الملف السوري إلى مجلس الأمن مجدداً بعد فشل جنيف

رامي سويد

avata
رامي سويد
26 ابريل 2016
DF0CB979-E482-49AF-8C94-B99CFEA6EF12
+ الخط -
تعود أوراق الملف السوري إلى مجلس الأمن الدولي، من جديد، بعد الفشل غير المعلن للمباحثات السورية غير المباشرة التي جمعت ممثلي النظام السوري والمعارضة في جنيف، والتي انتهت بتعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات، والتي تمثل المعارضة السورية، لمشاركتها في المباحثات الأسبوع الماضي.

وربطت الهيئة العليا عودتها للتفاوض بالتزام النظام بهدنة "وقف الأعمال العدائية" التي أعلن انطلاقها في السابع والعشرين من فبراير/ شباط الماضي، كما اشترطت قبول النظام الدخول في مفاوضات مباشرة، وفك قواته الحصار عن المدن السورية التي تحاصرها.

وأعلن المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، ظهر الثلاثاء، أن المبعوث الدولي الخاص إلى سورية، ستيفان ديمستورا، سيلقي كلمة من جنيف في جلسة مغلقة لمجلس الأمن الدولي، مساء الأربعاء، ليطلع فيها ممثلي القوى الكبرى وباقي أعضاء مجلس الأمن الدولي على ما وصلت إليه المباحثات.


وأجرى المبعوث الدولي، يوم الثلاثاء، جلسة ثالثة مع وفد النظام السوري إلى جنيف، برئاسة بشار الجعفري، مندوب النظام في الأمم المتحدة، ونقلت وكالة "سانا" عن الجعفري قوله إن "الحكومة السورية أرسلت رسالتين متطابقتين إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر، أوضحت فيهما ضرورة أن يقوم مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات العاجلة أو الفورية لمساعدة الحكومة السورية على مكافحة الإرهاب، وفقا لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة"، وذلك في سياق اتهام الجعفري لقوات المعارضة السورية وزعهمه بخرقها اتفاق وقف الأعمال العدائية، عبر قصفها لمناطق سيطرة النظام في حلب وتفجير "الست زينب" قرب دمشق، وذلك في سياق اتهامه المعارضة السورية بعرقلة المباحثات وخرق الهدنة بعد قرارها تعليق مشاركتها في جنيف.

وكان رياض حجاب قد أوضح، في مؤتمر صحفي عقده أمام مخيم نيزب للاجئين السوريين جنوب تركيا، يوم السبت، أن المعارضة السورية علّقت مشاركتها في المفاوضات الأخيرة "بسبب مواصلة النظام، وحلفائه، حصار وقصف البلدات والمدن السورية"، مشيرًا إلى أن "السوريين يموتون جوعًا، وتحت التعذيب، على مرأى ومسمع من المبعوث الأممي وفريقه".

وجاء ذلك في سياق انتقاد رئيس الهيئة العليا للمفاوضات للمبعوث الأممي الخاص إلى سورية، حيث قال حجاب إنه منذ تعيين الأخير مبعوثًا خاصًا، قبل عامين، "زاد عدد البلدات والمدن المحاصرة في بلادنا".

ونشر "العربي الجديد"، أمس الإثنين، وثائق سريّة قدمها ستيفان دي ميستورا إلى مجلس الأمن قبل أشهر، تحت مُسمى "التوصية الأولى"، وتهم "مسودة الإطار التنفيذي لبيان جنيف"، والتي ترافقت مع مجموعات العمل الأربع، ورفض حينها الائتلاف السوري، في بيان مشترك مع الفصائل العسكرية المعارضة، المشاركة فيها.

وتنص الفقرة (51) من الملحق الرابع للتوصية، بشكل صريح، على بقاء رئيس النظام السوري بشار الأسد، وتقول الفقرة: "علاوة على ذلك، فإن وجود المرحلة التحضيرية يسمح ضمنياً باحتمال استمرار الرئيس في ممارسة بعض المهام خلال هذه الفترة، على الرغم من أن المسؤوليات الأساسية، مثل الإشراف على الشؤون العسكرية والأمنية، ستتولاها منذ البداية هيئة الحكم الانتقالي (والتي تكون الحكومة الحالية ممثلة فيها)".


وقال المصدر الذي سلمَ الوثيقة، لـ"العربي الجديد"، إنّ فرنسا هي الدولة الوحيدة الدائمة العضوية في مجلس الأمن التي رفضت الوثيقة، وبناء على ذلك وضع دي مستورا مسودة جديدة حذف فيها الفقرة (51)، وبعض الأمور الأخرى، ليجعل مصير الأسد غامضاً في الدراسة الثانية، عبر ذكر "الحفاظ على الصلاحيات البروتوكولية" للرئيس، والتي تم تسليمها فيما بعد للأطراف السورية في ورقتين، وجرى تسريبها فيما بعد.

