام الأسد. وربّما تناسى المتابعون مواقف هؤلاء الفنانين التي كانت تؤيد النظام بعد هذه السنوات وبدّلوا نظرتهم. وقد ساعدتهم أعمالهم الفنية بطريقة أو بأخرى على تذليل عقبات المحاسبة التي فرضها الجمهور منذ عام 2011 على بعضهم ومهاجمتهم لمجرد أنّهم وقفوا إلى جانب طرف دون آخر.
لا يقتصر ذلك على الوضع السياسي والأمني المستجد في القاهرة أي منذ اندلاع الثورات العربية، بل يتعداه لتطال الشظايا كل البلدان العربية التي عانى نجومها من مواقف سياسية أعلنوها بعد هذه الثورات، ولا سيما النجوم الأكثر تأثيراً بين الناس. فالجميع يعلم أنّ المغنية السورية أصالة نصري كانت من أكثر الفنانات اللواتي دفعن ثمن مواقفها السياسية في تأييد الثورة السورية ضدّ بشار الأسد. أصالة المنفية قسراً من بلدها بسبب موقفها السياسي تعيش في القاهرة اليوم، بعدما شُطب اسمها من نقابة الفنانين السوريين. وبعد مرور ما يقارب السنوات الأربع على انطلاق الثورة السورية، خفّت حدّة مهاجمتها للنظام، لكنّها لا زالت تقف في صفوف المعارضة هي وقسم من عائلتها بانتظار فرج قريب.
ربما تعول أصالة نصري على التغيير وستنتظر الوقت في استكمال خطة تغيير النظام لتعود إلى مسقط رأسها من دون أي مهادنة أو وصاية من أحد. إلى حين وصول ذلك الوقت، فقد شجّع شطب اسم أصالة من النقابة، نقيب الممثلين السوريين زهير رمضان على إعلان موقف مشابه لما ارتكب بحق نصري سابقاً. اذ أعلن النقيب عن شطب أسماء كثيرة من نقابة الفنانين السوريين ومنهم جمال سليمان ومكسيم خليل نظراً لموقفهما المؤيد للثورة السورية، وهما اليوم مهجران قسراً من سورية ويقيمان أيضاً في القاهرة. من دون أدنى شك، فإنّ رمضان مجبر على اتخاذ مثل هذه القرارات القمعية بحق ممثليْن أثبتا قدرتهما في التأثير على جمهور واسع، وعبّرا عن رأيهما بكل حريّة. لكن مهما كان الاختلاف بالرأي، وخصوصاً على الصعيد السياسي، عميقاً، فإنّ ذلك لا يستدعي شطب اسمهما من النقابة المحسوبة على النظام السوري.
أمّا في لبنان، فربما تختلف الصورة قليلاً بسبب الانقسامات السياسية الداخلية، إلّا أنّ الفنان اللبناني لا يدفع ثمناً كبيراً لموقفه السياسي كما يدفع السوريون. ويعتبر خوض النجوم في القاع السياسي أو إبداء الرأي مضموناً قياساً أمام ما يحصل في سورية، وربّما يشبه موقف النجوم اللبنانيين في التعبير عن آرائهم السياسية الحالية في مصر.
الفنان جورج وسوف المحسوب على النظام السوري والذي قابل قبل شهرين الرئيس السوري بشار الأسد، لا زالت شعبيته في أوجّها على الرغم من تشبثه بالموقف المؤيد للأسد نفسه. ولو أنّ وضعه الصحيّ أفضل ممّا هو عليه، لكان من أكثر النجوم اليوم إقامة للحفلات. اذ لم يحَاسب الوسوف على موقفه الداعم لنظام سورية ورئيسها، بل على العكس، فقد استطاع أن يحيد نفسه كفنان في أمسيته الأخيرة التي أقامها في بيروت بالاشتراك مع سوليدير الشركة التابعة لـ آل الحريري أي المحسوبة على فريق سياسي لبناني معارض للنظام السوري. يؤكد البعض أنّ شعبية وشهرة الوسوف تشفع له عند محبيه، خصوصاً أنّ هناك إجماعاً على استثنائه من البازار أو الحكم عليه بسبب موقف سياسي معيّن مهما كان المعارض شرساً في حكمه.
