المليشيات الكردية تهاجم لواء "ثوار الرقة" وتفرض حالة الطوارئ

24 يونيو 2018
قيادي بـ"ثوار الرقة": المليشيات الكردية تدمر المدينة بشكل ممنهج(Getty)
+ الخط -

أعلن لواء "ثوار الرقة" عن تعرض مقراته في مدينة الرقة السورية ومحيطها لما وصفها بـ"عملية غادرة من قبل مليشيا قسد"، وذلك في تصعيد جديد بين الطرفين تشهده المدينة التي فرضت عليها "قوات سورية الديمقراطية"، اليوم السبت، حالة طوارئ وحظرا للتجوال.

وأضاف اللواء، في بيان رسمي صدر عن مكتبه الإعلامي، أن "مليشيا قسد حاصرت مقراتنا بعناصر وعربات مدججة بالسلاح"، وطالب "قوات التحالف الدولي، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية، بالتدخل الفوري لإيقاف هذا العدوان الغادر، ونحملهم المسؤولية الكاملة عن أي تبعات تنتج عن هذه العملية".

كما وجّه رسالة لأهالي المدينة طالبهم فيها "بوقفة حقيقية وجادة مع إخوانهم في لواء "ثوار الرقة"، للوقوف بوجه قسد وضد ممارساتهم القمعية والإلغائية".

وأشار اللواء، في بيان آخر، إلى أن "السلاح الذي سلمته الولايات المتحدة الأميركية لمليشيا PKK، من أجل قتال "داعش" موجّه اليوم إلى صدور أبناء الرقة بعد القضاء على داعش"، معتبرا أن هذا السلاح بات يستخدم اليوم لقمع المدنيين وإشعال الفتنة بين العرب والكرد.


وفي تصريح لـ"العربي الجديد"، قال أحمد العلوش (أبو عيسى) قائد لواء "ثوار الرقة": "إنهم لا يعرفون السبب الحقيقي وراء الهجوم، ولكن سياسة "قسد" المعروفة تقوم على إقصاء المكون العربي الوحيد الذي يمثل الرقة، والتفاف الأهالي حول اللواء جعلهم يحقدون عليه ويحاولون تفكيكه".

وأضاف أبو عيسى أن الخلاف معهم "ليس وليد اليوم، وهو قائم منذ قامت المليشيات الكردية بتهجير وتجريف القرى العربية في ريف الرقة الشمالي، وزاد الأمر عندما بدأت حملة تدمير الرقة، حيث بتنا على يقين بأن هذه المليشيات عملت على تدمير الرقة بشكل ممنهج".

وأوضح أن "قسد استقدمت أكثر من أربعة آلاف مقاتل يقومون بمحاصرة مقرات اللواء، واعتقلوا عددا من عناصره في منطقة سهلة البنات شمالي شرقي مركز المدينة. كما واشتبكنا معهم أثناء محاولتهم التقدم إلى إحدى نقاطنا وأجبرناهم على الرجوع"، مشيرا إلى أنهم يستهدفون اللواء وعناصره وكل من يمت له بأي صلة".

كما نفى سقوط قتلى أو جرحى في صفوف اللواء حتى الآن.

وأضاف أن "لواء ثوار الرقة هم عناصر من أبناء الرقة، لا نتبع لأحد، وقد قاتلنا النظام ثم تنظيم "داعش" وقاتلنا في عين عرب والريف وتل أبيض وعين عيسى في غرفة عمليات بركان الفرات، وقدمنا الكثير من الشهداء في سبيل تخليص أهلنا من ظلم داعش والآن نحن نواجه ظلما موازيا لظلم داعش"، مشيرا إلى أن عدد أفراد اللواء هو بحدود 1650 مقاتلا كلهم من أبناء المدينة وعشائرها".

وحول موقف التحالف من هذه التطورات، قال أبو عيسى: "لا نعرف الموقف الحقيقي للتحالف لكننا نطالبه بالقيام بواجبه في حماية المدنيين وحماية المدينة وتسليمها لأهلها"، مشيرا إلى أن المدنيين الآن "في حالة حصار شديدة، حيث منعت عنهم كل مقومات الحياة بما في ذلك المشافي والمخابز تحت ذرائع واهية، وطالب بترك المدنيين وشأنهم وسحب جميع الحواجز من المدينة".

بدورها، ذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن مليشيا "قسد" تحاصر منزل قائد لواء "ثوار الرقة" أبو عيسى، وتعمل على مداهمة مقرات اللواء في مدينة الرقة، حيث اعتقلت ثمانية من عناصره على الأقل أثناء محاولتهم الدخول إلى المدينة من حاجز "الجزرة"، تزامنا مع فرضها حالة الطوارئ في المدينة وحظرا للتجوال.

وأضافت المصادر أن قوات "الأسايش" التابعة للإدارة الذاتية التي تدير المدينة وزعت على الحواجز داخل المدينة وعلى مداخلها قوائم تضم أسماء محددة لقياديين وعناصر في اللواء بهدف اعتقالهم.

وأوضحت المصادر أن "قسد" استقدمت قوة تضم آلاف المقاتلين، قامت بتقطيع أوصال الرقة ومنعت الأهالي من الخروج في أية مظاهرات مؤيدة للواء ثوار الرقة، وهددت المدينة بالقصف بالطيران الأميركي في حال تقديم أي مساندة للواء.

وتشهد مدينة الرقة منذ مطلع الشهر الجاري توترا ملحوظا بين المليشيات الكردية ولواء "ثوار الرقة" على خلفية اعتقال عدد من عناصر اللواء، إضافة إلى وقوع اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن جرحى، تبعها مظاهرات شعبية طالبت بطرد قسد من المدينة.



من جهتها، زعمت "الأسايش" في بيان نشر على الموقع الرسمي "لقسد" أن أجهزة استخباراتها حصلت على معلومات تفيد بدخول مجموعات من تنظيم "داعش" الإرهابي إلى مدينة الرقة لتنفيذ هجمات فيها، ما دفعها لفرض حالة الطوارئ وحظر التجوال اعتبارا من صباح اليوم الأحد وحتى صباح الثلاثاء.

وأشارت إلى أنها نشرت قواتها في أرجاء المدينة، وعلى جميع مداخلها، إضافة لبدئها بعمليات تفتيش وتقصٍ بمشاركة من وصفتهم بأنهم "شخصيات مرموقة من المجلس المدني" بهدف الحصول على معلومات أكثر دقة ولتجنب الوقوع في الخطأ، وفق البيان.

وكانت المليشيات الكردية سيطرت على مدينة الرقة قبل أكثر من ثمانية أشهر في حملة كبيرة دعمتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وما زالت تدير المدينة برغم خلوها من الأكراد.