المنولوجيست حمادة سلطان: الفنّ والسياسة لا يلتقيان إطلاقاً

12 ديسمبر 2014
50 عاماً من النكات (العربي الجديد)
+ الخط -

إختار الفنان حمادة سلطان، صاحب أفضل أداء في إلقاء النكت والمونولوجات المصرية الشعبية، أن يبتعد تماما عن النكت السياسية، ورفض أن يركب الموجة لمجرّد التواجد رغم الأرض الخصبة التي استغلّها كثيرون. عن غيابه وحضوره هذا الحوار معه.

لماذا أنت مبتعد تماما عن إجراء اللقاءات الصحفية والحوارات التليفزيونية؟
واضح أنّه يوجد ناس أهم مني يتم استضافتهم، أو ربّما لأنّني لا أقول نكاتا سياسية فلن أثير الضجة التي يبحث عنها بعض إعلاميو التوك شو.

بالفعل أنت بعيد تماما عن النكات السياسية لماذا؟
لأنّني أرفض اللعب ببلدي لمجرّد أن أقول نكتة، فيكفى ما يحدث من مؤامرات على مصر. والنكات السياسة من أكثر أنواع الفنون التي تثير الفتنة، كما أنّني أقدّم نكاتا ومنولوجا، أي أنّني فنان والفن والسياسة في رأيي المتواضع لا يلتقيان على الإطلاق. وأنا مقتنع بذلك رغم طلبات كثيرين أن أقدّم هذا النوع من النكات على مدى سنوات عمري، الذي قارب نصف قرن. فأنا ألقيت 15 ألف نكتة وأصدرت 17 ألبوما فكاهيا لا يوجد بينها نكتة سياسية واحدة أو منولوجا سياسيا ساخرا.

قد يرى البعض ذلك خوفا من بطش أي من الأنظمة السابقة؟
لا، على الإطلاق لم أخف، لكنّني أحترم رئيس بلدي والنظام بصرف النظر عما إذا كان جيّداً أم لا، فالرمز يجب عدم إهانته بأيّ شكل من الأشكال. وأنا صعيدي تربيت على احترام الكبير.

وهل النكتة السياسة مرتبطة بالإهانة؟
نعم كل الارتباط، لأنّ النكتة هي سخرية مهما تم تغليفها. فهي في النهاية سخرية وتهكم على وضع ما.. لعبة أرفض أن أكون مشاركا فيها.

وما هي أنواع النكات؟
هناك سياسية وأخرى اجتماعية.

هل تتعاون مع أشخاص بعينهم متخصّصون في تأليف النكات؟
نعم هناك مؤلفون لفنّ النكتة ويتقاضون أجوراً عنها، لكن أفضل وأهم أنواع النكت هي وليدة الموقف الذي نعيشه ونراه، ولهذا أنا أقوم بانتقاد السلوكيات الخاطئة.

إذا عدنا بك إلى الوراء كيف كانت نقطة البداية؟
بدايتي الفعلية كانت من خلال الإذاعة مع "الهواة"، وتم اعتمادي مطربا بها دون امتحان في سابقة هي الأولى من نوعها. وكان المسؤول وقتها الإعلامي أمين بسيوني.

نعرف أنّ دخول الفن قديما كان خطاً أحمر بالنسبة للأسر البسيطة فماذا كان موقف أسرتك؟
صدقوني بالفعل كان الفنّ بالنسبة للجميع قديما سواء، كانت أسراً بسيطة أو ثرية، خطاً أحمر وشائكا يجب عدم الاقتراب منه، ومن يقترب منه كان"ملعونا". ومن يعمل فيه، خصوصاً التمثيل، يقولون عنه "مشخّصاتي". وكان لا يُعترف بشهادته أمام المحكمة، وهذا وضع مهين إلى حدّ ما. لكنّ أسرتي لم تعترض لأنهم يعون جيدا أنّني لن أتجاوز الأخلاقيات والتربية التي نشأت عليها، وأنّني من المتمسكين دوما بالعادات والتقاليد الشرقية الأصيلة.

نعرف أنّ اسمك الحقيقي محمد عبد الغني يعقوب فمن هو سلطان؟
هو اسم صديقي الفنّان سلطان الجزار، وهو الذي قدّمني إلى الإذاعة في برنامج "ساعة لقلبك"، وقد كان أحد أبطاله، وأنا أعتز جدا باسم سلطان لأنّني أعتبره منحة لي من صديق كان من أقرب الأشخاص إلى قلبي رحمة الله عليه.​

دلالات
المساهمون