المغرب يحارب الأمية في السجون

08 نوفمبر 2018
مساعدة السجناء على الاندماج بعد العقوبة (Getty)
+ الخط -

أطلق المغرب حملة جديدة لمحاربة الأمية لدى السجناء، وذلك في خضم عمل مشترك بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية.

وانطلقت حملة محاربة الأمية داخل سجون المملكة، بندوة دولية نظمتها إدارة السجون الأربعاء، اعتبر فيها مسؤولون أن محو الأمية للسجناء سيتيح ضمان مستقبل أفضل لهم بعد الإفراج عنهم، موضحين أن اعتماد التدريب المهني والتأهيلي على غرار برامج محو الأمية داخل المؤسسات السجنية سيسهل إدماجهم اجتماعيا.

واعتبر المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج محمد صالح التامك، أن محاربة الأمية في المؤسسات السجنية تعد قضية جوهرية، داعيا الفاعلين في المؤسسات العمومية إلى الانخراط بشكل أكبر في هذا المجال، من أجل ضمان مستقبل أفضل لهؤلاء السجناء.

وشدد التامك على أنه، بالتعاون مع مختلف الشركاء المغاربة والأجانب، وخاصة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، يتعين تحفيز السجناء على الانخراط في هذا البرنامج، وتوفير فضاءات في المؤسسات السجنية وخاصة بدروس محو الأمية، وعقد شراكات مع جميع المتدخلين والقطاعات المعنية.

وتم عقد اتفاقية شراكة بين المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، والوكالة الوطنية لمحاربة الأمية، ومؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء، تهدف إلى وضع وإنجاز برامج عمل من أجل محو الأمية في صفوف السجناء بمختلف المؤسسات السجنية.

وكشف التامك أنه، "سيتم تنفيذ بنود هذه الاتفاقية خلال الموسم الدراسي الجاري، من خلال تكوين 45 سجيناً في مجال تأطير فصول محو الأمية بالسجون، وأن عملية التكوين والتدريس ستوكل إلى جمعيات المجتمع المدني الفاعلة في ميدان محاربة الأمية".

إلى ذلك قال جواد، وهو أربعيني وسجين سابق لـ"العربي الجديد"، إنه خلال وجوده في السجن قبل 3 سنوات خلت لم يكن هناك اهتمام بموضوع محاربة الأمية عند السجناء، وأضاف أن "الأمي يدخل السجن ويخرج منه أميا، وربما ازدادت أميته الفكرية والذهنية من خلال احتكاكه بآخرين أسوأ منه في هذا المجال".

من جهته أفاد الباحث في الشأن المغربي، الدكتور إدريس الكنبوري لـ"العربي الجديد"، بأن "الحملة في حقيقتها مبادرة جيدة من أجل أنسنة المؤسسات السجنية، وتحويلها إلى فضاءات مفتوحة على العالم الخارجي والمستقبل، لأنها من الناحية النظرية تغير النظرة إلى السجن من مؤسسة للعقاب فقط إلى مؤسسة لإعادة التربية والتكوين".

وتابع أن "محو الأمية بين السجناء من شأنه أن يخلق لهؤلاء أنشطة تساعدهم على إعادة الاندماج في المجتمع بعد قضاء مدة العقوبة، وتهذيب وعيهم أو ميولهم غير السوية بالنسبة لأولئك المعتقلين على خلفية ملفات إجرامية".

واستدرك المتحدث، بأن "هذا المشروع يجب أن ترافقه بنية تحتية ثقافية داخل السجون، مثل خلق أنشطة موازية للمشاركين في الحملة، وإنشاء مكتبات وقاعات للقراءة والمطالعة، فهدف السجن في النهاية ليس ضمان أن ينهي السجين عقوبته، بل أن يعود إلى المجتمع بطريقة أفضل من تلك التي دخل بها".


وذهب الكنبوري، إلى أن "مشروع محو الأمية يفترض أن الذين ليسوا أميين ويريدون إكمال دراستهم يستفيدون من الظروف الميسرة، فيما هناك عقبات إدارية أمام هذه الفئة، حسبما يشكو بعض السجناء من الطلبة أو غيرهم"، داعياً مسؤولي السجون إلى أن يأخذوا في الاعتبار أهمية توفير الفرص أمام هؤلاء".