المغرب: دعوات لإطفاء الهواتف لمعاقبة شركات الاتصال

15 يناير 2016
سخط إثر منع التطبيقات المجانية (Getty)
+ الخط -
لا زال قرار توقيف شركات الاتصال الثلاث التي تحتكر سوق الاتصالات الهاتفية بالمغرب، وهي "اتصالات المغرب"، و"ميديتيل"، و"إينوي"، عدداً من خدمات التواصل المجاني عبر الانترنت، خاصةً تطبيقات "سكايب" و"واتساب" و"فايبر"، يثير الكثير من السجال والامتعاض لدى آلاف المغاربة.

ودفع قرار منع التطبيقات الصوتية المجانية بالمغرب، والذي بررته الوكالة الوطنية لتقنين الاتصال، وهي مؤسسة رسمية يُعهد إليها تنظيم وضبط القطاع بدواع مالية وأخرى إجرائية وتدبيرية، العديد من المغاربة إلى المطالبة بمقاطعة خدمات شركات الهاتف الثلاث دفعة واحدة، ليومي 16 و17 يناير/كانون الثاني الجاري.

ودعا الخبير في الأمن المعلوماتي والتقنيات الحديثة، أمين رغيب، المواطنين المغاربة من ذوي الهواتف الذكية خصوصًا إلى مقاطعة الخدمات الهاتفية لشركات الاتصالات الموجودة بالمغرب، احتجاجا على قرار منع تطبيقات "سكايب" و"واتساب" و"فايبر"، باعتبار أن الانترنت فضاء حرّ لا ينبغي أن يتحكم فيه أحد".

وطالب رغيب من مواطنيه المغاربة بأن يعمدوا إلى إطفاء هواتفهم المحمولة طيلة يومي 16 و 17 يناير/كانون الثاني الجاري، مبرزاً أن هذه الخطوة رمزية لبعث رسالة إلى شركات الاتصال بأن المغاربة يرفضون القمع والرأسمالية المتوحشة، وبأنهم ليسوا أكباشاً حتى يتم التحكم في اختياراتهم واستخداماتهم للانترنت".

وأورد المتحدث ذاته بأن الدعوة إلى مقاطعة الخدمات الهاتفية، من أجل الإعلان عن غضب المستخدمين لهذه التطبيقات المجانية، هي مجرد تحذير لشركات الاتصال مفاده أن المغاربة واعون بما يقع، ومحذراً من خطوات تصعيدية مستقبلية، من بينها رفض سداد الفواتير، والاستغناء عن شراء بطائق الشحن الهاتفية.

وأبدى كثيرون موافقتهم على الدعوة إلى مقاطعة الخدمات الهاتفية بالبلاد لمدة يومين، جراء الضرر الذي تسبب فيه الحظر للعديد من الشباب وذوي المداخيل الضعيفة الذين كانوا يلجأون إلى "سكايب" و"واتساب" للتواصل مع ذويهم وأبنائهم وعائلاتهم في مناطق بعيدة، وخارج البلاد أحياناً كثيرة.

وقال أحد مؤيدي الدعوة إلى إطفاء الهواتف "يكفي أن تغلق هاتفك، وتدعو أصدقاءك وعائلتك لإطفاء هاتفهم النقال كذلك، نريد حملة مليونية نعبر فيها لهذه الشركات أننا لسنا أكباشاً، بل مستهلكون وجب احترامهم وتقديرهم"، وقال آخر "حان الوقت لنرغم هذه الشركات على احترامنا كمستهلكين".

وبالمقابل، اعتبر آخرون بأن الدعوة إلى مقاطعة الخدمات الهاتفية قد لا تجدي الشيء الكثير، ولن تذعن شركات الاتصال الثلاث العملاقة إلى التراجع عن قرار توقيف التطبيقات المجانية تلك، فيما أكد البعض على ضرورة الهاتف في الاستعمال اليومي، ما يجعل الدعوة غير ذي تأثير كبير.

ومنذ الإعلان عن قرار منع "واتساب" و"سكايب" و"فايبر"، لجأ العديد من مستخدمي الانترنت المغاربة إلى البحث عن بدائل تقنية تتيح لهم تعويض ما تم حظره عنهم، ومن ذلك الاتصال من خارج الشبكة الوطنية، من خلال تقنية VPN، وهي التقنية التي تقبل عليها الدول التي مُنع فيها الاتصال عبر الشبكة العنكبوتية.



اقرأ أيضاً: فقراء وشباب المغرب..الخاسرون من منع "سكايب" و"واتساب"
دلالات
المساهمون