أمّا الفنانة رغدة، فقد شهدت في السنتين الأخيرتين مقاطعة من قبل المنتجين المصريين والسوريين نظراً لموقفها السياسي من النظام السوري الذي تسانده علناً. كما حُظّرت أفلامها أو مسلسلاتها من بعض المحطات الفضائية بسبب مواقفها طبعاً. وهذا ما يجعلنا نتساءل حول كيفية تقبل الجمهور العادي لهذا الفنان وغيره، ووفق أي من المعايير التي يتقبل فيها البعض الوسوف الذي لا يتخلّف عن دعمه للنظام وبين رغدة التي توصف أحياناً بمواقفها المتشددة أو الحازمة تجاه القضية التي تساندها.
كما يُعتبر الإجماع الفني تجاه الفنانة جوليا بطرس وموهبتها الغنائية، هي المعروفة بتأييدها أيضاً للنظام السوري، استثناءً في الظروف التي يمر بها لبنان تحديداً. فهي تجاهر بتأييدها لفريق الثامن من آذار اللبناني المؤيد بدوره للنظام السوري أي حزب الله والتيار الوطني الحر الذي ينتمي إليه زوجها وزير التربية اللبناني الياس أبو صعب. لكن ترى اللبنانيين من جميع الفئات والتيارات السياسية يتحضرون بشوق إلى حضور أمسياتها الغنائية. هؤلاء يفصلون بين رؤية جوليا ومواقفها السياسة وأغنياتها. لا بل يتحضرون بشغف لحفلاتها ويعلنون عن ذلك عبر صفحات الميديا البديلة الخاصة بهم. ولا فرق بين مؤيد ومعارض لبطرس. الكل في الحفل متساوون. جميعهم حاضرون للاستماع والاستمتاع بأمسية غنائية مميّزة وخاصة، وصوت وطني بامتياز.
من دون شك، فإنّ هذا التباين في الموقف بين الجمهور والفنان تحكمه العلاقة أو التفرقة التي يحاول نافذون من سياسيين أو متضررين من نجاح الفنان في تحويل أي موقف سياسي يتخذه هذا الأخير إلى شاهد إثبات ضده. كما أنّ المنافسة الفنيّة تدفع بالكثيرين إلى انتظار الفرصة المناسبة للنيل من النجوم على خلفية اتخاذ موقف سياسي مؤيد لفلان أو معارض لآخر. وتلعب على الوتر العنصري أو الطائفي والمذهبي، تحديداً عبر مواقع التواصل الاجتماعي المفتوحة من دون ضابط أو رادع.
بعض الفنانين اتخذوا مواقف محايدة أو التزموا الصمت بعد مواقف متشنجة لم تدم إلّا أشهراً قليلة. ومعظم هؤلاء الفنانين هم لبنانيون نأوا بأنفسهم عن حال السياسة واتخاذ المواقف تجاه أي دولة تعيش الثورة أو مؤيدة ومعارضة لها. فالتزم عاصي الحلاني وفارس كرم ونجوى كرم الصمت تجاه الأزمة السورية، ولم يعد بمقدورهم الاستماع إلى النقد تجاه مسايرتهم لنظام الأسد. وربّما تناسى المتابعون مواقف هؤلاء الفنانين التي كانت تؤيد النظام بعد هذه السنوات وبدّلوا نظرتهم. وقد ساعدتهم أعمالهم الفنية بطريقة أو بأخرى على تذليل عقبات المحاسبة التي فرضها الجمهور منذ عام 2011 على بعضهم ومهاجمتهم لمجرد أنّهم وقفوا إلى جانب طرف دون آخر.