المغرب يتحدث عن "أدلة موثقة" على انتهاكات لـ"البوليساريو" في الصحراء

04 ابريل 2018
المغرب يعتزم تقديم الخروقات إلى الأمم المتحدة(الأناضول)
+ الخط -
في أول ردّ رسمي من الحكومة المغربية على نفي المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، اتهامات المملكة بوجود أي توغل عسكري لجبهة "البوليساريو" في المنطقة العازلة بالصحراء، تمسك رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بوجود تلك التوغلات والخروقات.

واتّهم رئيس الحكومة المغربية، اليوم الأربعاء، على هامش افتتاح لقاء حكومي لـ"لجنة مكافحة الفساد، بعثة الأمم المتحدة إلى الصحراء (المينورسو) بعدم ضبط جميع الأراضي في الصحراء، مبرزاً أنّ المغرب يمتلك أدلة موثقة على وجود انتهاكات لعناصر الجبهة باقتحام المناطق المشمولة بنزع السلاح.

وأضاف العثماني، في كلمة سريعة أمام الصحافيين، أنّ "هناك إعلانات شبه رسمية تدل على نقل الانفصاليين لإدارة الدفاع إلى منطقة بير الحلو العازلة، ونقل ما يسمى مقر رئاسة البوليساريو إلى منطقة تيفاريتي التي يشملها اتفاق الأمم المتحدة بوقف إطلاق النار منذ 1991".

وأشار رئيس الحكومة إلى ما وصفه "تطبيل إعلام البوليساريو لمثل هذه التحركات والمناورات"، لافتاً إلى "استقبال قادة البوليساريو لسفيري دولتين في هذه المنطقة".


وجدّد العثماني التأكيد على وجود "انتهاكات حقيقية لاتفاق وقف إطلاق النار"، لافتاً إلى أن الرباط تتواصل في هذا الشأن مع الأمم المتحدة.

وذكر، في هذا السياق، أنّ وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة يتواجد حالياً في واشنطن للقاء مسؤولين في الخارجية الأميركية حول الموضوع، لافتاً إلى أن "بوريطة سينتقل إلى نيويورك للقاء الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، كما يعتزم ممثل المملكة لدى الأمم المتحدة تقديم كافة تفاصيل خروقات البوليساريو".

وحول سؤال بشأن نقل "البوليساريو" لمعدات عسكرية ومنشآت إلى المناطق المعزولة، شدد رئيس الحكومة المغربية على أن "تلك الأراضي مغربية ولا ينبغي تحريك أي شيء فيها إلا بإذن المغرب"، وفق تعبيره، قبل أن يؤكد أن "معركة الصحراء رابحة من طرف المملكة".

وكانت الأمم المتحدة قد شكّكت مرتين، الاثنين والثلاثاء، في اتهامات المغرب لجبهة "البوليساريو"، موضحةً أنّ "المينورسو لم تلاحظ أي توغل في المنطقة العازلة، وأن موقف الأمم المتحدة لا يعد انحيازا لأي طرف، بقدر ما هو تسجيل لما رصدته البعثة هناك".

وعلى صعيد ذي صلة، بحث وزير خارجية المغرب ناصر بوريطة، ووزير الخارجية الأميركي بالنيابة جون سوليفان، وجهات النظر بشأن مستجدات الوضع في الصحراء، خاصة في خضم مواصلة المملكة اتهام "البوليساريو" بالتحرك داخل المناطق المعزولة ونفي الأخيرة و"المينورسو" لذلك.

وأفاد بلاغ صادر عن وزارة الخارجية الأميركية عقب لقاء بوريطة وسوليفان، بأن "إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تدعم مساعي الأمم المتحدة في صياغة حل سياسي سلمي ودائم مقبول من الطرفين لإنهاء الصراع طويل الأمد في الصحراء"، مورداً أن اللقاء ناقش العلاقات الثنائية المغربية الأميركية وعدد من القضايا الإقليمية.

تمديد مهمة "المينورسو"

إلى ذلك، وكما كان متوقعا، أوصى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، في تقريره المنشور حول الصحراء، مجلس الأمن بتمديد مهمة البعثة الأممية إلى الصحراء (المينورسو)، لمدة 12 شهرا، لغاية 30 إبريل/ نيسان 2019.

وحذر غوتيريس في تقريره الذي سيسلمه إلى مجلس الأمن الدولي، من "العواقب السوسيواقتصادية والإنسانية والأمنية لهذا النزاع الذي طال أمده، والتي ترخي بثقلها على الاندماج الإقليمي أو الشبه إقليمي".

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة الجزائر "بتقديم مساهمات مهمة في العملية السياسية وتعزيز انخراطها في العملية التفاوضية لملف الصحراء"، مشيرا إلى دوافع الموقف المغربي من النزاع، متمثلا في "رفض أي حل لقضية الصحراء خارج سيادة المغرب الكاملة على صحرائه، ومبادرة الحكم الذاتي".

دلالات
المساهمون