19 سبتمبر 2019
المقاومة بين حماس وحزب الله
عماد عفانة (فلسطين)
يثار بين الفينة والأخرى تساؤل من قبيل: هل تكرِّر حركة حماس أنموذجَ حزب الله؟ وكأن نموذج حزب لله المثال الأسمى الذي على "حماس" تقليده أو استنساخه لتواصل مشوار التحرير.
تملك حركة حماس أوراق قوة أكثر بكثير من التي يمتلكها حزب الله، بحيث يمكن اعتبار نموذج حزب الله صورة مصغرة للإمكانات المتعاظمة التي يمكن أن تمتلكها حماس.
مشروع حزب الله هو ذراع إيراني في قلب الأرض العربية في صورة حزب مقاوم لتحرير جزء من الأرض اللبنانية مزارع شبعا. أما "حماس" فهي مشروع وطني خالص لتحرير الوطن الفلسطيني من المحتل الصهيوني الغاصب، فيما تحاول إيران استمالتها إلى محورها بقليل من الدعم بالمال والسلاح.
تملك حماس أوراق قوة في صراعها مع المحتل، لا يملكها حزب الله، فحماس التي تتمركز قوتها المسلحة الرئيسة في قطاع غزة تمتلك امتدادات ديموغرافية في الضفة الغربية والقدس والمحتلة، وكان يمكن لها أن تبني بنية تحتية موازية لما بنته في غزة لو تخلت السلطة التي يرأسها، محمود عباس، عن دورها الوظيفي في حماية الاحتلال ومغتصبيه، عبر ما يسميه عباس التنسيق الأمني المقدس.
كما تملك حركة حماس امتداداً ديموغرافياً في الداخل المحتل 1948 الذي تنشط فيه حركة إسلامية، تمثل امتدادا إيديولوجيا لحماس وإن بمهام مختلفة، ويمكن بعد قرار استراتيجي أن تمثل الحركة الإسلامية في الداخل، بكل ما تملك من بنية بشرية ولوجستية جبهة متقدمة للمقاومة داخل غرف نوم العدو.
هذا عدا عن امتلاك "حماس" مخزونا استراتيجيا يتمثل في إمكانات وقدرات مادية وبشرية لأكثر من ستة ملايين فلسطيني في المهجر والشتات، لو أحسنت "حماس" توظيفها ونظمها في مشروع للتحرير تشترك في وضعه كل مكونات الشعب وقواه في كافة مواقعه وامتداداته على خريطة العالم.
حركة حماس، التي، ومذ بدأت نضالها بالحجر والسكين، بدأت عمليا بقضم قوة الردع الهائلة التي كان يتمتّع بها جيشُ الاحتلال طوال 7 عقود، كما أنها هدمت شيئا فشيئا الهالة التي عظّم بها انتصاراته المسرحية على جيوش الدول العربية.
فحماس التي خاضت مع العدو الكثير من الجولات والمعارك، وكان آخرها ثلاثة حروب مدمرة لم يخرج العدو منها منتصرا، ها هي، وفي الجولة الأخيرة، تلقنه درسا قلبت فيه موازين الربح والخسارة، فلأول مرة تكون فيها موازين الربح المادية في صالح المقاومة ناهيك عن موازين الربح السياسية، فها هو وزير حرب العدو، أفيغدور ليبرمان يستقيل، وحكومة نتنياهو تترنح، والانتخابات المبكرة تطرق الأبواب على وقع التراشقات والخلافات والاتهامات بالفشل، لتخرج ولأول مرة منذ 1973 مسيرات لمغتصبي العدو للتنديد بنتائج الجولة الأخيرة التي مُرّغت فيها هيبة القوة العسكرية الأولى في المنطقة في الوحل على أيدي مجموعات تصنع سلاحها المتواضع بأيديها وبإمكاناتها المتواضعة وسط حصار مطبق.
ورغم تمكن عناصر القسام من كشف القوَّةٌ الصهيونية الخاصة التي حاولت تنفيذ عملية في عمق غزة، وقتلت قائدها العربي الدرزيٌّ، إلا أن الحدث يكشف أنّ القسام ما زال بحاجة إلى بناء منظومة أمنية قوية قادرة على كشف مثل هذه الاختراقات، فضلا عن حاجته إلى تكثيف مناوراته الحية للتدريب على التعامل مع مثل هذه الأحداث المفاجئة للحيلولة دون انسحاب قوّات العدو والتمكن من إبادتها.
ومن المفاجآت السعيدة التي كشفت عنها الجولة الأخيرة توصل المقاومة بإمكاناتها البدائية إلى تقنية تتغلب بموجبها على مقومات العدو لاعتراض الصواريخ، الأمر الذي تفتقر إليه دول مستقلة بإمكانات كبيرة.
المقاومة أطلقت أكثر من خمسمائة صاروخ وقذيفة هاون في يومين، وفشلت "القبة الحديدية" في اعتراض سوى مائة صاروخ منها.
هذه الحالة عبّر عنها قائد أركان المنطقة الجنوبية السابق، حين قال لصحيفة "معاريف" أن الكيان الصهيوني "يعيش في أرذل المراحل الأمنية، التي لم يسبق لها مثيلٌ منذ حرب أكتوبر 1973، وتحسّر لعدم قدرة الجيش على الحسم مع حماس، وهو الذي انتصر على ثلاثة جيوش عربية قبل 45 سنة!
