الملكي والباريسي...تشابه تكتيكي واختلاف في التنفيذ

03 نوفمبر 2015
من سيفوز تكتيكياً في المباراة؟ (العربي الجديد)
+ الخط -

يرتكز لعب ريال مدريد وباريس سان جرمان على الأجنحة مع الاعتماد على قوة خط الوسط، والأهم أن التركيز الكبير هو في فتح الملعب وبناء الهجمات المنظمة بنسبة كبيرة لتسجيل الأهداف، هذه ليست تحليلات فنية أو مقدمات لنشرات أخبار رياضية، بل هي أرقام وإحصاءات فنية للفريقين في هذا الموسم الكروي الجديد يستعرضها العربي الجديد قبل مواجهة الإياب بين "الملكي" و"الباريسي" في دوري أبطال أوروبا.

الباريسي فنياً وكروياً
دراسة النادي "الباريسي" فنياً في هذا الموسم تحتاج إلى إلقاء الضوء على ما يفعله في بطولة الدوري وما فعله في مباراتين من دوري أبطال أوروبا أو باختصار شديد ماذا يفعل باريس سان جرمان على أرض الملعب؟ سجل الفريق 26 هدفاً في الدوري الفرنسي، 19 منها من كرات مبنية بشكل منظم وهجمات عادية في المباريات، الأمر الذي يعني أن 73% من أهداف النادي "الباريسي" جاءت بهذه الطريقة ومثلها في دوري الأبطال.

أما باقي الأهداف فجاءت على الشكل التالي، أربعة أهداف من كرات ثابتة وهدفان من ركلة جزاء والمثير أن بطل فرنسا سجل هدفاً وحيداً من هجمة مرتدة، الأمر الذي يدلُ على عدم اعتماد المدرب بلان وفريقه على الهجمات المرتدة. ومن جهة التحرك "الحراري" في الملعب، فإن باريس سان جرمان من الأندية التي تعتمد على المهاجمة من الأطراف وذلك تُفسره النسبة المئوية في هذا الموسم (34% من الجهة اليُسرى، 36% من الجهة اليُمنى و30% من الوسط).

في المقابل فإن متوسط الاستحواذ عند باريس سان جرمان هو 63% مقابل نجاح 90% في التمريرات، في وقت يُركز النادي الفرنسي في دوري الأبطال كثيراً على الكرات الطويلة في عمق الدفاع بمعدل 48 تمريرة طويلة حتى الآن في مباراتين. والأمر الثاني أن الفريق هو في الصدارة لناحية التمريرات بحوالي 722 تمريرة، هذا بالإضافة إلى مُعدل تسديدات مرتفع في المباريات يصل إلى حوالي 15 تسديدة في كل مباراة.

الملكي فنياً وكروياً
بالنسبة لريال مدريد الذي يتشابه كثيراً مع باريس سان جرمان في طريقة اللعب فشعاره في هذا الموسم هو "المهاجمة عبر الأطراف"، لأن الجهة اليُسرى حصدت نسبة 37% من هجمات النادي "الملكي" في وقت أن الجهة اليُمنى لديها 33% من نسبة الهجمات وخط الوسط لديه 30% فقط.

ويتميز النادي "الملكي" بأنه من الأندية الأوروبية التي تعتمد كثيراً على صناعة اللعب وتسجيل الأهداف من الهجمات المبنية والمنظمة، فهو الفريق الذي سجل 24 هدفاً في الدوري الإسباني حتى الأن، 20 هدفاً من هجمات منظمة، بينما سجل هدفين من كرات ثابتة وهدفاً وحيداً من هجمة مرتدة (وهنا يجب الإشارة  إلى أن أنشيلوتي كان يعتمد كثيراً على الهجمات المرتدة السريعة، في حين أن بينيتز غير كثيراً من شكل "الملكي" تكتيكياً).

ويبرزُ في أرقام ريال مدريد الفنية نسبة التسديدات العالية في المباراة الواحدة بمعدل 20 تسديدة، وهو الأمر الذي يُرهق أي دفاع ويُشكل الخطر الدائم، هذا ولا يمكن إغفال تميز "الملكي" بالمراوغات الفردية. كما ويتشابه ريال مدريد مع النادي "الباريسي" باستعمال الكرات الطويلة في دوري الأبطال، إذ لعب "الملكي" حتى الأن 53 تمريرة، في وقت يملك معدل تمرير عالياً وصل إلى حوالي 586 تمريرة.

تحليل مواجهة الذهاب
فريق يستحوذ ويقوم بتدوير الكرة في كل أرجاء الملعب ونادراً ما يصنع الخطورة لكنه يدافع جيداً، وفريق أخر ينتقل سريعاً من الدفاع إلى الهجوم ويصنع الخطورة ويدافع جيداً لكنه لا يستحوذ على الكرة. الأول هو باريس سان جرمان في لقاء الذهاب والفريق الثاني هو بالطبع "الملكي" منافسه.

685 تمريرة بأقدام لاعبي باريس سان جرمان مقابل 463 تمريرة لريال مدريد، نسبة قد لا تصنع الفارق على أرض الملعب، لكنها تؤكد أن الفريق الفرنسي صبور يبني بطريقة منظمة ولا يريد إهدار الكرات بسهولة، بينما يعود سبب انخفاض عدد تمريرات ريال مدريد إلى الانتقال السريع من الدفاع إلى الهجوم، وهو الأمر الذي كان واضحاً في مباراة الذهاب.

ولكي ينجح ريال مدريد في مباراة الإياب عليه أن ينسى قليلاً الكرات الهوائية أو العالية، لأنه خسر 15 كرة هوائية أمام باريس سان جرمان وفاز في أربعة فقط، كما عليه أن يُركز على الكرات البينية خلف المدافعين لأنه الأفضل في دوري الأبطال في صناعة هذه الكرات.

في المقابل إذا فكر النادي "الباريسي" بالنقاط الثلاثة في مباراة اليوم، فعليه أن يجتهد في الثلث الأخير من الملعب وربما المخاطرة أكثر لفتح الملعب، بغية ترجمة كثرة التمريرات والسيطرة على الكرة إلى فعالية هجومية، لأنه لم يُسدد على المرمى سوى تسديدة واحدة مقابل أربع تسديدات خارج المرمى، عكس ريال مدريد الذي أصاب المرمى في أربع مرات وسبع تسديدات أخطأت المرمى.

المساهمون