المغرب: محاصرة خسائر كورونا عبر السائح المحلي

06 مايو 2020
أضرار كبيرة طاولت السياحة المغربية (فاضل سينا/ فرانس برس)
+ الخط -

يبحث المستثمرون المغاربة عن وسائل لمحاصرة الخسائر الباهظة التي يتكبّدها قطاع السياحة بسبب فيروس كورونا، إذ عادوا للمراهنة على السياح المحليين، الذين يميلون أكثر للسفر إلى الخارج.

وحسب بيانات رسمية، يتوفر المغرب على 3964 مؤسسة فندقية، إذ لم تعد تشتغل منها سوى ما بين خمسين ومائة مؤسسة، غير أن ذلك الإغلاق يؤثر على جميع سلسلة القطاعات الأخرى المرتهنة للقطاع السياحي.

ولم يستقبل المغرب منذ بداية العام وحتى مارس/ آذار الماضي سوى 1.96 مليون سائح، مقابل 2.5 مليون سائح في الفترة نفسها من العام الماضي، بينما تراجع عدد ليالي المبيت من 5.45 ملايين ليلة إلى 4.46 ملايين ليلة.

وتفيد بيانات مكتب الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة أنّ عائدات السياحة وصلت في الربع الأول من العام الجاري إلى 1.9 مليار دولار، بارتفاع بنسبة 2.3 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي.

وشدد النائب البرلماني، عزيز اللبار، في ظل توقع تراجع حاد في عدد السياح الوافدين على المملكة، على ضرورة إعطاء الأولوية للسياحة الداخلية، عوض الاستنجاد بالسائح المغربي في الأزمات فقط كما في السابق، حيث يفترض تبني أثمنة تحفيزية على طول العام.

ويتصور اللبار الذي يستثمر في القطاع السياحي أنّ عودة النشاط لا يمكن أن تتم سوى عبر السياح المحليين، داعياً إلى التفكير في مخطط شامل من أجل تحسين العرض، والتوزيع والترويج.


وحث نواب الحكومة، في جلسة للجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، أول من أمس، على إبداع طرق من أجل إقناع المغاربة باستهلاك المنتج المحلي، خاصة أن المغاربة اعتادوا على السفر إلى الخارج في ظل عدم تثمين الإمكانات السياحية المحلية.

ولاحظوا أن المغرب عمل على مدى سنوات على توفير عروض لفائدة السياح المحليين، غير أنها لم تعط النتائج المرجوة، داعين إلى إنجاز بحث حول أسباب عدم إقبال المغاربة على الفنادق المحلية.

ويعتبر النائب عمر بلافريج أن المغاربة يسافرون إلى خارج المملكة بحثاً عن عروض ثقافية مختلفة، مشيراً إلى ضرورة وضع سياسة حقيقية توفر للسائح المغربي الإحساس بالأمان، بعيداً عن التحرش مثلاً.

وكانت وزارة السياحة قد أوضحت أن السياحة الداخلية تحتل المركز الثاني في مؤشر السياحة برقم معاملات يصل إلى حوالي 3.1 مليارات دولار سنوياً.

وأكدت قبل خمسة أعوام أنها تتطلع إلى رفع تلك المساهمة إلى ما بين 4 و5 مليارات دولار في الخمسة أعوام المقبلة، حيث توقعت الوصول إلى 5.7 ملايين سائح محلي في 2020، غير أن تلك الأهداف لم تتحقق.

واستدعى توقف النشاط السياحي حضور وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي، نادية فتاح العلوي، أمام لجنة القطاعات الإنتاجية بمجلس النواب، إذ أكدت ضرورة دعم النقل الجوي والسياحة بهدف تفادي إفلاس الشركات التي تضررت جراء فيروس كورونا والحفاظ على فرص العمل التي تصل في القطاع السياحي إلى 550 ألف بالمغرب.

وشددت، أول من أمس، على ضرورة أن يبقى القطاع في صحة جيدة في الفترة الحالية، مع العمل على دعم الطلب مستقبلاً، في نفس الوقت، الذي يفترض العمل مع البلدان المصدرة للسياح وتأكيد الشروط الصحية الآمنة التي يوفرها المغرب.

وذهبت وزيرة السياحة إلى أن المكتب الوطني للسياحة يعمل على إنجاز دراسة حول السياحة الداخلية، مؤكدة أن الأمر لا يجب أن يرتبط بالأزمة الحالية فقط، معتبرةً أن تلك الدراسة لم تنجز في الأعوام الأخيرة.

ووصل إنفاق المغاربة على السفر خارج المملكة بهدف السياحة والحج والعمرة والدراسة والاستشفاء إلى نحو 2.15 مليار دولار العام الماضي، مقابل 1.95 مليار دولار في 2018، وفق بيانات مكتب الصرف الحكومي في المغرب.

دلالات
المساهمون