المنتخب الليبي وإشكالية المدرب... مصير مجهول ومخاوف متجددة

23 يونيو 2020
منتخب ليبيا تنتظره استحقاقات هامة (فرانس برس)
+ الخط -
بات مصير المدرب التونسي فوزي البنزرتي مجهولاً حول إمكانية استمراره أو رحيله من قيادة الجهاز الفني للمنتخب الليبي لكرة القدم، بعد انتهاء عقده أواخر شهر إبريل/نيسان الماضي، لا سيما بعد تأجيل الجولات الأربع القادمة من التصفيات الأفريقية، المؤهلة إلى بطولة أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون، إلى أجل غير مسمى.
وتباينت ردود الأفعال في الوسط الرياضي حول مصير مدرب الفرسان، بين من يؤيد تجديد التعاقد معه وبين من يفضل الاستغناء عن خدماته في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعيشها العالم عامة، وليبيا خاصة.
من جانب آخر، انتقد الصحافيون والمحللون موقف الاتحاد الليبي لكرة القدم الذي لم يعلن موقفه النهائي من مصير المدرب التونسي، ولم يضع ملفه على طاولة مجلس الإدارة للتشاور حول مستقبله عبر الدائرة الإلكترونية، وهي الوسيلة الوحيدة للاجتماعات بسبب جائحة كورونا، من قبل فيفا.
وكان المنتخب الليبي قد خاض مباراتين ضمن منافسات المجموعة العاشرة لتصفيات أمم أفريقيا المؤهلة للكاميرون 2021، حيث خسر الأولى أمام تونس (4 – 1)، وفاز في الثانية على منتخب تنزانيا بنتيجة (2 – 1).
ويحتل الليبيون، قبل جائحة كورونا، المركز الثالث في المجموعة برصيد 3 نقاط بالتساوي مع منتخب تنزانيا صاحب المركز الثاني برصيد 3 نقاط وبفارق الأهداف، في حين يحتل منتخب تونس صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، فيما يحتل منتخب غينيا الاستوائية المركز الأخير من دون رصيد.

البنزرتي يخرج عن صمته
البنزرتي، ورغم غيابه عن وسائل الإعلام، ظهر مؤخرا ونفى تلقيه أي عروض للتدريب، سواء كانت محلية أو أجنبية، عازياً ذلك لتوقف النشاط وغيابه عن أغلب الدول بسبب جائحة كورونا، وقال البنزرتي في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد": "عقدي مع المنتخب الليبي لكرة القدم قد انتهى قبل أكثر من شهرين، ولم أتلق أي اتصال من الاتحاد الليبي لكرة القدم، "مشيراً إلى أنه يُرحّب بالتجديد في أي وقت نظراً لخصوصية العلاقة بينه وبين الجماهير الليبية"، مؤكدا أنه لا ينظر إلى الجانب المادي وهو على استعداد لتدريب المنتخب الليبي من دون عقد، خصوصاً أنه اقترح ذلك على رئيس الاتحاد الليبي لكرة القدم عبد الحكيم الشلماني قبل أن يوقع عقده السابق مع الفرسان.
ورغم عدم عقد اجتماعات للاتحاد الليبي لكرة القدم، لتجديد مصير المدرب التونسي، اكتفى مجلس الإدارة بتصريحات عضوه يونس الكزة، الذي أوضح أنه لا رغبة للاتحاد في التجديد للمدرب التونسي فوزي البنزرتي، الذي انتهى عقده بحلول يوم 30 إبريل 2020.
وقال الكزة، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن الظروف الحالية بسبب تفشي فيروس كورونا وتوقف نشاط كرة القدم في قارة أفريقيا حالت دون التجديد للمدرب التونسي، نظراً لعدم الكشف عن الرزنامة الجديدة للاتحاد الأفريقي بعد تأجيل التصفيات إلى أجل غير معلوم، ومن هذا المنطلق سيبقى الطاقم الحالي بقيادة علي المرجيني إلى حين اتضاح الرؤية، والتي من خلالها سيقرر مجلس الإدارة بشأن هوية المدير الفني لفرسان المتوسط، كما نفى الكزة التواصل مع أي مدرب محلي أو عربي من أجل التفاوض معه لتدريب المنتخب بعد زوال فيروس كورونا، مشيراً إلى أن ما تتناقله بعض وسائل الإعلام غير دقيق، وفي حال قرر مجلس الإدارة اتخاذ أي خطوة بهذا الشأن سيتم الكشف عنها للشارع الرياضي.
ورغم موقف مجلس إدارة الاتحاد الليبي الذي تأكد فيه عدم رغبة الأخير في التجديد للبنزرتي، إلا أن مدير المنتخب الليبي كمال الترهوني كشف لقناة (218) الليبية أنه في تواصل مستمر برفقة رئيس الاتحاد الليبي عبد الحكيم الشلماني مع المدرب التونسي فوزي البنزرتي، مؤكداً رغبة اتحاد الكرة في التجديد معه لكن بسبب ظروف كورونا تم تأجيل ذلك، وهو الأمر الذي نفاه مجددا عضو مجلس إدارة الاتحاد يونس الكزة، الذي أشار أن المرحلة القادمة ستكون متاحة للمدرب المحلي وهناك خيارات مطروحة فور استئناف النشاط.
وتعددت وجهات النظر في الشارع الرياضي في ليبيا حول مصير مدرب فرسان المتوسط القادم، الأمر الذي جعل "العربي الجديد" يستطلع آراء عدد من المعنيين بالأمر، إذ قال نجم فريق المدينة ولاعب وسط المنتخب الليبي محمد ناصر: "ما يهمني كلاعب هو عدم ترك فجوة في الطاقم الفني للمنتخب الوطني، سواء كان ذلك بالتجديد للمدرب فوزي البنزرتي أو أي مدرب آخر، وهناك مختصون لديهم رؤية حول هذا الملف وعلى دراية بكافة الظروف المحيطة بالفرسان، وحسب وجهة نظري، فإن المدرب الأجنبي بصفة عامة يعتبر إضافة مهمة للاعبين، وأنا مع خيار التجديد مع البنزرتي كونه الاسم المتاح حاليا، لأن الوضع الراهن قد يجعلنا أمام خيارات ضيقة".
وتابع "في المقابل فإن المدرب المحلي في ظل الظروف الحالية قد يكون حلا إلى حين استقرار الوضع الكروي في البلاد وتجاوز جائحة كورونا، أيضا إذا كان القرار يتجه الى مدرب محلي تكون فرصة له لكسب الثقة لتحقيق أهدافه في حال توفر له المناخ المناسب، والاسم الأفضل حاليا هو مساعد البنزرتي علي المرجيني، خصوصا أنه على دراية كاملة بجميع اللاعبين الليبيين".
كما فضل مدير المنتخب الليبي السابق عادل الخمسي أن تكون المرحلة القادمة لمدرب محلي، خصوصا أن وضع البلاد حاليا لا يشجع على التعاقد مع مدرب أجنبي ويجبره على الوجود في البلاد، مشيرا إلى أن هناك أسماء عدة قادرة على قيادة المنتخب الليبي في حال قرر الاتحاد الأفريقي عودة النشاط إلى الواجهة.

من جانب آخر، انتقد المدرب العام لفريق النصر الليبي، علاء نجم، الأسلوب الذي يتبعه الاتحاد في تكليف مدرب "فرسان المتوسط"، مُستغرباً كيف تم التعاقد مع المدير الفني التونسي فوزي البنزرتي لمدة 6 أشهر قبل أن ينتهي عقده، ولم يستطع حتى تقييم تجربته سواء بالنجاح أو الفشل.