المغرب يستبق "الإرهاب" بسياج حدوديّ مع الجزائر

23 يوليو 2014
يهدف السياج إلى منع تسلل المقاتلين (فاضل سينا/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

شرع المغرب في تشييد سياج إلكتروني على حدوده الشرقية مع جارته الجزائر، في خطوة عللتها الرباط، بأنها ترمي إلى مراقبة المنطقة، تحسباً لتسلل "مقاتلين إرهابيين" إلى البلاد، وفق ما كشف عنه أخيراً وزير الداخلية المغربي، محمد حصاد. الأمر الذي أثار انتقادات واسعة في عدد من الصحف ووسائل الإعلام الجزائرية.

وأفاد حصاد بأنّ "بلاده بدأت في عملية بناء سور حديدي على طول حدوده الشرقية مع الجزائر، يحمل أجهزة استشعار إلكترونية حديثة، وذلك ضمن مشروع أمني متكامل، يهدف إلى تأمين حدود المملكة مع الجزائر، خشية تسلل أفراد ينشطون في جماعات متطرفة إلى داخل التراب المغربي".

ويغطي السياج الإلكتروني مساحة شاسعة، تُقدّر بـ70 كيلومتراً، وتشير مصادر إعلامية محلية الى أنه يتكون من جزأين: جزء إسمنتي، بمثابة قاعدة يبلغ ارتفاعها 50 سنتمتراً، وجزء عبارة عن سياج حديدي لا يتجاوز ارتفاعه المترين ونصف.

وسبق للمملكة أن أعلنت عن رفع درجة تأهبها الأمني إلى الدرجة القصوى، مشدّدة المراقبة على الموانئ والمطارات والأسواق الكبرى وأماكن الترفيه، وذلك عقب كشف السلطات عمّا اعتبرته "مخطط إرهابي جدّي يستهدف أمن واستقرار البلاد". واستندت في ذلك على إعلان مقاتلين مغاربة، الانضمام إلى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).

ودافع مصدر أمني مغربي، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، عن المشروع واصفاً إياه بأنه "ليس بِدعة"، بل "تجربة تحتذي بنماذج دولية في هذا المضمار، مثل الجدار بين السعودية واليمن، والسياج الذي يوجد على حدود الأردن وإسرائيل". وأضاف أن "إقامة سياج حدودي من حق كل دولة، حفاظاً على أمنها".

وأوضح "أن تشييد هذا السياج يأتي ثمرة توصيات لقادة عسكريين وتقارير استخباراتية". ولفت الى أن "الجدار الحدودي سيتيح، بنسبة كبيرة، الحدّ من إمكانية تسلل مقاتلي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، أو المقاتلين المغاربة في تنظيم داعش إلى داخل التراب الوطني، فضلاً عن رفع عدد قوات أمن الحدود".

واستلزم تشييد السياج تعبيد طرق تؤدي بالسلطات الأمنية وحرس الحدود إلى مكان الجدار، كما تم تجهيز عدد من منابع المياه لتعوّض ما قد ينقص من مياه لسكان بعض المناطق المحاذية للسياج، الذين سيصبحون شبه محاصرين في حالة استكمال بناء السياج، على حد وصفهم.

ورأى محللون مغاربة في بناء السياج الإلكتروني، خطوة هامة في التصدّي لمحاولات تسلّل عناصر بـ"خلفيات إرهابية"، غير أنهم في الوقت نفسه، لا يعتبرونه كافياً، بسبب استخدام العديد من هؤلاء العناصر الحيل والتصرفات التي تساعد على تجاوز السياج والمرور من خلاله بطريقة أو بأخرى.

أما الجانب الجزائري، فوجد في بناء السياج على حدوده "خطوة تصعيدية بدأها المغرب، واتهاماً صريحاً للجزائر بأنها تصدر الإرهابيين"، حسبما أعلنت بعض وسائل إعلام جزائرية، مستشهدة لتأكيد رأيها، بحديث حصاد عن كون الهدف من ذلك هو "منع تسلل المقاتلين إلى أراضي المملكة المغربية".

ويأتي الإعلان عن بناء سياج على الحدود بين المغرب والجزائر في سياق تصعيد دبلوماسي اتسم بتبادل التصريحات والاتهامات بين مسؤولين رفيعي المستوى في البلدين، كان آخرها اتهام وزير الخارجية المغربي للجزائر بأنها "تتعمد استعداء المملكة"، مما جعل نظيره الجزائري يرد بأنها تصريحات تدل على "منزلق خطير".
المساهمون