المغرب: مواقع التواصل تعيد المناطق المنكوبة إلى الخارطة

03 ديسمبر 2014
نقلت مواقع التواصل حقيقة ما يجري (GETTY)
+ الخط -

لعبت مواقع التواصل الاجتماعي دوراً مؤثراً في نشر وبث الصور والأخبار المتعلقة بالفيضانات التي شهدها المغرب، خلال الأيام الأخيرة، حيث سجلت تفوقاً واضحاً على وسائل الإعلام المغربية التي كانت تغطيتها لهذه الكارثة الطبيعية ضعيفة.

وانفردت  صفحات على "فيسبوك"، الذي يعتبر أول موقع في المغرب من حيث عدد الرواد، بتغطية الفيضانات التي ضربت جنوب البلاد بالصور أولاً بأول،  كما قام ناشطون مغاربة باللجوء إلى موقع "يوتوب" الشهير، من أجل توثيق معاناة السكان المتضررين.

وأنشأ عدد من أبناء المناطق المنكوبة بفعل السيول الجارفة، التي قتلت منذ أن بدأت الفيضانات أكثر من 47 شخصاً، صفحات على موقع "فيسبوك"، خاصة بتطور الأحداث في مناطقهم، وبث صور تُظهر الخسائر الفادحة التي تكبدها السكان في ممتلكاتهم الخاصة.

وانتشرت صور عديدة على موقع فيسبوك، ومقاطع مرئية على "يوتيوب"، تبرز انهيار قناطر فوق وديان هائجة، وتهدم طرق وأسوار تاريخية، وهو ما وضع الرأي العام في سياق معرفة كاملة بما يجري في مناطق نائية لم يكن ليعلم عنها شيئاً لولا صور فيسبوك واليوتيوب.

الناشط المغربي عبد الله شرقاوي، قال في تصريحات لـ"العربي الجديد" إن الموقع الأزرق بات مصدراً هاماً للأخبار والصور خلال الفيضانات الحالية التي عرفها المغرب، مضيفاً أن عدداً من وسائل الإعلام تنهل أخبارها وصورها من هذه الصفحات الفيسبوكية.

وأفاد الناشط أن عدداً كبيراً من الصور التي تم تداولها على صفحات فيسبوك، خاصة التي تنقل مشاهد الفيضانات من مدينة كلميم جنوب البلاد، والتي تم إعلانها منطقة منكوبة، اعتمدتها الصحافة الورقية ووسائل الإعلام الدولية أيضاً، ما جعلها صفحات تعرف رواجاً غير مسبوق.

وأضاف أن عدداً من أشرطة الفيديو التي صورها مواطنون عاديون، أو ناشطون يتعاملون مع الشبكة العنكبوتية، لاقت رواجاً هائلاً، وعدداً كبيراً من المشاهدات في موقع يوتيوب، والمواقع الإلكترونية الإخبارية في المغرب، وذلك بشكل غير مسبوق.

وراجت صور قنطرة "تالوين"، التي كانت أولى القناطر المنهارة جراء الفيضانات، والتي التقطها أول مرة بعض السكان، بين وسائل الإعلام المختلفة، ثم تلتها فيديوهات جديدة أخرى كانت تُبث على مدار الساعة لخسائر الفيضانات، أو لمشاهد إنقاذ الضحايا أو غرق بعضهم.

الدكتور ربيع الشاطو، الباحث في وسائل الإعلام الحديثة، قال لـ"العربي الجديد" إن الغلبة كانت جلية لصالح الوسائط الجديدة، مثل الهواتف الذكية واستخدام "فيسبوك" و"يوتيوب"، وغيرها لنقل وقائع وصور الفيضانات الأخيرة، وهو ما عجزت عنه الوسائط الإعلامية القديمة.

وأردف الباحث أن "سرعة تناقل تلك الصور ومقاطع الفيديو من مصدرها إلى عالم الانترنت، وتداولها بعد ذلك من طرف المواقع الإلكترونية، جعل العديد من القراء والمتابعين يأخذون أخبارهم منها، عوض انتظار نشرات الأخبار التي تقدمها التلفزة، والتي لم تشف غليل المشاهدين".

المساهمون