المغرب يؤيد كلينتون رئيسة لأميركا... الصحراء أبرز الأسباب

10 يونيو 2016
ارتبطت كلينتون بعلاقات وطيدة مع المغرب سابقاً(جايسون ريد/فرانس برس)
+ الخط -

يتابع المغاربة الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة الأميركية باهتمام وشغف، خصوصاً بعد إعلان المرشحة هيلاري كلينتون فوزها في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، ووضع قدمها على طريق السباق نحو البيت الأبيض، فيما يميل المغاربة نحو تفضيل فوز كلينتون بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
ويكشف مسؤول حكومي لـ"العربي الجديد"، أن المرشح الذي تفضّله المملكة هو كلينتون بسبب علاقاتها الوطيدة مع المغرب، عندما كانت وزيرة للخارجية، أو حتى في عهد زوجها بيل كلينتون حين كان رئيساً للبلاد، لافتاً إلى أن العاطفة لا محل لها في السياسة، ذلك أن الرباط تطمح إلى تطوير علاقاتها الفاترة حالياً مع واشنطن إذا ما دخلت كلينتون إلى البيت الأبيض.
ويعزو المستشار الدبلوماسي سمير بنيس تفضيل خبراء ومتابعين وحتى مواطنين عاديين في المغرب لهيلاري كلينتون، إلى ما راكمته من تجربة عندما كانت السيدة الأولى في الولايات المتحدة، وعندما تقلّدت منصب وزيرة الخارجية خلال الولاية الأولى للرئيس الحالي باراك أوباما، إذ لها معرفة كبيرة بالمغرب والتطورات السياسية والاقتصادية التي شهدها خلال العقدين الماضيين.
ويوضح بنيس في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن ما يبعث المتابعين المغاربة على التفاؤل من مدى التأثير الإيجابي لتولي كلينتون سدة الحكم في البيت الأبيض على العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة، هو العلاقة الشخصية التي تربطها وزوجها مع الملك محمد السادس، والتي تُعتبر امتداداً للعلاقة الوطيدة التي كانت تربط زوجها الرئيس السابق بيل كلينتون بالملك الراحل الحسن الثاني.


ويلفت إلى أنه في ظل التوتر غير المسبوق الذي شهدته العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة منذ بداية الولاية الثانية لأوباما بخصوص قضية الصحراء، انبعث أمل كبير في أن يؤدي وصول كلينتون للحكم إلى انفراج كبير في العلاقات بين البلدين، وكذلك اتخاذ واشنطن موقفاً غير معادٍ للمغرب بخصوص الصحراء. ويضيف بأن العلاقات الشخصية بين قادة الدول وتواجد عامل الثقة والاحترام بينهم، يساعد في كثير من الأحيان في التغلب على عوامل التوتر وتمتين العلاقات، إلا أنه بالنسبة للولايات المتحدة، فإنها لا تتحرك بالعواطف، بل وفقاً لمصالحها الاستراتيجية على المدى المتوسط والبعيد.
ويرى بنيس أن وصول كلينتون إلى البيت الأبيض، سيضع حداً لسوء الفهم القائم بين المغرب والولايات المتحدة ويعطي زخماً لعلاقاتهما الثنائية، إلا أن ذلك لا يعني أن الولايات المتحدة ستتبنى الموقف المغربي بخصوص الصحراء وتدعم المخطط المغربي للحكم الذاتي بشكل علني، كونه الحل الوحيد للتوصل إلى حل سياسي للنزاع. ويلفت إلى أنه يتعيّن الأخذ بعين الاعتبار بأن للولايات المتحدة علاقات اقتصادية مهمة مع الجزائر، بالإضافة إلى التعاون الأمني بين البلدين، وإن كان لا يرقى إلى مستوى التعاون بين واشنطن والرباط، وبالتالي، فإن واشنطن لن تضحي بعلاقاتها مع الجزائر من أجل إرضاء المغرب من خلال اتخاذ موقف داعم صريح له بشأن الصحراء في مجلس الأمن.
ويُرجح المستشار السياسي بأن تحافظ الولايات المتحدة على التوازن في علاقاتها مع المغرب والجزائر، وأن تمتنع عن اتخاذ أي موقف لصالح هذا الطرف على حساب الآخر، وألا تقوم باتخاذ أي خطوة معادية لمصالح المغرب بخصوص وحدته الترابية. لكنه يلفت إلى أنه سيكون هناك هامش للمناورة لصالح المغرب، من شأنه أن يمكّنه من تحقيق اختراق مهم في كسب تعاطف الإدارة الأميركية إذا أحسن المغرب التعامل معها، وعمل بشكل مستمر على الترويج بفعالية لموقفه، والتقرب من مختلف الفاعلين في صناعة القرار في الإدارة الأميركية.
ولأن صناعة القرار في الولايات المتحدة تُعتبر عملية معقدة تتحكم فيها العديد من العوامل والمتدخلين، فإن بنيس يؤكد أن نجاح المغرب في عهد كلينتون، إذا فازت في الانتخابات، سيتوقف على مدى اختراق المملكة لمختلف الفاعلين في الإدارة الأميركية، بالإضافة إلى تقرّبه من صقور الحزب الديمقراطي.

المساهمون