المغرب يعد للاستفادة من موسم عودة المغتربين

18 يونيو 2018
عودة المغتربين بكثافة خلال الصيف ينعش الأسواق (Getty)
+ الخط -

 

موسم المغتربين في المغرب أصبح من مواسم الانتعاش الاقتصادي الذي تحسب له المملكة المغربية، في ظل التحديات المالية والاقتصادية التي تواجهها، إذ إنه يمثل واحداً من أهم أعمدة الدعم السياحي والانتعاش الاقتصادي للعديد من القطاعات الحيوية.

كما أن من بين المغتربين من يملكون شركات في أوروبا وينوون الاستثمار في بلادهم، وبالتالي فهم يتلمسون فرص الاستثمار المتاحة أثناء وجودهم في عطلات الصيف بالمغرب.

ومن هذا المنطلق يستعد المغرب لاستقبال المغتربين الذين يعودون إلى المملكة بكثافة في فترة الصيف الجاري، بما لذلك من تأثير في الطلب المحلي، ودعم للقدرة الشرائية للأسر، وتغذية رصيد العملة الصعبة.

وتشير التقديرات إلى أن عدد المغتربين المغاربة، يصل إلى خمسة ملايين نسمة، حيث يقيم 85 % منهم بالبلدان الأوروبية، بخاصة فرنسا التي تستقبل 1.5 مليون مغترب، بينما يوزع الباقي بين بلجيكا وهولندا وألمانيا والولايات المتحدة وكندا ودول الخليج.

ومن المتوقع أن يزور المغرب في فترة الصيف حوالي مليونين ونصف من هؤلاء المغتربين، وهو ما يمثل حوالي نصف المغاربة المقيمين بالخارج، حيث يساهمون في إنعاش النشاط السياحي بالمملكة، بخاصة في المناطق التي يتحدرون منها والمدن الساحلية.

ويدرج المغتربون في البيانات الرسمية، ضمن السياح، حيث تدرج الإيرادات التي تأتي منهم، بين إيرادات السياحة، ناهيك بالتحويلات التي يغذون بها موجودات المصارف ويساهمون بها في دعم القدرة الشرائية لأسرهم.

وبلغت تحويلات المغتربين، بحسب مكتب الصرف، حوالي 2.2 مليار دولار حتى إبريل/ نيسان الماضي، مقابل 1.9 مليار دولار في الفترة نفسها من العام 2017، بزيادة بنسبة 13%.

وأشار تقرير صادر عن البنك الدولي، إلى أن المغرب تلقى تحويلات من المغتربين في حدود 7.5 مليارات دولار في العام الماضي، حيث جاءت بعد مصر بـ20 مليار دولار، ولبنان بـ8 مليارات دولار.

وتصل ودائع المغتربين لدى مصارف المغرب إلى 19 مليار دولار، من إجمالي ودائع تقدر بحوالى 90 مليار ولار. وتسعى المصارف إلى جذب مدخرات المغتربين عبر خلق فروع لهم في بلد الاستقبال.

وكانت دراسة أنجزتها مديرية الاستثمارات الخارجية والمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج، لاحظت أن المغتربين يتطلعون إلى إنجاز استثمارات بالمناطق التي يتحدرون منها، التي يغلب عليها العقار بنسبة 84% دون أن يغفلوا الصناعة والسياحة والتجارة والفلاحة.

وتشير بيانات مرصد السياحة إلى أن عدد المغتربين الذين زاروا المملكة حتى إبريل الماضي، وصل إلى 1.2 مليون، من بين 3.37 ملايين سائح استقبلتهم المملكة.

ويعتبر أمين التوس، بقطاع الفندقة، أن السياح المحليين والمغاربة المقيمين بالخارج، يساهمون في إيرادات مهمة للسياحة، مقارنة بالسياح الأجانب الذين يحلون بالمملكة في إطار رحلات منظمة.

وأشار وزير النقل، محمد نجيب بوليف، عند استجوابه من قبل لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين في الخارج، إلى اتخاذ تدابير من أجل احترام السفن التي تنقل المغتربين نحو المملكة.

وشدد على توفير سفن الدعم في حالة توقف إحدى السفن المدرجة لاعتبارات فنية، بالإضافة إلى مراقبة جودة الخدمات وتكييف المرافق على متن السفن والتواصل بشأن عملية العبور لهذا العالم.

وتمتد عملية استقبال المغتربين بين الخامس من يونيو/ حزيران الجاري إلى الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول المقبل، حيث تتولى مؤسسة محمد الخامس للتضامن، عملية تسهيل عبورهم عبر إعداد فضاءات للاستقبال بالموانئ والمطارات، وتسخير أطباء من أجل التكفل بالحالات الطارئة.

وأبدى المغرب في الأعوام الأخيرة، اهتماما بمساهمة المغتربين في الاستثمارات الخاصة، وذلك عبر وضع تشريعات تخدم استثماراتهم. كما ينجز الاتحاد العام للشركات بالمغرب، خطة التعبئة لهذه الشركات عبر خلق شبكة خاصة بهم.

وعمد الاتحاد الذي يمثل مصالح رجال أعمال بالمغرب إلى خلق قطب خاصة بالشركات التي يملكها المغاربة المقيمين بالخارج، وكان المغرب قد أسس صندوقاً للاستثمار خاصاً بالمغتربين قبل ستة أعوام، غير أنه اتضح أنهم يحتاجون أكثر للمعلومة حول الاستثمار وليس التمويل.

المساهمون