أفادت مفوضية الاتحاد الأفريقي بأن "إعلان انضمام المغرب إلى هذه المنظمة سيتم بعد انتهاء القمة الثامنة والعشرين التي ستحتضنها العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، يومي الإثنين والثلاثاء 30 و31 يناير/كانون الثاني الجاري"، والتي يحضرها لأول مرة العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وذكر بلاغ الاتحاد الأفريقي أن رئيسة المفوضية، دلاميني زوما، أخبرت وزير الخارجية المغربي أن "طلب المملكة الانضمام إلى المنظمة تم اعتماده ضمن جدول أعمال القمة الأفريقية"، إلا أن "إعلان قرار بخصوص الانضمام بشكل رسمي لن يتم إلا بعد انتهاء الموعد الأفريقي".
وتتميز الدورة الجديدة للاتحاد الأفريقي بحضور العاهل المغربي الذي حل بأديس أبابا مساء الجمعة الماضي، في سياق الإعلان المرتقب لعودة المملكة إلى المنظمة الأفريقية، باعتبارها باتت مجالاً حيوياً للسياسة الخارجية المغربية خاصة منذ تولي محمد السادس سدة الحكم في البلاد سنة 1999.
وأفاد الدكتور محمد عصام لعروسي، الخبير في الشأن السياسي والاستراتيجي، لـ"العربي الجديد"، بأن "المغرب نجح في استقطاب العدد الكافي من الأصوات المطلوبة كنصاب قانوني لتأكيد عودة المملكة إلى المنظمة الأفريقية، رغم ما تقدمه بعض البلدان، منها الجزائر وجنوب إفريقيا، من تأويلات خاطئة تفسر قبول المغرب لجبهة البوليساريو، من خلال مصادقة البرلمان المغربي على ميثاق الاتحاد الأفريقي".
وأبرز المحلل بأن "أهداف المغرب من قمة إثيوبيا تم التحضير لها مسبقاً، كما أن جميع الخطوات كللت بنجاح من خلال الشراكات والزيارات المتكررة التي قام بها العاهل المغربي خلال هذه السنة لمجموعة من الدول الأفريقية، والتي شملت اختراقاً حقيقياً لدول وسط وشرق أفريقيا".
واسترسل لعروسي بأن "الدبلوماسية الملكية نجحت في وضع المغرب في مرتبة الفاعل الإقليمي الهام الذي يملك مفاتيح كل المبادرات الهادفة، من خلال العديد من المداخل الاستراتيجية سياسياً وأمنياً واقتصادياً، عبر نهج شراكات ناجحة مع دول كانت لها مواقف مختلفة مع المغرب بشأن قضية الصحراء".
واعتبر لعروسي بأن "الحضور المغربي الوازن في أديس أبابا، هو عودة طبيعية إلى الاتحاد الأفريقي، من أجل ممارسة دبلوماسية هجومية استباقية تفرض على كل الدول الأفريقية الاعتراف بالمكانة الجيوسياسية للمغرب، ودوره في الحفاظ على الأمن الإقليمي للمنطقة".
وتابع المتحدث بأن "الذكاء الاستراتيجي والتفاعل الإيجابي مع التحولات الإقليمية الكبرى برهنا على قدرة المغرب في استيعاب منظومة من الدول الأفريقية، وبناء تحالفات قوية معها، وتجاوز منطق الكرسي الفارغ الذي أضر في السنوات السابقة بقضية الصحراء المغربية".
وأوضح لعروسي بأن بوابة القمة الأفريقية ستكون محطة تاريخية بالنسبة للمغرب، إذ ستسمح له بالدفاع عن ثوابت قضية وحدته الترابية، وأيضاً خلخلة التحالفات داخل الاتحاد الأفريقي لصالح المغرب، والحيلولة دون تمرير قرارات مناقضة للمصالح المغربية، وسعي المغرب إلى طرد البوليساريو من حظيرة الاتحاد الأفريقي.