المغرب يدعو إلى "انتقال مدني سلمي" في مالي

19 اغسطس 2020
قلق مغربي من انفلات الأوضاع في مالي بعد الانقلاب (Getty)
+ الخط -

دعا المغرب، اليوم الأربعاء، إلى انتقال مدني سلمي يتيح عودة سريعة ومؤطرة إلى النظام الدستوري بدولة مالي، بعد الانقلاب العسكري ضد الرئيس إبراهيم بوبكر كيتا، الذي أعلن استقالته في الساعات الأولى من صباح اليوم، والإعلان عن تشكيل "لجنة انتقالية" لتولي السلطة إلى حين إجراء انتخابات.

وأعلنت وزارة الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن المملكة تدعو  إلى انتقال مدني سلمي يتيح عودة سريعة ومؤطرة إلى النظام الدستوري، لافتة إلى أنها "على ثقة تامة بأن الأشقاء الماليين، سيتحلون بروح المسؤولية، وينهلون من قيم السلم والوفاق الوطني، المتجذرة فيهم، من أجل استعادة الهدوء والاستقرار بمالي التي سيبقى المغرب ملتزماً إلى جانبها".

وأعلنت الخارجية المغربية، في بيان أصدرته الأربعاء، أن المملكة تتابع عن كثب تطور الوضع في مالي ،الذي يأتي عقب أسابيع من التوترات السياسية والاجتماعية، داعية كافة الأطراف والقوى الحية بمالي إلى تغليب المصلحة العليا للبلاد واستقرارها، وطمأنينة وتطلعات شعبها.

وتعليقاً على دعوة المغرب، قال الخبير في الدراسات الجيو- استراتيجية والأمنية، الشرقاوي الروداني، إن الوضع اليوم مقلق جداً في دولة مالي، مضيفاً أن المملكة المغربية لعبت دوراً محورياً في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء الماليين منذ الأزمة التي اندلعت في 2012، ولعبت دوراً كبيراً في تجنيب البلاد الأسوأ بعد اندلاع الاحتجاجات التي قادتها حركة 5 يونيو/ حزيران التي يتزعمها الشيخ محمود ديكو، متوقعاً أن تتمكن المملكة بمعية الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا، من بلورة رؤية مشتركة من أجل خلق توجه استراتيجي يخدم مصالح الشعب المالي في دحض جميع التهديدات، التي قد تزعزع الاستقرار والأمن في هذه الدولة الأفريقية.

ووفق الخبير المغربي، فإن "الولايات المتحدة،كما الاتحاد الأوروبي، وجميع الدول التي لها مصالح استراتيجية في دول الساحل وجنوب الصحراء ومن بينها المغرب، تدرك أشد ما يكون الإدراك أن هناك تحولات مهمة قد تعصف بالمنطقة برمتها خاصة في منطقة الحدود بين بوركينا فاسو والنيجر، التي عرفت، أخيراً، ضربات إرهابية"، لافتاً إلى أن "الجماعات الإرهابية قد تستغل الوضع لخلخلة جميع موازين القوى".

ويعتبر المغرب من الداعمين الأساسيين لجهود الاستقرار وتحقيق المصالحة في دولة مالي ومحاربة التنظيمات المتطرفة شمال البلاد، ولتعزيز مجالات التعاون الاقتصادي بين البلدين.

كما مكنت وساطة سرية قادها العاهل المغربي الملك محمد السادس، بين الإمام المالي محمود ديكو والرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، من تهدئة الأوضاع في أعقاب المظاهرات العنيفة التي شهدتها العاصمة المالية باماكو يوم العاشر من شهر يوليو/ تموز الماضي وخلفت أربعة عشر قتيلاً وأكثر من مائة جريح.

دلالات