وُجّهت اتهامات للقوات الأمنية العراقية ومليشيات "الحشد الشعبي" بتنفيذ مطاردات لـ"عدو وهمي"، عبر اختلاق الأعذار لشن حملات اعتقالات واسعة في محافظة ديالي، وافتعال حالة من الخوف لوجود تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، رغم الهدوء النسبي الذي تعيشه المحافظة بالمقارنة مع السابق.
وأكدت مصادر أن "الهدوء النسبي في المحافظة لا يخدم المليشيات وبعض الأطراف، لذلك سعت إلى إشاعة حالة من الرعب، من خلال الترويج لوجود خلايا نائمة تابعة لـ"داعش" في مناطق عدة. وسخرت المليشيات أبواقها الإعلامية خدمة لهذا الهدف"، أعقبته بتنفيذ حملات مطاردة في مناطق آمنة، طاولت العديد من المدنيين في المحافظة الواقعة شمال شرق العراق.
وفي السياق، قال عضو في اللجنة الأمنية في مجلس محافظة ديالى، لـ"العربي الجديد"، إنّ "القوات الأمنية، ومليشيا الحشد المتعاونة معها، تختلق الأعذار لتنفيذ حملات اعتقال ودهم في مناطق مختلفة بالمحافظة"، مبيناً أنّها "تتحدّث عن خلايا نائمة لداعش، وعن ارتباطات للأهالي بالتنظيم، وما إلى ذلك من حجج، لتنفيذ أجنداتها".
وأضاف المتحدث ذاته أنّ "هناك حملة إعلاميّة تنفذها المليشيات بشأن وجود خطر على الأهالي، ما يستدعي تنفيذ عمليات أمنية"، مبيناً أنّه جرى اعتقال عشرات المدنيين في "المناطق الآمنة".
من جهته، أكّد النائب عن المحافظة، رعد الدهلكي، أنّ "ديالى، وخلال الفترة الأخيرة، تعدّ محافظة هادئة نسبياً، قياساً بما مضى".
وقال الدهلكي، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "المحافظة لا تحتاج إلى كل هذه الإجراءات"، مشدداً على أنه "لا وجود لـ(داعش) الآن"، داعياً إلى "المحافظة على أمن ديالى وعدم محاولة إثارة القلق والخوف لدى الأهالي".
بدوره، أكّد عضو المجلس المحلي لبلدة المقدادية، عادل الجبوري، أنّ "الآلة الإعلامية للمليشيات في المحافظة لا تريد الاستقرار"، موضحاً لـ"العربي الجديد"، أنّ "الأجندات التي تتبنّاها المليشيات تحتّم عليها تهيئة الظروف المناسبة لتنفيذ اعتداءاتها". وأضاف أنّ "الهدوء والأمن لا يناسب تلك الأجندة، الأمر الذي دفعها إلى الترويج لوجود جيوب خطيرة للتنظيم في المحافظة، لأجل إثارة القلق، والإبقاء على وجودها وزيادة عددها، ومن ثم تنفيذها حملات الاعتقال والدهم، والتي تطاول المدنيين الأبرياء".
وأشار الجبوري إلى أنّ "المليشيات والقوات الأمنيّة تنفذ مطاردات لعدو وهمي لا وجود له"، مشيراً إلى أنّ "تلك الحملات باتت مثار قلق وخوف لدى الأهالي، لأنّها تستهدف أبناءهم".
وشهدت محافظة ديالى، المرتبطة حدودياً مع إيران، خلال الفترة الأخيرة استقراراً نسبياً، قياساً بالفترة السابقة، والتي كادت أن تجر المحافظة إلى عنف طائفي بسبب الوجود الكبير للمليشيات وسيطرتها على الملفين الأمني والسياسي في المحافظة.