وتزامنت المعارك، مع حملة قصف جوي وصاروخي عنيف، تعرّضت له معظم الأحياء الجنوبية والشرقية والغربية في المدينة، وطاولت منازل ومباني وفنادق وأسواقاً عامة، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات من المدنيين، وفقاً لمصادر "العربي الجديد".
وتمكّنت القوات العراقية، مدعومة بطيران التحالف الدولي، فضلاً عن مروحيات أباتشي أميركية من انتزاع مناطق المنطقة الصناعية في حي الكرامة، بما فيها معامل الدقيق، وشركة "مرسيدس"، ومعارض السيارات والمجمع التجاري، فضلاً عن أجزاء من حي التأميم، بعد معارك أجبرت خلالها عناصر "داعش" على الانسحاب، وسط خسائر كبيرة في صفوفهم.
وأكد العقيد الركن في قيادة عمليات نينوى خليل ماجد، أنّ القوات العراقية تمكّنت أيضاً من اقتحام أحياء السلام وفلسطين والشيماء والوحدة، مشيراً إلى أنّ القوات ما زالت تخوض معارك عنيفة حتى الآن، قائلاً إنّ "التقدّم الذي تحقق خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية كبير جداً، ونحاول استغلال ذلك لتحقيق انتصارات أخرى".
وبدوره، أكد قائد عمليات تحرير نينوى الفريق عبد الأمير رشيد يار الله، أنّ "طيران التحالف الدولي نفّذ 30 غارة جوية على الموصل"، لافتاً في بيان تلقى "العربي الجديد" نسخه منه، إلى أنّ "الغارات أسفرت عن تدمير مواقع لداعش، وقتل عدد من عناصر التنظيم".
إلا أنّ مصادر محلية داخل مستشفى في الموصل، أكّدت لـ"العربي الجديد"، أنّ ما لا يقل عن 60 قتيلاً وجريحاً غالبيتهم نساء وأطفال، سقطوا خلال القصف الجوي والصاروخي الذي شهدته أحياء المدينة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية.
وقال معاون طبيب يعمل في مستشفى الموصل، لـ"العربي الجديد"، إنّ "23 مدنياً قتلوا، بينهم 8 أشخاص من عائلة واحدة، كما أصيب نحو 40 آخرين، تم توزيعهم على ثلاثة مراكز طبية".
ووفقاً للطبيب الذي طلب عدم ذكر اسمه، فإنّ ثلاث عائلات أخرى في حي الكرمة والشيماء شرق الموصل ما زالت تحت الأنقاض، مشيراً إلى أنّه "وحتى فجر اليوم كان يسمع أنين واستغاثة من أحد المنازل، لكنهّ انقطع حالياً، إذ لم يتم إسعاف أحد منْ تحت الركام، بسبب استمرار المعارك واستحالة تمكّن أي من فرق الإنقاذ من الوصول إليهم".
ويحظر تنظيم "داعش" على الصحافيين والناشطين، تصوير أو رصد ما يجري داخل الموصل، ويفرض عقوبات تصل إلى حد القتل، لكل من يتم ضبطه وهو يصور بهاتفه الخليوي، ويعتبر ذلك عمليات تجسس وخيانة، ما أدى إلى شح المعلومات الواردة من داخل المدينة.