المهندسون الأردنيون العائدون من كازاخستان يرغبون في العودة إلى عملهم

08 يوليو 2019
المهندسون يناقشون قضيتهم في نقابة المهندسين بعمّان (العربي الجديد)
+ الخط -
أبدى مهندسون أردنيون عائدون من كازاخستان رغبتهم بالعودة إلى عملهم في حال توفرت الظروف الآمنة لعودتهم، وذلك خلال لقاء جمعهم، أمس الأحد، مع نقيب المهندسين الأردنيين أحمد سمارة الزعبي، ورئيس شعبة الهندسة المدنية بشار الطراونة، بحضور الأمين العام للنقابة محمد أبوعفيفة، تناول التطورات في قضية الاعتداء على المهندسن والعمال العرب في كازاخستان.

وأعرب المهندسون الأردنيون الذين شاركوا في اللقاء عن رغبتهم في العودة إلى عملهم السابق، خصوصاً أنهم لم يتمكنوا من الحصول على فرص مناسبة للعمل في الأردن.

وانتقد المهندسون تأخر تعامل السلطات الكازاخية مع الحادثة، مشيرين إلى أن المعتدى عليهم نقلوا بعد وقوع الحادثة إلى فندق في منطقة أتراو فجر اليوم التالي، بعدما مكثوا في باصات لساعات أمام أحد المراكز الأمنية، وأشاروا إلى تعرض بعضهم للمضايقات من قبل رجال الأمن أثناء ذلك.

وأوضح بعض المهندسين أنهم يتواصلون باستمرار مع أصدقائهم في كازاخستان، لافتين إلى اعتقال 12 شخصاً من المعتدين عليهم، وإن التحقيقات ما زالت جارية للوصول إلى مزيد من المعتدين. ولفتوا إلى أن المواقع الإخبارية الكازاخية أعادت نشر المقابلات التي أجريت مع المهندسن العائدين إلى الدول العربية، وترجمتها، ولاقت ردود فعل مختلفة، بعضها معاد.

وقال المهندسون إن تعامل الشعب الكازاخي تجاههم ينقسم إلى جزء مرحب بهم، وآخر لا يعاملهم بود، لافتين إلى أن أمورا عدة ساهمت بخلق الظروف العدائية تجاه العاملين العرب، ومنها اختلاف الرواتب، إذ إن رواتب المهندسين العرب والأجانب أعلى من رواتب العمالة المحلية، كما أن هناك ثقافة مختلفة وتقاليد خلقت فواصل بين الأجانب والسكان المحليين.

أشاروا إلى أنهم لم يجدوا عملاً بديلاً في الأردن (العربي الجديد) 

ويبدو أن الحديث عن الاعتداء الذي جرى لا ينظر إليه بدون التطرق إلى الوضع السياسي في كازاخستان، والجهات التي تريد توظيف "العمالة الأجنبية" في الصراع بين المعارضة والسلطة، ليدفع الأجانب الثمن، خصوصاً أن هناك شحناً مستمراً تجاه الوافدين.

وأكد نقيب المهندسين الأردنيين أن النقابة تقف إلى جانب منتسبيها العاملين في كازاخستان، وأنها على استعداد لدعمهم بأي تحرك يرونه مناسبا، سواء بتحصيل حقوقهم أو عودتهم إلى عملهم في كازاخستان، أو إلى أي فرع للشركة التي وظفتهم في دول أخرى.

تلقوا وعوداً بالبحث في عودتهم للعمل مع الشركة التي وظفتهم (العربي الجديد) 


وأشار الزعبي إلى أن مجلس النقابة يتحرك مع السفير الأردني في كازاخستان والسفير الكازاخستاني في المملكة والشركة التي يعمل فيها المهندسون، من أجل ضمان عودة منتسبي النقابة لأماكن عملهم، وعدم تكرار ما تعرضوا له من اعتداءات وتوفير الحماية اللازمة لهم، وضمان حقوقهم.

وشدد الزعبي على أن النقابة معنية بحماية الحقوق المالية للمهندسين الأردنيين في كازاخستان، كما أنها على تواصل مع السفارة الكازاخية في عمّان، لضمان محاسبة المعتدين وفق الأحكام والقوانين.

ومن ناحيته، قال الطراونة إن النقابة تتابع قضايا المهندسين العاملين في الخارج، مشيرا إلى ما يواجهه المهندسون الأردنيون في الكويت الذين يعانون من مشكلة الاعتراف بشهاداتهم من قبل جمعية المهندسين هناك، وخاصة أن ذلك مرتبط بالإقامة.

لقاء المهندسين السابق مع سفير الأردن في كازاخستان  (تويتر) 

ومن جانبه، قال أبو عفيفة إن النقابة لدى علمها بالحادث، تواصلت مع وزارة الخارجية والسفارة الكازاخستانية في عمّان، كما فتحت خطاً مع الشركة المشغلة للمهندسين الأردنيين،
للاطمئنان على صحة منتسبيها. وشدد أبو عفيفة على أن شركة CCC تعد شركة عريقة ومن أكبر 7 شركات مقاولات في العالم، وأن النقابة تثق بقدرة مسؤولي الشركة على إعادة الأمور كما كانت عليه سابقا.

وقال الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية سفيان القضاة، في وقت سابق، إن الأردن طالب الجانب الكازاخي بإصدار بيان رسمي "يوضح حقيقة الحادث وأسبابه ويبرئ ساحة العاملين الأردنيين منه، وضرورة توفير الحماية الأمنية اللازمة للأردنيين هناك لضمان عدم تكرار الحادث، والسماح للسفارة الأردنية بالاطلاع المستمر على مجريات التحقيق لضمان نيل المعتدين جزاءهم العادل، والتأكيد بشكل خاص على صون جميع حقوق العاملين الأردنيين الذين تضرروا جراء الحادث".

وأكد المتحدث الأردني أن حاكم المدينة التي حدثث فيها الواقعة تقدم باعتذار نيابةً عن حكومة بلاده لما حدث للمواطنين الأردنيين، مشدداً على أن الحادث "غريب عن ثقافة المجتمع  الكازاخستاني"، ومبيّناً أن المطالب الأردنية سيتم التعامل معها بجدية وإيجابية، بالإضافة إلى حرص بلاده على استمرار العلاقات الودّية مع الأردن.

أضاف القضاة أن حاكم مدينة تنغيز الكازاخستانية وعد بتوفير مركز أمني ثابت في موقع الشركة التي شهدت الاعتداء، مخصصاً قناة أمنية يمكن للسفارة الأردنية التواصل والتنسيق معها بشأن أي ملاحظات أو مطالب تتعلق بالمواطنين الأردنيين العاملين في كازاخستان.

وتعرّضت مجموعة من المهندسين العرب للضرب المبرح من قبل مجموعة من زملائهم الكازاخيين قبل حوالي عشرة أيام، رداً على نشر زميل لهم لبناني صورة اعتبرت مسيئة للمرأة الكازاخية. وأظهرت لقطات فيديو متداولة عبر مواقع التواصل، قيام عدد كبير من الأشخاص بمطاردة المهندسين العرب، وأغلبهم من الجنسيات الأردنية والفلسطينية واللبنانية، والتعدي عليهم بالضرب والركل داخل موقع العمل في مدينة تينغيز. ​
دلالات