المغرب: رقم قياسي للوفيات اليومية بفيروس كورونا وتحذيرات من انهيار المنظومة الصحية

19 اغسطس 2020
مستشفى ميداني عسكري لمواجهة كورونا بالمغرب (Getty)
+ الخط -

سجل المغرب، الثلاثاء، 33 وفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا الجديد في أكبر حصيلة يومية منذ تسجيل أول حالة وفاة، في 10 مارس/ آذار الماضي، ليرتفع بذلك عدد الوفيات الإجمالي إلى 714 حالة وفاة.

وحذر منسق المركز الوطني للطوارئ الصحية بوزارة الصحة، معاذ المرابط، خلال الإيجاز الصحافي اليومي حول الوضعية الوبائية بالمملكة، مساء الثلاثاء، مما وصفه بـ"تراخي" بعض المواطنين بعد رفع الحجر الصحي، معتبراً أن الرقم المسجل اليوم على مستوى الوفيات مهم ولا يجب أن يمر مرور الكرام.

وأكد المرابط أن العمل يجب أن يكون الآن جاداً، ويجب الالتزام أكثر من أي وقت مضى بتدابير الوقاية من أجل السلامة الصحية، وذلك بشكل صارم جداً، معتبراً أن السبيل الوحيد المتاح حالياً هو الالتزام بالتدابير الوقائية، التي أثبتت نجاعتها، خاصة في ظل غياب لقاح للفيروس.

وبحسب معطيات وزارة الصحة، تم تسجيل حالات الوفاة الـ 33 في مدن مراكش، 9 حالات، متبوعة بالدار البيضاء، 5 حالات، وفاس، 4 حالات، وطنجة، 4 حالات، وحالتي وفاة بكل من الراشيدية وورزازات، وحالة وفاة بكل من اليوسفية، الداخلة الحوز، الحسية، سلا وصفرو وخنيفرة.

بالمقابل، كشفت الوزارة أن عدد الإصابات النشيطة، التي لا تزال تخضع للاستشفاء، بلغ 13 ألفا و87 حالة على الصعيد الوطني، أي بمعدل 36 مصاباً لكل 100 ألف نسمة، في حين وصل عدد الإصابات الصعبة أو الحرجة إلى 184 إصابة، منها 65 إصابة تحت التنفس الاصطناعي.

وتم، الثلاثاء، رصد 1245 إصابة بفيروس كورونا، خلال الـ 24 ساعة الأخيرة، وصل معها إجمالي الحالات المسجلة إلى 44830، فيما تم تسجيل 1061 حالة شفاء جديدة ليصبح إجمالي المتعافين 31002.

ويأتي ذلك، في وقت دفع فيه الوضع الوبائي المقلق في العديد من المدن، أبرزها مراكش والدار البيضاء، جمعيات مدنية وحقوقية إلى إطلاق تحذيرات من انهيار المنظومة الصحية، نتيجة الارتفاع المهول المسجل في الآونة الأخيرة، على مستوى الإصابات بكورونا والوفيات، التي حطمت أرقاماً قياسية لم يعرفها المغرب طيلة الأشهر الماضية.

وفي هذا السياق، قال الحقوقي محمد الغلوسي، إن الوضع الصحي بمراكش يتطلب تدخلاً عاجلاً لتصحيح الاختلالات التي تعرفها المنظومة الصحية والتي عرت واقع الصحة بالمدينة، لافتاً، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك صوراً وتقارير وفيديوهات توثق الظروف والشروط التي تتم فيها مواجهة الوباء، في ظل إنهاك كبير للأطر الطبية والتمريضية والإدارية في مستشفى ابن زهر المعروف  بـ"المامونية " بمراكش، ما يدل على أن المستشفى لم يعد قادراً على استيعاب كل المرضى مع غياب الوسائل والآليات الضرورية للمواجهة.

وفيما ينتظر أن  تكون لجنة وزارية قد حلت، مساء الثلاثاء، في المدينة للوقوف على الوضع الصحي بها، أوضح الغلوسي أن الوضع الصحي بالمدينة الحمراء يفرض تدخلاً عاجلاً للسلطات المركزية، لإيجاد مخرج للوضع الصحي بالمدينة قبل فوات الأوان، والانكباب على معالجة كافة الاختلالات التي تواجه المنظومة الصحية في المدينة، وفي مقدمتها توفير التجهيزات والآليات الضرورية للتصدي للوباء وكل البنيات الأساسية، والالتفات للأوضاع المادية للأطباء والممرضين ومختلف العاملين بقطاع الصحة وتحفيزهم على الاشتغال، ورفع معنوياتهم ووضع استراتيجية متكاملة متعددة الأبعاد وفق مقاربة تشاركية لمحاصرة الوباء.

المساهمون