نفت الحكومة المغربية، اليوم الخميس، أن تكون قد دشنت مفاوضات مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص بالصحراء هورست كوهلر، بمدينة لشبونة البرتغالية، قبل يومين، مؤكدة في الوقت ذاته أن الأمر يتعلق فقط بجلسة تواصلية اطلع خلالها الوفد المغربي على أفكار المبعوث الأممي بشأن الصحراء.
وأفادت الحكومة على لسان ناطقها الرسمي مصطفى الخلفي، عقب المجلس الحكومي الأسبوعي، بأن اللقاء بين الوفد المغربي الذي قاده وزير الخارجية ناصر بوريطة والمبعوث الأممي "أتاح العودة إلى جذور هذا النزاع المفتعل، بمعنى العودة إلى ما حصل في مرحلة السبعينيات والتذكير بنشأة هذا النزاع الإقليمي والأبعاد القانونية والسياسية والجيواستراتيجية".
وتابع أنه خلال لقاء الوفد المغربي وكوهلر، تم الحديث عن المجهودات التي بذلتها المملكة في سبيل تنمية أقاليم الصحراء، وأيضا بخصوص مقترح الحكم الذاتي الذي تقدمت به الرباط، مبينا أن كوهلر استمع بإمعان للعرض المغربي وتفاصيل المقترح الذاتي وأسسه القانونية القوية.
وتضمنت اللقاء التواصلي بين الوفد المغربي والمبعوث الأممي إلى الصحراء، وفق المسؤول الحكومي ذاته، مناقشة الكلفة الباهظة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والسياسي لعدم وحدة بلدان منطقة المغرب الكبير الخمسة، المغرب والجزائر وتونس وليبيا وموريتانيا.
ولم يفت الحكومة التذكير بأن لقاء الوفد المغربي والمبعوث الأممي لم يخرج عن المرجعية التي حددها الملك في خطاب له حول الصحراء، وهي أنه لا حل إلا في إطار السيادة المغربية والوحدة الوطنية، وثانيا أن يضم مسلسل المفاوضات كافة الأطراف المعنية بهذا النزاع، في إشارة إلى الجزائر، وثالثا أن يكون هذا المسلسل تحت الإشراف الحصري للأمم المتحدة، ثم رابعا يجب أن يركز المسلسل بالأساس على القضايا الأساسية السياسية، وعدم الانحراف نحو قضايا جانبية".
وكشف مسؤول حكومي مغربي، في تصريح بوقت سابق، لـ"العربي الجديد"، أن لقاء لشبونة يعتبر "استجابة من الرباط لدعوة كوهلر السابقة لإجراء لقاءات مع أطراف النزاع المفتعل للصحراء"، مضيفا أن مباحثات الوفد المغربي مع المبعوث الأممي "لن تخرج عن الحل الذي سبق للمملكة أن اقترحته، وهو إرساء حكم ذاتي موسع لأقاليم الصحراء".