السلطات المغربية: اعتقال الخلية الإرهابية بتمارة جنّب البلاد حمام دم 

11 سبتمبر 2020
الأمن: المخططات كانت وشيكة وبالغة التعقيد (Getty)
+ الخط -

كشفت السلطات المغربية، الجمعة، أن العملية الأمنية التي قادت أمس إلى اعتقال خلية تابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي بمدينة تمارة، وثلاث مدن أخرى، جنبت البلاد حمام دم، وتكرار سيناريو الأحداث الإرهابية التي ضربت مدينة الدار البيضاء في 16 مايو/ أيار 2003.

وقال عبد الحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، إن "يقظة المصالح الأمنية جنبت المغرب حمام دم خطيراً كان سيقع خلال الأيام المقبلة"، لافتاً إلى أن الخلية التي تم تفكيكها أمس بمدينة تمارة "كانت تنوي القيام بعمليات إرهابية خطيرة، ستتسبب في مأسٍ إنسانية".

وأوضح مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، المعروف اختصاراً بـ"البسيج"، في ندوة صحافية عقدها الجمعة بمدينة سلا (قرب الرباط)، أن المثير في هذه الخلية المعلن أمس عن تفكيكها أنها كانت تستعد للقيام بعمليات انتحارية على غرار ما وقع في 16 مايو/ أيار 2003 وسنة 2007.

وقال الخيام إنّ التحريات الأولية أظهرت أن الخلية الإرهابية كانت تستهدف شخصيات عمومية وعسكرية، ومقرات مصالح الأمن والدرك في المغرب، مشيراً إلى أن الخبرة التقنية على المحجوزات المضبوطة لدى الخلية الإرهابية كشفت أن أفرادها الخمسة دخلوا في مرحلة التركيب والتهييء للقيام بعمليات تفجيرية بواسطة "طنجرة ضغط" تحتوي على مواد متفجرة ومواد أخرى مملوءة في أنابيب وسترات مفخخة للقيام بعمليات انتحارية.

الخيام: المثير في هذه الخلية المعلن أمس عن تفكيكها أنها كانت تستعد للقيام بعمليات انتحارية على غرار ما وقع في 16 مايو/ أيار 2003 وسنة 2007

 

وذكر المسؤول الأمني المغربي أن الخلية المفككة بلغت مستوى متقدما من التحضيرات لتنفيذ عمليات واستهداف شخصيات عمومية وعسكرية ومقرات مصالح الأمن والدرك في المغرب، كاشفا عن أن أفراد الخلية كانوا أيضا يستعدون لتقديم الولاء لما يسمى بـ"داعش".

وأوضح الخيام أن فكر "داعش" الإرهابي لم ينته مع سقوط التنظيم أو زعيمه أبو بكر البغدادي في سورية والعراق، بل له امتدادات إيديولوجية ويتم تمريره وشحن أشخاص ضعفاء به عبر الإنترنت ووسائل الاتصال. 

وكانت السلطات المغربية قد أعلنت، أمس الخميس، عن اعتقال خلية إرهابية تابعة لتنظيم "داعش"، كانت تخطط لاستهداف منشآت وأهداف حساسة بعبوات ناسفة. 

وقال المكتب المركزي للأبحاث القضائية إنه تمكن من تفكيك خلية إرهابية وإحباط مخططاتها التي كانت وشيكة وبالغة التعقيد، ولها ارتباطات في عدة مدن مغربية.

وكشف المكتب المركزي أن العمليات التي قادها تمت بشكل متزامن بمدن طنجة وتيفلت وتمارة والصخيرات، في الساعات الأولى من صباح الخميس، أسفرت عن توقيف خمسة متطرفين، تتراوح أعمارهم ما بين 29 و43 سنة.

ويؤشر اعتقال الخلية الجديدة على أن الخطر الإرهابي في المغرب يبقى قائماً، على الرغم من كل الإجراءات الأمنية المتبعة، خاصة من قبل إرهابيين لهم ارتباط بتنظيم "داعش".

 

وبحسب ما كشف عنه تقرير صادر العام الماضي عن مرصد الشمال لحقوق الإنسان، فإن 73 في المائة من قادة الخلايا المفككة من قِبل المكتب المركزي للأبحاث القضائية، ما بين 2015 و2018، كانت لهم صلة مباشرة بأفرادٍ من تنظيم "داعش" موجودين في سورية أو العراق أو ليبيا، و12 في المائة من العائدين من إحدى هذه الساحات.

ومنذ صدمة أحداث الدار البيضاء الإرهابية في 16 مايو/ أيار 2003، التي جاءت في سياق دولي متسمٍ بارتفاع تحدي الجماعات المتطرفة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر/ أيلول 2001، سارعت الأجهزة الأمنية المغربية إلى تغيير تعاملها مع خطر الإرهاب الذي لم يعد المغرب بمنأى عنه باعتماد مقاربة استباقية، كان من ملامحها الرئيسة تفكيك الخلايا الإرهابية قبل وصولها إلى مرحلة التنفيذ.

ووفق إحصائيات وزارة الداخلية المغربية، فقد مكّنت "الضربات الاستباقية" من تفكيك السلطات الأمنية لأكثر من 200 خلية إرهابية منذ 2003 وإلى حدود السنة الماضية، بمعدل خلية شهريا.