اليوم، يبدو جليا أن "حماس"، وباقي فصائل المقاومة، قد بدأت بفرض معادلة جديدة تدعو إلى الفخر في زمن الهزائم، فترمل التسابق الخليجي إلى الهرولة والتطبيع المجَّاني مع العدو.
تملك حركة حماس أوراق قوة أكثر بكثير من التي يمتلكها حزب الله، بحيث يمكن اعتبار نموذج حزب الله صورة مصغرة للإمكانات المتعاظمة التي يمكن أن تمتلكها حماس.
مشروع حزب الله هو ذراع إيراني في قلب الأرض العربية في صورة حزب مقاوم لتحرير جزء من الأرض اللبنانية مزارع شبعا. أما "حماس" فهي مشروع وطني خالص لتحرير الوطن الفلسطيني من المحتل الصهيوني الغاصب، فيما تحاول إيران استمالتها إلى محورها بقليل من الدعم بالمال والسلاح.
تملك حماس أوراق قوة في صراعها مع المحتل، لا يملكها حزب الله، فحماس التي تتمركز قوتها المسلحة الرئيسة في قطاع غزة تمتلك امتدادات ديموغرافية في الضفة الغربية والقدس والمحتلة، وكان يمكن لها أن تبني بنية تحتية موازية لما بنته في غزة لو تخلت السلطة التي يرأسها، محمود عباس، عن دورها الوظيفي في حماية الاحتلال ومغتصبيه، عبر ما يسميه عباس التنسيق الأمني المقدس.
كما تملك حركة حماس امتداداً ديموغرافياً في الداخل المحتل 1948 الذي تنشط فيه حركة إسلامية، تمثل امتدادا إيديولوجيا لحماس وإن بمهام مختلفة، ويمكن بعد قرار استراتيجي أن تمثل الحركة الإسلامية في الداخل، بكل ما تملك من بنية بشرية ولوجستية جبهة متقدمة للمقاومة داخل غرف نوم العدو.
هذا عدا عن امتلاك "حماس" مخزونا استراتيجيا يتمثل في إمكانات وقدرات مادية وبشرية لأكثر من ستة ملايين فلسطيني في المهجر والشتات، لو أحسنت "حماس" توظيفها ونظمها في مشروع للتحرير تشترك في وضعه كل مكونات الشعب وقواه في كافة مواقعه وامتداداته على خريطة العالم.
حركة حماس، التي، ومذ بدأت نضالها بالحجر والسكين، بدأت عمليا بقضم قوة الردع الهائلة التي كان يتمتّع بها جيشُ الاحتلال طوال 7 عقود، كما أنها هدمت شيئا فشيئا الهالة التي عظّم بها انتصاراته المسرحية على جيوش الدول العربية.
فحماس التي خاضت مع العدو الكثير من الجولات والمعارك، وكان آخرها ثلاثة حروب مدمرة لم يخرج العدو منها منتصرا، ها هي، وفي الجولة الأخيرة، تلقنه درسا قلبت فيه موازين الربح والخسارة، فلأول مرة تكون فيها موازين الربح المادية في صالح المقاومة ناهيك عن موازين الربح السياسية، فها هو وزير حرب العدو، أفيغدور ليبرمان يستقيل، وحكومة نتنياهو تترنح، والانتخابات المبكرة تطرق الأبواب على وقع التراشقات والخلافات والاتهامات بالفشل، لتخرج ولأول مرة منذ 1973 مسيرات لمغتصبي العدو للتنديد بنتائج الجولة الأخيرة التي مُرّغت فيها هيبة القوة العسكرية الأولى في المنطقة في الوحل على أيدي مجموعات تصنع سلاحها المتواضع بأيديها وبإمكاناتها المتواضعة وسط حصار مطبق.
ورغم تمكن عناصر القسام من كشف القوَّةٌ الصهيونية الخاصة التي حاولت تنفيذ عملية في عمق غزة، وقتلت قائدها العربي الدرزيٌّ، إلا أن الحدث يكشف أنّ القسام ما زال بحاجة إلى بناء منظومة أمنية قوية قادرة على كشف مثل هذه الاختراقات، فضلا عن حاجته إلى تكثيف مناوراته الحية للتدريب على التعامل مع مثل هذه الأحداث المفاجئة للحيلولة دون انسحاب قوّات العدو والتمكن من إبادتها.
ومن المفاجآت السعيدة التي كشفت عنها الجولة الأخيرة توصل المقاومة بإمكاناتها البدائية إلى تقنية تتغلب بموجبها على مقومات العدو لاعتراض الصواريخ، الأمر الذي تفتقر إليه دول مستقلة بإمكانات كبيرة.
المقاومة أطلقت أكثر من خمسمائة صاروخ وقذيفة هاون في يومين، وفشلت "القبة الحديدية" في اعتراض سوى مائة صاروخ منها.
هذه الحالة عبّر عنها قائد أركان المنطقة الجنوبية السابق، حين قال لصحيفة "معاريف" أن الكيان الصهيوني "يعيش في أرذل المراحل الأمنية، التي لم يسبق لها مثيلٌ منذ حرب أكتوبر 1973، وتحسّر لعدم قدرة الجيش على الحسم مع حماس، وهو الذي انتصر على ثلاثة جيوش عربية قبل 45 سنة!
اليوم، يبدو جليا أن "حماس"، وباقي فصائل المقاومة، قد بدأت بفرض معادلة جديدة تدعو إلى الفخر في زمن الهزائم، فترمل التسابق الخليجي إلى الهرولة والتطبيع المجَّاني مع العدو.