10 سبتمبر 2019
المغرب.. علاقلات قلقة
محمد الأغظف بوية (المغرب)
لن نختلف في نقاش ودي حول الروابط التاريخية التي تجمعنا نحن المغاربة ببلدان المشرق العربي. ولن نختلف حدّ الخلاف في أن قرابتنا للشرق أكثر من تودّدنا وتوّجهنا شمالا. وقد لا نتفق على أهمية البقاء تحت سقف تحالفات لا تأخذ قرارتها باستقلالية ومعاركها طويلة مع جبهات متعددة. وقد نتفق على أهمية امتلاك استقلالية في القرارات، وكذلك المواقف التي يجب التعبير عنها بوضوح.
إنّ مواطنا مغربيا قد ينشغل أكثر هذه الأيام بالوضع الصحي المقلق للبلاد، ولكنه لن يفهم بروز خلافات بين المغرب والعربية السعودية. بل لن يتقبل وجود توتر دبلوماسي بين الرباط وأبو ظبي، فالمواطن المغربي يؤمن بأهمية العلاقة مع دول الخليج. منذ استقلال البلاد والإعلام الرسمي، وكذا المعارض، أسسا لعلاقة وطيدة مع العواصم الخليجية، وقد أقنع الشعب بأهمية الحضن العربي الخليجي.
لكن المواطن لن يستوعب أنّ السياسة مصالح، وأنّ الحكام إذا ما تغيروا غيروا، فالسياسة في الوطن العربي بورصة للقيم لا تنفك تتراجع وتنجح تارة في الطلوع لتعود للتراجع، ودروس الماضي تذكرنا دائما بسلوك القادة العرب، فهم دائما في تغيير، لكن ليس نحو الأفضل كما هو في بلدان العالم الآخر، بل إنّ العرب يسيرون نحو الأسوأ.
تمر إذن، العلاقة بين المغرب وبلدان خليجية كالسعودية والإمارات في حالات من التوتر الذي لن يستمر طويلا، لكنه لن يتوقف ما دام أهل الرياض لا يرغبون في رؤية حليف إلا بالمعنى القدحي، حليف يقدم الخدمات، يسارع نحو تبني مواقفهم دون مراجعة، يشاركهم في قراراتهم دون تفكير، يحارب نيابة عن جنودهم، يساندهم في قتلهم.
المغرب خرج عن الطوع السعودي ـ الإماراتي، والأيام ستكشف عن مدى أهمية إبقاء المغرب خارج دائرة هذا التحالف الثنائي. تحالف بطعم العنف يستثمر المال لأجل كسر شوكة شعوب تريد الانعتاق، تتآمر من أجل إبقاء مصر تحت رحمة مساعدات سخية ودعم نظام انقلب على الشرعية في انتخابات اعترف الجميع بنزاهتها. وكما خذل الشعب المصري، فإن الثنائي ترك السودان يلقى مصيرا مجهولا، فالمال الموعود لن يصل إلى الخرطوم، والشعب السوداني سيتذكر كيف أنّ الأموال تخرج من الخليج لتستثمر في بلاد العم سام؟
سيذكر التاريخ في القادم من الأيام والعصور خذلان العرب لأنفسهم، فقد أبدعوا في مواجهة أنفسهم وتغلغل النفاق السياسي في محيطهم حتى كدنا نردّد مع التوحيدي صاحب "الإمتاع والمؤانسة، أن "الإنسان أشكل عليه الإنسان".
إنّ مواطنا مغربيا قد ينشغل أكثر هذه الأيام بالوضع الصحي المقلق للبلاد، ولكنه لن يفهم بروز خلافات بين المغرب والعربية السعودية. بل لن يتقبل وجود توتر دبلوماسي بين الرباط وأبو ظبي، فالمواطن المغربي يؤمن بأهمية العلاقة مع دول الخليج. منذ استقلال البلاد والإعلام الرسمي، وكذا المعارض، أسسا لعلاقة وطيدة مع العواصم الخليجية، وقد أقنع الشعب بأهمية الحضن العربي الخليجي.
لكن المواطن لن يستوعب أنّ السياسة مصالح، وأنّ الحكام إذا ما تغيروا غيروا، فالسياسة في الوطن العربي بورصة للقيم لا تنفك تتراجع وتنجح تارة في الطلوع لتعود للتراجع، ودروس الماضي تذكرنا دائما بسلوك القادة العرب، فهم دائما في تغيير، لكن ليس نحو الأفضل كما هو في بلدان العالم الآخر، بل إنّ العرب يسيرون نحو الأسوأ.
تمر إذن، العلاقة بين المغرب وبلدان خليجية كالسعودية والإمارات في حالات من التوتر الذي لن يستمر طويلا، لكنه لن يتوقف ما دام أهل الرياض لا يرغبون في رؤية حليف إلا بالمعنى القدحي، حليف يقدم الخدمات، يسارع نحو تبني مواقفهم دون مراجعة، يشاركهم في قراراتهم دون تفكير، يحارب نيابة عن جنودهم، يساندهم في قتلهم.
المغرب خرج عن الطوع السعودي ـ الإماراتي، والأيام ستكشف عن مدى أهمية إبقاء المغرب خارج دائرة هذا التحالف الثنائي. تحالف بطعم العنف يستثمر المال لأجل كسر شوكة شعوب تريد الانعتاق، تتآمر من أجل إبقاء مصر تحت رحمة مساعدات سخية ودعم نظام انقلب على الشرعية في انتخابات اعترف الجميع بنزاهتها. وكما خذل الشعب المصري، فإن الثنائي ترك السودان يلقى مصيرا مجهولا، فالمال الموعود لن يصل إلى الخرطوم، والشعب السوداني سيتذكر كيف أنّ الأموال تخرج من الخليج لتستثمر في بلاد العم سام؟
سيذكر التاريخ في القادم من الأيام والعصور خذلان العرب لأنفسهم، فقد أبدعوا في مواجهة أنفسهم وتغلغل النفاق السياسي في محيطهم حتى كدنا نردّد مع التوحيدي صاحب "الإمتاع والمؤانسة، أن "الإنسان أشكل عليه الإنسان".
مقالات أخرى
04 سبتمبر 2019
29 اغسطس 2019
20 اغسطس 2019