المقاتلات الأميركية تُبعد شبح "داعش" عن بغداد

28 سبتمبر 2014
تخشى بغداد اقتحام "داعش" (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

تواصلت غارات التحالف الدولي المتتالية على مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) و"جبهة النصرة"، في العراق وسورية لليوم السادس على التوالي. وقد بدأت أصابع الاتهام توجّه إلى قوات التحالف، بعد سقوط عدد من المدنيين، علماً أن "داعش" تستمرّ في عملها، وتجاهد في سبيل تكريس وجودها، عبر استخدام مختلف الطرق للمواجهة، ومنها "إحراق الآبار النفطية كي تُضلّل الصواريخ الحرارية التي تُطلقها قوات التحالف".

وبعد سلسلة من الغارات، بدأت الأحاديث تتواتر بشأن دقة الضربات، مما قد يُفسح المجال لاحقاً، لتساؤلات شتّى، قد لا تصبّ في صالح التحالف.

وفي هذا الصدد، أعلن مسؤولون عسكريون في الجيش العراقي أن "الغارات الأميركية الأخيرة التي استهدفت مواقع عدة للمسلّحين في محيط بغداد الجنوبي والغربي، أنقذت العاصمة من خطر اقتحامها من قبل مسلّحي داعش". ودعوا إلى ضرورة استمرار الغارات في محيط بغداد، نظراً للتواجد الكثيف للتنظيم.

وأشار المسؤولون إلى أن "طائرات التحالف ارتكبت أخطاء عدة في عمليات القصف الجوي، أسفرت عن مقتل عسكريين وأعضاء في مليشيات مساندة للجيش، فضلاً عن مدنيين".

وقال قائد اللواء الثاني والعشرين في الجيش العراقي اللواء حسين العقابي، لـ"العربي الجديد"، إن "الغارات الأميركية الأخيرة في الرضوانية وأبو غريب واليوسفية، والتي استهدفت مواقع وحشوداً لداعش، أوقفت خطر تقدمها إلى بغداد من محور المطار الدولي جنوباً ومحور طريق الغزالية غرباً".

وأوضح العقابي أن "طائرات التحالف أربكت خطط التنظيم، وتقوم حالياً بمراقبة تلك المناطق، كما استهدفت أرتالاً ضخمة لداعش بشكل جعل من التنقّل بأسلحته الثقيلة، أمراً صعباً، وهو ما أبعد خطر التنظيم عن بغداد".

وكشف أن "استمرار مراقبة الطائرات الأميركية وضرباتها الجوية في محيط بغداد، بات ضرورياً للحفاظ على وتيرة الأمن الحالية داخل العاصمة".

من جهته، أفاد عضو البرلمان العراقي، النائب فلاح الحسني، لـ"العربي الجديد"، أن "طائرات التحالف نفّذت هجمات خاطئة على قوات عراقية ومليشيات مساندة لها، في تكريت وديالى، ظناً منها أنها لقوات داعش".

وأضاف أن "أكثر من 50 جندياً وعنصراً في قوات الحشد الشعبي، سقطوا بين قتيل وجريح خلال غارات أميركية أخطأت تحديد أهدافها بدقة، جنوب تكريت وشمال شرق ديالى".

وأوضح أنه "كان من المفترض أن تستهدف الغارات تنظيم داعش، لكن طائرات التحالف ارتكبت بعض الأخطاء التي راح ضحيتها مدنيون".

من جانبه، قال مسؤول عسكري بارز في وزارة الدفاع العراقية، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، إن "داعش لجأ إلى استخدام طرق مختلفة، لتجنّب الغارات الجوية التي صعبت خلال اليومين الماضيين من عملية استمكانه".

وأوضح المسؤول الذي يشغل رتبة عميد ركن في ديوان استخبارات الجيش، أن "داعش جمعت الآلاف من إطارات السيارات المستعملة حول المدن والمناطق التي تسيطر عليها، وبدأت بإحراقها ليلاً بالتزامن مع حفر أخاديد وملئها بالنفط الخام، من حقول تسيطر عليها وإشعالها بشكل يؤدي إلى انعدام الرؤية للطائرات وتضليل الصواريخ الحرارية".

وتابع "وجّه التنظيم عناصره إلى ضرورة ارتدائهم الزي العسكري العراقي التابع للجيش وطلاء عجلاته باللون المرقط الصحراوي، الذي هو لون الجيش العراقي الحالي، وهو ما زاد من الأخطاء لطائرات التحالف والطائرات العراقية أيضاً، إذ باتت تجد صعوبة في تحديد هوية المقاتلين على الأرض، خصوصاً في مناطق التماس القريب بين الطرفين كديالى وصلاح الدين والفلوجة".

وأضاف أن "الغارات لم تحقق سوى شلل أو إبطاء في حركة التنظيم، لكن قوته وفعاليته على الأرض لا تزال ذاتها".