المعوقون في الجزائر.. يبحثون عن ممرات خاصة بهم

18 مايو 2016
غياب الممرات يزيد من معاناتهم (Getty)
+ الخط -

ممرات خاصة لذوي الإعاقة الحركية والاحتياجات الخاصة، آخر شيء يفكر فيه المسؤولون في الجزائر، بل يكاد يكون بعيداً عن أجندتهم في مجال التنمية البشرية.

غياب ممرات ومداخل خاصة بهذه الفئة من المجتمع، والذين يجدون صعوبة كبرى في ولوج المؤسسات والشركات والجامعات والمعاهد، يضاعف معاناتهم اليومية ومحاولاتهم المستمرة في الاعتماد على أنفسهم لقضاء حاجياتهم اليومية.

حقيقة مريرة يتجرّعها يومياً الطالب الجامعي كسيلة مرادي (22 سنة) الذي يعاني من إعاقة حركية، ويجد صعوبة في صعود درج كلية علوم الإعلام والاتصال في العاصمة الجزائرية، هذه الأخيرة مجهزة بأحدث الوسائل والتقنيات، ومصممة على شكل سفينة بديعة الهندسة، ما جعل الطلبة يسمونها "كلية التيتانيك"، نسبة إلى الباخرة الشهيرة التي غرقت. لكن رغم ذلك، لا تتوفر فيها ممرات خاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، وهذ ما أكده الطالب مرادي، الذي يتابع دراسته العليا في الجامعة.

وقال لـ"العربي الجديد": "أجد صعوبة، بل معاناة كبرى، في صعود الطوابق للوصول إلى أقسام الدرس، تضاف إلى عقبات التحصيل الدراسي بالنسبة لأمثالي"، موضحا أنه يتألم يومياً لدى دخول الحرم الجامعي، وهو مثقل بهموم الإعاقة من جهة، وأحلامه التي تتكسر يومياً على السلالم للوصول إلى قاعات الدراسة من جهة أخرى".

ليس هذا الطالب الوحيد الذي يجد صعوبة في مزاولته الدراسة وإكمال الدراسات العليا في الكلية، بل يتعثر كثيرون غيره من ذوي الاحتياجات الخاصة، وأصحاب الإعاقة الحركية، في إيجاد وسيلة للدخول إلى قاعات التدريس التي تتواجد أغلبها في الطوابق العليا.




الطالبة سعيدة، وهي كفيفة، تقول بدورها "لا تهتم العديد من المؤسسات في الجزائر بأوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة، ولا تؤمّن لهم وسائل تخفف عنهم وطأة الإعاقة التي تقف حجر عثرة في وجه كل من يريد الارتقاء بمستقبله وإتمام دراساته العليا، فهذه المعوقات التي تضاف إلى الإعاقة الحركية، تدفع كثيرين إلى التوقف عن الدراسة لمجرد نيلهم شهادة الإجازة لإيقاف عذاباتهم اليومية".

كثيرة هي الحالات التي تجد صعوبات في ولوج الجامعات الجزائرية، خاصة تلك المشيدة حديثاً، والتي تعتبر صروحاً وبنايات فاخرة وفخمة، إلا أن المصعد الميكانيكي لا يفي بالغرض في غالب الأحيان لأسباب تقنية، فهو غير متاح للجميع أو متعطل في الكثير من الأحيان.

شهرزاد سعودي، طالبة في كلية الطب بالعاصمة الجزائرية، تشرح لـ"العربي الجديد" أن المكتبة الخاصة بالطلبة موجودة في الطابق الرابع، ما يعني أن ذوي الإعاقة لن يتمكنوا من الاستفادة من خدماتها، بل تزيد معاناتهم للوصول إليها، وبذلك يحرمون من مساحة البحث والمطالعة كغيرهم من الطلاب.

المعضلة ليست حكراً على الكليات والجامعات فقط، بل يمكن ملاحظتها في عدد من المؤسسات الوطنية، فضلاً عن الطرقات والشوارع الكبرى في العاصمة، فصاحب الإعاقة الحركية يجد صعوبة كبرى في التنقل على كرسي متحرك في شارع "ديدوش مراد" أو شارع الشهيدة "حسيبة بن بوعلي" أو شارع "العربي بن مهيدي" في قلب العاصمة الجزائرية، فما بالك بشوارع أخرى؟

إلى ذلك، قليلة هي المؤسسات التي تضع في حساباتها تصميم ممرات خاصة للمعوقين حركياً على وجه الخصوص. وبحسب أحد المارة في شارع محمد بلوزداد، فإن هذه الممرات تعد على رؤوس الأصابع، في مقابل ذلك هناك بنايات عدة رسمية أو خاصة لا تلحظ هذا الأمر، وتهمل الجانب الإنساني المهم في حياة شريحة كبرى من الجزائريين، هم في حاجة إلى من يرفع معنوياتهم ويعيد إليهم الابتسامة.

 

 

 

المساهمون