وأكد الملك سلمان خلال زيارته للمنطقة الشرقية، أمس الخميس، أن رؤية المملكة 2030 تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، والتي من شأنها الانتقال بالبلاد إلى آفاق أوسع وأشمل، ولذا لا بد من تضافر جهود المجتمع لإنجاحها.
ولفت، في كلمة ألقاها خلال حفل استقبال رسمي بإمارة المنطقة الشرقية في الدمام، إلى أن تبينهم لرؤية السعودية 2030 تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي، والتي من شأنها الانتقال بالمملكة إلى آفاق أوسع وأشمل.
وقال :" لا بد من تضافر جهود المجتمع لإنجاحها، وعلى الدوام أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية، وشكل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين، وأفشل الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته".
وسيتم افتتاح المشروع الأول، المتمثل في حقل منيفة الذي تبلغ طاقة معامل إنتاج الزيت الخام فيه نحو 900 ألف برميل يومياً من الزيت الخامّ العربيّ الثقيل. ويُسهم في تغذية المصفاتين التابعتين للمشروعين المشتركين في شركة ينبع أرامكو ساينوبك للتكرير(ياسرف)، وشركة أرامكو السعوديّة توتال للتكرير والبتروكيميائيات (ساتورب).
أما المشروع الثاني، فيتمثل في معمل الغاز في واسط. وهو المشروع الذي سيمكن أرامكو السعودية من زيادة طاقة معالجة الغاز في السعودية، بعد تصميمه لمعالجة 2.5 بليوني قدم مكعّبة قياسيّة يومياً من الغاز غير المصاحب. ويستطيع أن يُمِدَّ شبكة الغاز الرئيسيّة التابعة لأرامكو السعودية بنحو1.7 بليون قدم مكعّبة قياسيّة يومياً من غاز البيع.
أما المشروع الثالث، فيتمثل في مشروع توسعة حقل خريص وزيادة إنتاجه، وهو ما يساعد على زيادة طاقة إنتاج النفط الخامّ في أرامكو السعودية إلى 12 مليون برميل يوميًّا، ويشمل مشروع خريص، الذي بدأ بالإنتاج في يونيو/ حزيران 2009 ، نحو 1.2 مليون برميل يوميًّا من النفط الخامّ العربيّ الخفيف من خلال مرافق المعالجة المركزيّة الأكبر في السعودية، إضافة إلى معمل لمعالجة الغاز المصاحب، وينتج 70 ألف برميل يومياً من المكثّفات و420 مليون قدم مكعّبة قياسيّة من الغاز.
كما أضاف المشروع 4.5 ملايين برميل يومياً من طاقة حقن مياه البحر عبر شبكة أنابيب يصل طولها إلى 920 كيلومتراً. وقد تمّ الانتهاء من أعمال الحفر لأكثر من 300 بئر، وكان من المقرّر أن تستغرق ثلاث سنوات، إلا أنه تم الانتهاء من الأعمال قبل 10 أشهر من الموعد المحدد.
أما المشروع الرابع، فهو توسعة حقل الشيبة، الذي يقع في صحراء الربع الخالي على بعد مئات الكيلومترات من أقرب منطقة مأهولة بالسكان. وبناء على هذه التوسعة ستزيد طاقة الحقل الإنتاجيّة بمقدار 250 ألف برميل يومياً، ليصل إلى مليون برميل يوميا، وهو ما يعادل ضعف الطاقة الإنتاجية الأولية للحقل، عندما بدأ أعماله التشغيليّة عام 1998.
ويعتبر اقتصاديون تدشين هذه المشروعات دفعة واحدة نهضة اقتصاديّة شاملة في قطاع البترول في السعودية، وستكون حجر أساس في تنفيذ رؤية السعودية 2030، وستوفر الآلاف من الوظائف في البلاد.
