الناشطون المصريون: أحمد حلمي... ألف سلامة

"عشت حياتي متأملاً، وعرفت أن للحياة جانباً آخر مظلماً، وعندما اكتشفت أنني أقف فيه لم أيأس، وازداد إصراري على أن أكمل ما تبقى من حياتي متأملاً للجانب المضيء في حياتي". هذه كانت آخر تغريدات الفنان أحمد حلمي على حسابه الشخصي على "تويتر"، منذ ما يقارب الخمسة عشر يوماُ. وقتها لم يفهم محبوه ومتابعوه ماذا يقصد، لكنهم تأكدوا أن نجمهم الذي طالما رسم الضحكات على وجوههم، يواجه أوقاتاً مظلمة قد تعوقه عن مهمته التي تعود عليها في إسعادهم. والآن جاءت الأخبار الصادمة لجمهوره بأن هذا الجانب المظلم هو المرض. إذ جاءت الأنباء من الولايات المتحدة حيث يتلقى العلاج في أحد مستشفياتها، وحيث خضع لجراحة، قام خلالها باستئصال ورم سرطاني بالظهر، ويرقد في العناية المركزة.
وقد أعرب المصريون عن دهشتهم من تدهور الحالة الصحية للفنانين الذين أحبوهم وتعلقوا بفنهم. فالفنان خالد الصاوي أفصح عن إصابته بفيروس سي وأكد استعداده لدخول معركة ضد المرض. والفنان الشاب منير عصام أصيب بوعكة صحية تسببت في سقوطه وإصابته بغيبوبة... وغيرها من الحالات المرضية في الوسط الفني. وهو ما أقلق المصريين على صحة فنانيهم، حتى قال أحد الناشطين في سخرية مريرة: "كفاية صحة المصريين بعافية، يبقى فنانيهم اللي بيسعدوهم كمان". كما دعا آخر: "يا رب اشفِ فنانينا وأمرض المجرمين اللي بيقتلوا فينا ويقتلوا الأمل جوانا". 
وما إن انفردت صحيفة "عين" الفنية  بأنباء مرض حلمي، وانتشر الخبر على نطاق واسع عبر حسابات الأخبار، حتى تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع الخبر تفاعلاً واسعاً. وسادت حالة من الجدل حول طبيعة مرض حلمي، الذي ما زال الغموض يحيط بحقيقته. فالإعلامي الرياضي في قناة "العربية" بتال القوس أكد الخبر في تغريدته وقال: "أحمد حلمي أجرى اليوم عملية استئصال ورم خبيث.. اللهم اشفه وعافه.. يا رب.. وهو حالياً في العناية المركزة". وهو ما نقله أكثر من حساب إخباري على "تويتر"، في حين نفى أكثر من مصدر هذه الأنباء. 
من جهته، الإعلامي محمود سعد حاول من خلال برنامجه "آخر النهار" على قناة "النهار" طمأنة المشاهدين على حلمي، وأكد الخبر عبر حسابه على "تويتر" وقال: "الفنان أحمد حلمي أجرى عملية إزالة ورم حميد في الظهر منذ أسبوعين في أميركا، ويعود إلى مصر خلال يومين". في حين طمأن الشاعر أيمن بهجت قمر جمهور حلمي على صحته، وقال على حسابه الشخصي على "فيسبوك": "أحمد حلمي زي الفل، تعب بسيط والله العظيم راح لحاله وهيرجع مصر قريب".
وبعيداً عن الجدل حول حالته الصحية، كانت معظم التفاعلات على "تويتر" متعاطفة مع النجم المحبوب، متمنية له الشفاء العاجل، في حالة من التوحّد التي تندر حالياً في الشأن المصري الملتهب والمنقسم. واتفق الجميع على أخلاق حلمي ورقي ما يقدمه من فن، وكأن الناشطين وجدوا مرض حلمي فرصة للعودة لإنسانيتهم، التي أفقدتهم السياسية إياها.
فإحدى الناشطات امتدحت حلمي وقالت: "أحمد حلمي من الناس اللي بتحس بطيبتهم ورقي أخلاقهم وبتتمنى له بدل العمر عمرين ألف لا بأس وسلامته"،. أما الصحافي محمد الجارحي فقال "الوحيد في السنوات الأخيرة اللي دايماً لازم أدخل أفلامه هو أحمد حلمي.. سلامات".