أكد بوريطة، في تصريح باتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، أن المغرب اتخذ قرار قطع علاقاته مع إيران "بعد جمعه العديد من الأدلة" التي توثّق دعم طهران جبهة البوليساريو.
وأفاد بوريطة بأن "القرار كان متأنياً وغير مستعجل، بعد أن تأكدت الرباط من الأدلة التي بين يديها، التي تدين بكل وضوح حزب الله اللبناني المدعوم من طهران، لتمويله مليشيات جبهة البوليساريو، عبر دبلوماسيين يعملون في سفارة إيران في الجزائر".
وأورد المسؤول الحكومي المغربي أن "العلاقة الثلاثية بين حزب الله اللبناني وإيران والجزائر في دعم بوليساريو أثمرت عن لقاءات قياديين من حزب الله بقيادات في الجبهة"، مشدداً على أن "المغرب كان يراقب عن كثب هذه التطورات، ولما استجمع الأدلة الثابتة أعلن قرار قطع العلاقة مع طهران، وسيطرد السفير الإيراني بالرباط، ويسحب السفير المغربي من طهران".
وكشف عن أنه "عاد اليوم من زيارة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث أجرى في طهران لقاء مع وزير الشؤون الخارجية الإيراني، جواد ظريف، وأبلغه بقرار المغرب قطع علاقاته مع إيران".
وتابع بوريطة أن "سفير المغرب في طهران غادر إيران اليوم، كما استقبل القائم بالأعمال الإيراني من أجل مطالبته بمغادرة التراب الوطني حالاً".
وقال، خلال لقاء مع صحافيين، إن "بلاده قررت إغلاق سفارتها بطهران، وطلبت من سفير إيران بالرباط، محمد تقي مؤيد، مغادرة البلاد".
وأضاف أن سبب هذه الخطوة هو "انخراط حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، في علاقة مع البوليساريو، وتهديد ذلك لأمن البلاد واستقرارها"، موضحاً أن بلاده "تملك أدلة على تمويل قياديين في حزب الله للبوليساريو، وتدريب عناصر من الجبهة".
وتابع بوريطة: "الرباط لديها معلومات تفيد بإقدام دبلوماسيين في السفارة الإيرانية بالجزائر على تسهيل عملية لقاء قياديين من حزب الله بقياديين من البوليساريو".
في المقابل، أكد وزير الخارجية المغربي أن علاقات بلاده مع لبنان لن تتأثر، مشدداً، في تصريح لقناة "الجزيرة"، على أن الرباط "لا تملك أية دلائل على علاقة الحكومة اللبنانية بتقديم "حزب الله" تحديداً لمساعدات عسكرية ضمت أسلحة إلى البوليساريو"، مبرزاً أنه "تأكد تورط سفارة إيران في الجزائر في ما قام به حزب الله".
وأورد المسؤول الحكومي ذاته بأنه "من حق إيران اتخاذ مواقف دبلوماسية تساير توجهاتها وعلاقاتها الدولية، لكن أن يصل الأمر إلى تهديد الأمن القومي للمغرب وسلامة مواطنيه، فهو أمر غير مقبول، وهو ما دفع المملكة إلى اتخاذ قرار قطع العلاقات معها".
في أول رد على اتهامه، قال حزب الله إن "حجة الرباط غير مقنعة"، مشيراً، في بيان، إلى أنه "كان حرياً بالخارجية المغربية البحث عن حجة أكثر إقناعاً لقطع علاقاتها مع طهران".
ونفى حزب الله ما سماها "مزاعم واتهامات وزير خارجية المغرب حول قيام حزب الله بدعم وتدريب جبهة البوليساريو".
واتهم الحزب المغرب بأنه خضع لما وصفها بـ"ضغوط أميركية وإسرائيلية وسعودية لتوجيه هذه الاتهامات الباطلة"، وفق تعبير المصدر.
من جهتها، اتهمت جبهة "البوليساريو" المغرب بـ"الكذب" بشأن علاقتها بحزب الله.
وأفاد المتحدث باسم الجبهة، محمد حداد، في تصريح لوكالة الأنباء الإسبانية (إفي)، بأن "اتهامات المغرب مجرد أباطيل كاذبة"، متحدياً الرباط بـ"تقديم الأدلة التي تقول إنها تمتلكها".
واعتبر القيادي في "البوليساريو" أن اتهامات المغرب "ادعاءات زائفة"، وأنها تندرج ضمن ما سماه "الانتهازية السياسية الذي تسعى من خلالها الرباط للتملص من الحوار الذي دعت إليه الأمم المتحدة".
وشهدت علاقات المغرب وإيران تذبذباً دبلوماسياً لافتاً، اتسم بعدد من الكبوات، منها إعلان المغرب قطع علاقاته مع طهران في مارس/ آذار 2009، بسبب احتجاجه على تصريحات اعتبرها "غير مقبولة"، إثر تضامنه مع البحرين، قبل أن تعود العلاقات في أكتوبر/ تشرين الأول 2016 بتعيين سفراء البلدين.