النجاح المثمر

08 يوليو 2018
+ الخط -
النجاح بغية كل العابرين والسالكين في دروب هذه الحياة، إذ يسعى الجميع إلى تحقيق نجاح ما، في أيٍّ من مجالات العمل والاختصاص، في هذا العبور القصير للحياة.
والمؤكد، بل ومن البديهي، أنّ هذا النجاح لا يتم الوصول إليه إلا عبر المرور على مراحل شاقة وصعبة، وهنا يتجسد قول الشاعر "لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر".
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك مستويات للنجاح، منها ما قد يصل إليه العامة من الناس، مقابل نجاح لا يصل إليه إلا الأقوياء والصابرين من ذوي العزائم التي لا تهزها عواصف الملمات ومشقات الشدائد والأزمات، ولا ينالها إلا من تمرّغ في الفشل، لكنه جعل الفشل يفشل عن تثبيط معنوياته، والمضي في تحدي الصعاب، حتى يحقق الحلم النامي في دواخل روحه.
هنالك نجاح نصل إليه من دون عناء وجهد، وهو في متناول الجميع، كأن تكمل تعليمك الثانوي، وتبحث عن عمل حر، أو أن تتزوج وتنجح في تكوين أسرة، وغيرها من نجاحات الحياة اليومية الصغيرة. ليس الوصول إلى هذا النجاح بالصعوبة الكبيرة، فهو مُيسّر، ولا ضريبة عليه. أما النجاح المثمر، فهو النجاح الذي يصنع المجد لصاحبه، ويحقق للآخرين فائدة واضحة، هو النجاح الذي يبني المرء أساساته حجراً حجراً، ثم يعتلي صرح هذا النجاح الشامخ، ويتنفس هواءه الطلق، ويستمتع وهو يراجع ذكريات طريق النجاح ومطباته.
النجاح المميّز هو أن تختلف بنجاحك وطموحك، وأن تتميز بأفكارك وقراراتك وطريقة حياتك. والنجاح الأصيل هو أن تجد لك ورقة في كتاب التاريخ، تُسطر نجاحك وتألقك، وتؤرخ اسمك في سجل الخالدين.
النجاح الحقيقي هو أن تلفت أنظار العالم نحوك بحب وشغف، لما بين يديك من النجاح، أي أن تصبح قوياً بكلمتك ورأيك واقتراحاتك، وأن ترفع رأسك نحو الثريا، ودعك من بقية النجوم.
هذا هو النجاح الذي نريده، نجاح بحجم النجاح الذي لا يساويه نجاح، ولا يزنه ميزان، أو يثمنه أحد، أي نجاح القيم والمبادئ، وتحقيق الأهداف الصعبة المنال، نجاح التفكير الجيد والفكر النير والكلمة الحق، نجاح المثابرة والمجاهدة، نجاح التفكير المتواصل في النجاح، أي نجاح العيش مع النجاح.
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)