ويزاوج العاهل المغربي بين زيارة العمل الرسمية إلى عاصمة ساحل العاج (كوت ديفوار)، أبيدجان، التي دشنها بمجموعة من الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، يوم أمس، وبين رحلات استجمام يقوم بها بين الفينة والأخرى، آخرها الرحلة البحرية التي صاحبه خلالها وزير الداخلية الإيفواري، أحمد بكايوكو.
ونشرت منابر إيفوارية صورة للملك محمد السادس برفقة وزير الداخلية وهما يركبان قاربًا يكتشف بواسطته ملك المغرب سحر الطبيعة في ضواحي أبيدجان، حيث كان الوزير الإيفواري يتكلف بمهمة "مرشد سياحي" للملك.
وأوضحت المنابر ذاتها أن العاهل المغربي لا يزور فقط أبيدجان لتطوير العلاقات بين المملكة وكوت ديفوار، اللذين تجمعهما علاقات دبلوماسية وتاريخية وطيدة، تعود إلى عهد الملك الراحل الحسن الثاني، والرئيس الإيفواري الراحل فيليكس هوفييت بوانيي، وإنما أيضًا للترفيه والاستجمام.
وبحسب المصادر عينها، فإن الرئيس الحسين واتارا اختار وزير داخليته ليقوم بمهمة المرشد السياحي للعاهل المغربي، باعتبار أنه قبل أن يشغل منصب الوزير القوي في البلاد، كان من أشهر المستثمرين في مجال السياحة في ساحل العاج.
وعلى صعيد ذي صلة، أفادت مصادر دبلوماسية في دولة مالي بأن زيارة الملك محمد السادس إلى العاصمة باماكو، ستكون في الأيام المقبلة، بعد أن راجت بشأنها أخبار تفيد بتأجيلها بعد أن كانت مبرمجة في أجندة العاهل المغربي، بسبب ما قيل إنه ضغط جزائري على الرئيس المالي.
ويرى مراقبون أن مالي، رغم أنها من بين البلدان الأفريقية التي لا زالت تعترف بما يسمى "الجمهورية الصحراوية"، فإنها لا تضم سفارة لـ"جبهة البوليساريو" على أرضها، كما لا ترخص عادة لتنظيم أنشطة هذه الحركة المطالبة بانفصال الصحراء عن سيادة المغرب.
وفي خضم جولات ملك المغرب الحالية في "الأدغال الأفريقية"، والتي زاوج خلالها بين زيارات رسمية، وعقد اتفاقيات اقتصادية مع غينيا كوناكري وغانا وزامبيا، يظل مصير تشكيل الحكومة المغربية معلقا إلى إشعار آخر.
ورغم التفاؤل الذي أبداه رئيس الحكومة المعيّن منذ العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بخصوص إيجاد حلول لحالة الانسداد الحكومي في البلاد، والتي تناهز شهرها الخامس، فإن مصادر حزبية تشكك في أساس هذا التفاؤل.
وتعتبر مصادر حزبية بأن تفاؤل رئيس الحكومة المكلف يستند إلى تفاهمات ينوي القيام بها مع زعيم حزب "الأحرار"، عزيز أخنوش، لكن هذا الأخير ما زال برفقة الملك في زياراته إلى القارة السمراء، كما أن حزب "الاتحاد الاشتراكي" يعتبر نفسه معنيًّا بدخول الحكومة، وينتظر رفضًا رسميًّا من بنكيران، وليس تصريحات صحافية تفيد بعدم رغبته في المشاركة في الحكومة.