ويطرح ذلك تساؤلات جدية حول الرواية التي سيقدمها المبعوث الدولي لمجلس الأمن الدولي غدا الأربعاء حول ما جرى في جولة المباحثات الأخيرة في جنيف، والتي تخللها انسحاب وفد الهيئة العليا المعارضة للمفاوضات.

ولا يبدو مستبعداً أن يحمل المبعوث الدولي المعارضة السورية مسؤولية فشل المفاوضات، بعد أن أصر على متابعة لقاءاته في مقر الأمم المتحدة في جنيف مع وفد النظام السوري، ووفود المعارضة التي دعيت إلى جنيف بصفة استشارية، بالرغم من تعليق وفد الهيئة العليا للمفاوضات مشاركته في المباحثات ومغادرته مدينة جنيف السويسرية.


ويرجح أن يبلغ المبعوث الدولي ممثلي القوى الكبرى وباقي أعضاء مجلس الأمن باستحالة عقد جولة جديدة من المفاوضات، في ظل الانهيار شبه الكامل لاتفاق وقف الأعمال العدائية بين النظام السوري والمعارضة السورية.

ويعيد هذا الوضع المعقد الذي وصلت إليه مباحثات جنيف إلى الأذهان حديث المبعوث الدولي، في منتصف شهر مارس/ آذار الماضي، قبل بدء الجولة الأولى من مفاوضات جنيف 3، حين ذهب إلى حد القول: "إن لم نرَ استعدادا للتفاوض سنقوم بإعادة القضية لواشنطن وموسكو ومجلس الأمن"، مشيراً إلى أن الخطة (ب) البديلة عن المفاوضات تعني بالنسبة إليه الحرب في سورية.

ويرجح، بالنظر إلى التطورات الجارية، أن تشهد سورية جولة قتال جديدة،تحاول خلالها قوات النظام السوري وقوات المعارضة تحقيق مكاسب ميدانية تسخرها سياسياً لزيادة الضغط على الطرف الآخر وإجباره على تقديم تنازلات سياسية.

ففي حين تسعى المعارضة السورية إلى استعادة الأراضي التي خسرتها لصالح النظام السوري إبان التدخل الروسي العسكري الأخير، يستعد النظام السوري لشن هجوم عسكري كبير على مناطق سيطرة المعارضة في حلب، التي باتت تعتبر مؤخراً أهم معاقلها، وتتعرض في الأيام الأخيرة لقصف يومي من طيران النظام السوري ومدفعيته، التي يبدو أنها تمهد لهجوم جديد في حلب، الأمر الذي سيعني تجميد كل الجهود السياسية الرامية للتوصل لحل سياسي، بانتظار نتيجة معركة حلب القادمة.​


وكان المتحدث باسم الأمم المتحدة، أحمد فوزي، قد صرح اليوم الثلاثاء، بأن مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، سيُطلع القوى الكبرى على الموقف في محادثات السلام السورية، في وقت متأخر غدا الأربعاء، وذلك بعد ختام الجولة الحالية من المحادثات.

وقال فوزي، في إفادة إخبارية، إن دي ميستورا سيلقي كلمة في اجتماع مغلق لمجلس الأمن الدولي من جنيف، غدا الأربعاء في الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش.

وأضاف: "طُلب منه إبلاغ مجلس الأمن، وعليه إبلاغ مجلس الأمن أولا".

ذات صلة

الصورة
من مجلس العزاء بالشهيد يحيى السنوار في إدلب (العربي الجديد)

سياسة

أقيم في بلدة أطمة بريف إدلب الشمالي وفي مدينة إدلب، شمال غربي سورية، مجلسا عزاء لرئيس حركة حماس يحيى السنوار الذي استشهد الأربعاء الماضي.
الصورة
غارات روسية على ريف إدلب شمال غرب سورية (منصة إكس)

سياسة

 قُتل مدني وأصيب 8 آخرون مساء اليوم الثلاثاء جراء قصف مدفعي من مناطق سيطرة قوات النظام السوري استهدف مدينة الأتارب الواقعة تحت سيطرة فصائل المعارضة
الصورة
قبور الموتى للبيع في سورية / 6 فبراير 2024 (Getty)

اقتصاد

تزداد أعباء معيشة السوريين بواقع ارتفاع الأسعار الذي زاد عن 30% خلال الشهر الأخير، حتى أن بعض السوريين لجأوا لبيع قبور ذويهم المتوارثة ليدفنوا فيها.
الصورة
قوات روسية في درعا البلد، 2021 (سام حريري/فرانس برس)

سياسة

لا حلّ للأزمة السورية بعد تسع سنوات من عمر التدخل الروسي في سورية الذي بدأ في 2015، وقد تكون نقطة الضعف الأكبر لموسكو في هذا البلد.