ونقل موقع "هيرابوليس" (إخباري محلي)، عن تلك المصادر قولها إن "مجلس منبج العسكري" اتفق مع قوات النظام على تسليم المربع الأمني في مدينة منبج، بالإضافة إلى سد تشرين جنوب شرقي المدينة.
وبحسب تلك المصادر، فإن من بين من حضروا الاجتماع عبدالله الحسين، أمين شعبة حزب البعث الحاكم في منبج، ومحمد الكردي قائد المجلس العسكري في منبج، وإبراهيم البناوي قائد "لواء جند الحرمين" المنضوي تحت راية "قسد".
وأوضحت المصادر أن جهاز استخبارات "قسد" اعتقل بعض الحضور من طرف المجلس العسكري، بسبب خلافات مع قائد المجلس واعتراضهم على آلية تسليم المدينة للنظام، وتعارض ذلك مع الوعود التي قطعتها مليشيا "قسد" للتحالف الدولي.
بدوره، أكّد الناشط السياسي أحمد المحمد، وهو من مدينة منبج، لـ"العربي الجديد"، عقد اللقاءات بين ممثلين عن النظام و"قسد" بخصوص تسليم مواقع في المدينة لقوات النظام، مشيراً إلى أنه لم يتوصل الطرفان إلى صيغة واضحة حتى الآن.
وأوضح أن "هدف اللقاءات هو ضرب التفاهم التركي - الأميركي، الذي تم عبر خارطة الطريق، التي تحدد مستقبل المدينة، وإن دل على شيء فهو عدم رضى المليشيات الكردية، بخاصة بعد أن طالبتها واشنطن بضرورة مغادرة المدينة".
وأضاف أن "الأتراك والأميركيين علموا بتلك اللقاءات، وسيتخذون المناسب حيالها"، موضحاً أن "الخلافات بدأت بين وفدي النظام و"قسد" ليلقي كل طرف اللوم على الآخر، أمام الدولتين الراعيتين".
وسيطرت قوات سورية الديمقراطية، التي تشكّل "وحدات حماية الشعب" الكردية عمودها الفقري، وبدعم من التحالف الدولي على مدينة منبج في ريف حلب الشرقي بعد طرد "داعش" منها، وتحاول الآن التقرّب من النظام السوري وعقد مفاوضات، بعد الاتفاق بين أنقرة وواشنطن بشأن منبج، الذي يقضي بانسحاب الوحدات الكردية من المدينة.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية مضر حماد الأسعد، إن المجلس العسكري والسياسي في منبج "لم ينقطع عن تعامله مع نظام الأسد، إذ يحاول قطع الطريق على تركيا وتسليم المدينة والمنطقة عامة إلى النظام".
وأضاف في تصريح نشره على صفحته في "فيسبوك" أن اجتماع شيوخ ووجهاء العشائر والقبائل مع النظام الذي عقد في دير حافر، بالإضافة إلى اجتماع حلب، أفسح المجال لمجلس منبج العسكري الذي تُسيطر عليه "قسد" كي يوقع مع النظام على اتفاق يسلمه فيه منطقة منبج كاملة.
لكن الأسعد استبعد أن يدخل النظام إلى منبج، "لأنه سيؤدي إلى اصطدام مباشر مع تركيا، وبالتالي لن تسمح أميركا بذلك، التي كانت وافقت على خارطة طريق للمنطقة مع أنقرة".
وأوضح أن الولايات المتحدة الأميركية أبلغت رسمياً "قسد"، في منبج قبل أيام، بأن عليها الخروج من المدينة والمغادرة إلى شرق الفرات، تنفيذاً للاتفاق الذي عقدته مع تركيا، وبالتالي اللقاءات التي جرت بين النظام وقسد، وبين النظام والمجلس العسكري في منبج، "لا قيمة لها ولا يمكن الموافقة على نتائجها دولياً".
وذكرت مصادر إعلامية قريبة من النظام السوري أن "قسد" بدأت بتنفيذ بنود اتفاقها مع النظام، وسلمته حي النشوة في محافظة الحسكة شمال شرقي البلاد. وأوضحت أن قوات النظام بدأت في نصب حواجز على أطراف الحي، تتبع لفرع الأمن العسكري.