وإضافة لتلك المشاريع، سيدشن العاهل السعودي مركز الملك عبد العزيز الثقافيّ العالميّ (إثراء)، الذي سيكون مركزاً ثقافياً يشجع على الإبداع والابتكار مع مختلف الثقافات، ويعتبر المركز الأوّل من نوعه في المنطقة، الذي يضمّ تحت سقف واحد مركزًا للتعليم المستمر، ومختبرا للأفكار، ومكتبة عصريّة، ومتحفًا للتاريخ والثقافة السعودية، بالإضافة إلى وجود أوّل متحف للأطفال، ومعرضاً للطاقة ومسرحاً، وقاعة للعروض المرئيّة.
وأكد وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح، أن إطلاق مشاريع زيادة الطاقة الإنتاجية من الزيت والغاز في السعودية يشكل دعماً قوياً لدور السعودية كأكثر موردي الطاقة، لافتاً إلى أن هذه المشاريع تسهم في تحقيق رؤية المملكة 2030 من خلال تهيئة المناخ، لاستدامة التوسع والتنويع في الاقتصاد السعودي وزيادة قدراته، وتأسيس قطاع طاقة وطني قوي ومنافس، كما أن هذه المشاريع تعزز مكانة أرامكو السعودية لتصبح أكبر شركة متكاملة للطاقة والبتروكيميائيات في العالم.
من جانبه شدد رئيس أرامكو السعودية، أمين بن حسن الناصر، على دور أرامكو، وقال:" باتت أرامكو تتبوأ مكانة مهمة، بسبب تمكنها من استغلال هذه القدرات لما فيه صالح بلادنا وأبنائها".
افتتاح رأس الخير
من جهة أخرى، سيفتتح الملك سلمان الثلاثاء المقبل مشروع مدينة رأس الخير، الذي يقع وسط صحراء المنطقة الشرقية، وهو أحد البنى الأساسية التي لا تعتمد على النفط، إذ يهدف المشروع إلى تعزيز دور صناعة التعدين في دعم اقتصاد السعودية.
ويكشف رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العربية السعودية (معادن)، خالد المديفر، عن أن العمل في المشروع بدأ من العدم في عام 2007.
وستشكل مدينة رأس الخير إحدى المحطات الرئيسية في تطوير قطاع التعدين، الذي يستهدف استغلال غنى السعودية بالمعادن وخاصة النحاس واليورانيوم.
وتستهدف رؤية 2030 رفع مساهمة قطاع التعدين في الاقتصاد لنحو 26 مليار دولار أميركي في عام 2020.
وبحسب المديفر، فإن هذا المشروع يعتبر الأول الذي يستخدم الفوسفات في السعودية.
ويتم نقل الفوسفات المستخرج من غرب مدينة عرعر عند الحدود الشمالية، عبر سكة حديد يبلغ طولها 1450 كلم إلى مدينة رأس الخير الصناعية، حيث يتم تحويله إلى سماد، ويتم بعدها تحميل المنتج على سفن راسية في مرفأ خاص بالمشروع، لتصديره إلى دول عدة أبرزها الهند.
وتصدر المدينة كل إنتاجها من أسمدة الفوسفات، والذي يناهز 10% من الإنتاج العالمي.
وأكد المحلل الاقتصادي، الدكتور ربيع سندي، أن مشروعات النفط والغاز ستكون من المشروعات المهمة، كونها تسهم بشكل مباشر في رفع قدرة السعودية الإنتاجية لتصل إلى 12 مليون برميل يومياً. ويقول لـ "العربي الحديد":" سترفع هذه المشاريع من كفاءة إنتاج بعض الحقول الحالية ومنها حقل منيفة، شيبة، وخريص، إضافة إلى رفع حجم إنتاج الغاز الذي سيسهم بشكل كبير في توفير طاقة نظيفة لمشروعات التحلية ومحطات الكهرباء".
ويضيف:" تؤكد هذه المشاريع على قدرة السعودية في استغلال العديد من الموارد غير النفطية، كالمعادن وغيرها"، لافتاً إلى أن هذه المشاريع ستسهم في دفع عجلة التنمية نحو وجهتها المرسومة.