المفوضيّة الأوروبية تتجاهل بريطانيا وتنتخب يونكر رئيساً

28 يونيو 2014
جان كلود يونكر رئيس لكسمبورج السابق (تيريتشارلير/Getty)
+ الخط -


في خطوة نحو الفدرالية الاوروبية التي تعارضها بريطانيا، ويعتبر الكثيرين أن عدم اعتمادها كان السبب في عرقلة الحلول التي طرحت لحل أزمة اليورو جذرياً، فاز جان كلود يونكر برئاسة المفوضية الاوروبية.

واختار القادة الاوروبيون رئيس وزراء لوكسمبورغ السابق، جان كلود يونكر، لتولي رئاسة المفوضية الاوروبية رغم المعارضة الشديدة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.

وحصل يونكر، مرشح الحزب الشعبي الاوروبي (يمين الوسط) الذي جاء في الطليعة في الانتخابات الاوروبية، على تأييد 26 من رؤساء الدول والحكومات الاوروبية وعارضه اثنان فقط هما كاميرون ورئيس الوزراء المجري فيكتور اوربان. وقال يونكر بعد التصويت إن اختياره "مصدر فخر وشرف" له.

ويفترض أن يحصل يونكر (59 عاماً)، الذي يعمل في السياسة الاوروبية منذ فترة طويلة ويؤيد الفدرالية، على الاصوات الـ376 الضرورية لانتخابه، من اصل 751 صوتاً في اقتراع مقرر في 16 تموز/يوليو.

وسيتولى يونكر بذلك اعلى منصب في مؤسسات الاتحاد الاوروبي ويكلف بصفته هذه اقتراح التشريعات وتطبيقها. وهذا بالتحديد سبب معارضة كاميرون الشديدة لتعيينه على رأس المفوضية.

وفي تعليق على الانتخاب، قال كاميرون، الجمعة، ان يونكر "الشخص غير المناسب" وتعيينه "يوم قاتم لاوروبا". واوضح ان يونكر "كان طوال حياته في قلب المشروع الاوروبي الرامي الى زيادة صلاحيات المفوضية الاوروبية والحد من صلاحيات الدول". ويرى كاميرون "أن ذلك يمكن ان يضعف الحكومات والبرلمانات الوطنية ويمنح صلاحيات جديدة للبرلمان الاوروبي".

ورأت الصحف البريطانية السبت ان بريطانيا اصبحت قريبة من الخروج من الاتحاد الاوروبي. وكتبت صحيفة "ديلي ميل" المشككة في جدوى الوحدة الاوروبية ان "كاميرون الخاسر" ووصفته بأنه "روني اوروبا"، في اشارة الى واين روني مهاجم فريق مانشستر يونايتد لكرة القدم، الذي لم يتمكن منتخبه من الانتقال الى الدور الثاني في مباريات المونديال التي تجري حالياً في البرازيل.

اما "ذا اندبندنت" فقد تحدثت عن "هزيمة وكارثة". وقالت ان "هذه العزلة الرائعة ليست هي الطريقة المثلى للاقناع في الاتحاد الاوروبي".

من جانبها، قالت صحيفة "ذا تايمز"، في عمود على صفحتها الاولى، ان "تعيين جان كلود يونكر امر سيئ للاتحاد الاوروبي وديفيد كاميرون كان محقاً في معارضة ذلك حتى النهاية"، معتبرة انه "عزز موقف بريطانيا بمعارضته الحازمة كما عزز فرصه في الفوز في الانتخابات العامة في بريطانيا العام المقبل".

وحملت صحيفة "ذا تلغراف" بشدة على الاتحاد الاوروبي، معتبرة انه كان عليه العمل على اقناع بريطانيا بالبقاء في هذا التكتل. وكتبت "اذا كان الاتحاد الاوروبي يريد اخراج بريطانيا فالطريقة المثلى هي تعيين جان كلود يونكر".

وعلى الرغم من تحفظات كثيرة اعرب عنها قادة أوروبا في بادئ الامر، الا ان جميع القادة الاوروبيين، سواء من اليمين او من اليسار، وبينهم المستشارة الالمانية انجيلا ميركل عبروا عن تأييدهم له الواحد تلو الاخر لتعيين يونكر. وقالت ميركل ان "هذا القرار يسمح بتعيين رئيس للمفوضية يملك تجربة اوروبية كبيرة وسيعرف كيف يصغي لطلبات الدول الاعضاء والبرلمان".